قبل أيام من دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، وبداية عهد جديد لا يمكن التنبؤ به، لا تزال أزمة التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية تفرض نفسها بقوة على المشهد السياسى فى الولايات المتحدة، مع عقد جلسة استماع فى مجلس الشيوخ حول هذا الأمر، فى الوقت الذى بدأ الأمر يزيد من حدة الخلافات بين الرئيس المنتخب ومجتمع الاستخبارات الأمريكية.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية اعترضت اتصالات بين مسئولون روس هنأوا فيها أنفسهم على فوز ترامب فى انتخابات الثامن من نوفمبر الماضى.
وقال إن مسئولين بارزين فى الحكومة الروسية احتفلوا بفوز دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية على منافسته هيلارى كلينتون باعتباره سياسيا لموسكو.
وأشارت الصحيفة إلى أن رد الفعل المبتهج بين كبار المسئولين الروس، وبينهم بعض ممن يعتقد المسئولون الأمريكيون أنهم على علم بالحملة الإلكترونية الروسية للتدخل فى الانتخابات، ساهم فى تقييم الاستخبارات الأمريكية بأن جهود موسكو كان هدفها إلى حد ما المساعدة فى فوز ترامب بالبيت الأبيض، كما أن معلومات أخرى جمعتها وكالات الاستخبارات تحدد هوية الأطراف المشاركين فى تسليم الرسائل الإلكترونية للديمقراطيين لموقع ويكيليكس، والتفاوت فى مستويات أجهزة الاستخبارات الروسية المستمرة للتسلل إلى المعلومات الحساسة فى شبكات الكمبيوتر الخاصة بالحملتين الجمهورية والديمقراطية.
وتمثل هذه المعلومات وغيرها أساس تقرير استخباراتى غير مسبوق يتم تداوله فى واشنطن فى الفترة الراهنة يتناول تفاصيل التدخل الروسى فى الحملة الرئاسية لعام 2016 وتفاصيل العمليات الإلكترونية الأخرى التى قامت بها موسكو ضد أنظمة الانتخابات الأمريكية خلال السنوات التسع الماضية.
وقد تم تسليم الوثيقة السرية التى يقول المسئولون إنها أكثر من 50 صفحة إلى الرئيس باراك أواما يوم الخميس الماضى، وكان من المتوقع أن يتم تسليمها لدونالد ترامب، الرئيس المنتخب، أمس الجمعة فى نيويورك، من قبل كبار مسئولى الاستخبارات ومنم جيمس كلابر، رئيس الاستخبارات الوطنية، ومدير الـ"سى أى إيه" جون برينان.
ورفض المسئولون الأمريكية الكشف عما إذا كانت الاتصالات التى تمت عرقلتها وارده فى النسخة السرية من التقرير الذى أمر به أوباما، وأكدوا على أنه برغم أن هذه الرسائل تعتبر مؤشرات قوية على نية موسكو وتدخلها الواضح لصالح ترامب، إلا أنها لا تعتبر دليلا حاسما على جهود وكالات الاستخبارات الروسية لتحقيق هذه النتيجة.
وكان ترامب قد أعرب مرارا عن شكوكه فى تقييم الاستخبارات الأمريكية بأن روسيا تدخلت للمساعدة على فوزه بالبيت الأبيض.
من ناحية أخرى، أكد جيمس كلابر، مدير جهاز الاستخبارات الوطنية الأمريكية، أن روسيا قد تدخلت فى الانتخابات الأمريكية التى أجريت فى نوفمبر الماضى.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن كلابر قال فى شهادة أمام الكونجرس أمس، الخميس، إن التدخل الروسى فى الحملة الرئاسية لعام 2016 تجاوز القرصنة ليشمل التضليل والترويج لأخبار كاذبة، وهى المحاولات المستمرة حتى الآن كما يقول.
وقال كلابر فى شهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ عن تهديدات الأمن الإلكترونى الخارجى، لاسيما القرصنة الروسية والتدخل فى الانتخابات، إنه مهما كان الشق أو الصدع الذى يجدونه فى النسيج الأمريكى، فإنهم سيستغلونه.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الجلسة جلبت واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل فيما بعد الانتخابات مباشرة إلى الكابيتول أمام جمهور وطنى.
وكانت هناك خطوط سياسية حزبية متوقعة خلال الجلسة، فأغلب الجمهوريين بدوا منضبطين فى معالجة وجها لوجه لمزاعم أجهزة الاستخبارات الأمريكية عن القرصنة الروسية واستخدام الجلسة لانتقاد تعامل الرئيس باراك أوباما مع الهجمات الإلكترونية. فى حين ركز الديمقراطيون وقادة اللجنة من الجمهوريين السيناتوران جون ماكين وليندسى جراهام، على ما قاله مسئولو الاستخبارات عن التدخل الروسى فى الانتخابات وبدأ مستعدا لتأييد استنتاجاتهم عن دوافع الكرملين.
وفى نفس السياق، أعلن جيمس وولسى المدير السابق للسى أى إيه، والذى شارك فى أربع إدارات رئاسية، استقالته من فريق انتقال السلطة لترامب بسبب التوترات المتزايدة حول رؤية الرئيس المنتخب لوكالات الاستخبارات.
وتعد استقالة وولسى من منصبه كأحد كبار مستشارى ترامب فى ظل إحباط من خطط الأمن القومى للإدارة الجديدة ومن تصريحات ترامب التى تقوض مجتمع الاستخبارات.
وقال مقربون من وولسى إنه تم استبعاد فى الأسابيع الأخيرة من مناقشة أمور استخباراتية مع ترامب والجنرال المتقاعد مايكل فلين، الذى سيصبح مستشارا للأمن القومى الأمريكى فى عهد ترامب. وقالوا إن وولسى قد أصبح غير مرتاح بشكل متزايد لوضع اسمعه ومصداقيته ضمن فريق انتقالى دون أن يتم استشارته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة