كشف الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن هناك خمسة عوامل تساعد على طول العمر وهى: البيئة المحيطة بالإنسان من مبان صحية ومساحات خضراء وطرق آمنة الخضراء والحفاظ على السلوكيات الصحية طوال الحياة والنظام الغذائى المتوازن والنشاط البدنى، خاصة المشى والبعد عن المخاطر الصحية وفى مقدمتها تدخين التبغ وإدمان الكحوليات والتعرض للمواد السامة.
جاء ذلك فى تصريحات له، بمناسبة اليوم العالمى للمسنين، الذى يوافق الأول من شهر أكتوبر من كل عام، وشعاره (الخطى نحو المستقبل من خلال اكتشاف مواهب المسنين ومساهماتهم ومشاركاتهم فى المجتمع(.
وقال بدران : إن التقرير الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أشار إلى أن عـدد المسنين فى مصر يبلغ 6.4 مليون مسن (3.15 مليون ذكور و3.21 مليون إناث) بنسبة 6.9 % من إجمالى السكان، ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة إلى 11.5 % بحلول عام 2031.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد المسنين فوق سن ال65 عاما في عام 2050 إلى حوالى 2 مليار نسمة أي ما يعادل 22 % من سكان كوكب الأرض مقابل 12 % حاليا، وأن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يبلغون من العمر 80 سنة فأكثر إلى 395 مليون شخص تقريبا، قائلا: إنه فى المتوسط ستعيش النساء ما بين 6 و8 سنوات أكثر من الرجال".
وقال خبير الحساسية والمناعة : إن صحة المسنين حاليا ليست أفضل من أجدادهم وأن صحة الفم فى المسنين تؤثر على صحتهم العامة، حيث تقل القدرة على التذوق بمرور العمر ، مما يعني أن المسنين ربما يتناولون الكثير من الملح دون أن يدرون مما يعرضهم لمشاكل القلب ولربما يتناولون الكثير من السكر، ما يضاعف لديهم مشاكل مرض السكر وتنخفض شهيتهم بمعدل 1 % في كل عام بالإضافة إلى صعوبة مضغ الطعام مع سقوط الأسنان وتآكل الفكين.
وأضاف: إن عملية مضغ الطعام فى حد ذاتها تؤدى إلى زيادة فى مستوى اليقظة والانتباه والسيطرة على العضلات، الأمر الذى يحسن الأداء المعرفى، كما أنها تحسن الذاكرة قصيرة وطويلة الأمد وتؤدى إلى إطلاق الأنسولين فى الجسم وتزيد من امتصاص السكر فى الدم عن طريق المخ، مشددا على ما أثبتته البحوث العلمية الحديثة من ارتباط ضعف القدرة على المضغ بضعف الإدراك والخرف فى كبار السن.
وتابع : طالما سيعيش الإنسان لفترة أطول في جميع أنحاء العالم فإن أعداد المصابين بمرض الزيهايمر(مرض خرف الشيخوخة) ستزداد حيث لا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير .. مشيرا إلى أنه يصيب 10 % بعد الخامسة والستين و50% بعد سن الـ85، حيث يخرب المرض مراكز الذاكرة والذكاء واللغة والسلوكيات وتبدو أعراضه بتدهور في الذاكرة القريبة المباشرة، وليست الذاكرة البعيدة وفقدان القدرة على التركيز والتعلم ويتطور إلى نسيان الأماكن والوساوس وضعف المرضى الاهتمام بأنفسهم.
واستطرد : "إن العناية بمريض الخرف تستلزم توفير الدعم النفسي له حيث يزيد من تحسن الحالات مع الأدوية المتاحة .. وأن الوقاية من الزيهايمر تبدأ في الجميع من الآن باتباع نظام غذائي متوازن والمشاركة في النشاط البدني المنتظم والامتناع عن تعاطي التبغ والخمور كما أن النوم الجيد حيث يعد وسيلة لإعادة تكوين الموصلات العصبية وعلاج الأمراض المزمنة والصوم المتقطع طوال العام والتعرض لأشعة الشمس المشرقة يوميا فى الصباح الباكر وممارسة الرياضة العقلية تنشط المخ وتقوي الذاكرة وتناول أغذية الحفاظ على الذاكرة ومنها (السلمون ، الماكريل ، التونة ، السردين ، فول الصويا ، البيض ، المكسرات) وتناول الخضراوات الخضراء كالبروكلي والخس وكذلك تناول زيت الزيتون يوميا والأغذية المستنبتة التي ترفع من رصيد الإنسان من البكتيريا الصديقة والاسترخاء للإقلال من التوتر فالتوتر يزيد من احتمالات الزهايمر بنسبة 50 %.
وأكد بدران أن هناك أغذية تساعد جسم الإنسان على مقاومة الشيخوخة ومظاهر تقدم العمر ، حيث تبين حديثا أن الكركم يقي من مرض الزيهايمر ويعد بمثابة مضاد للأكسدة أقوى من فيتامين ﻫ وأن عصير العنب يكافح السرطان ويرفع المناعة ويخفض الدهون الضارة ، وأن غذاء ملكات النحل يزيل تجاعيد الوجه ويقوي القلب فيما يرطب الخيار الجسم ويمنع العطش ويمنع الإمساك لغناه بالألياف الغذائية.
أما البصل - وفقا لخبير الحساسية والمناعة - فإنه يحتوي على مواد مدرة للبول ومواد ملينة ومواد مقوية للأعصاب ويقاوم النمو السرطاني في الثدي والقولون والمبايض والرئتين كما أن للطماطم دورا في الحماية من هشاشة العظام والسرطانات لغناها بمادة الليكوبي فيما تخفض القرفة السكر المرتفع بعد الأكل لأنها تبطئ من حركه الطعام من المعدة إلى القولون ويكافح الموز الشيخوخة ويساعد على خفض ضغط الدم وهو خال من الصوديوم والدهون وغني بالألياف.
ولفت إلى أن هناك العديد من المشاكل الصحية يتعرض لها الكثير من المسنين ومنها ضعف مركز العطش مما يعلل ارتفاع معدلات الجفاف بينهم وانخفاض كفاءة الجهاز المناعي وبطء الاستجابة المناعية وتأخر الشفاء من العدوى..قائلا : إنه غالبا ما تؤدي العدوى الفيروسية بالأنفلونزا إلى زيادة معدل الوفيات لدى كبار السن بسبب نقص أعداد وكفاءة الخلايا الأكولة وهي خلايا المناعة التي تلتهم الميكروبات والخلايا التالفة وتعتبر مايسترو الجهاز المناعي وأن إدمان المسنين الكحول وتعاطيه على أي مستوى يقلل الاستجابات المناعية بما في ذلك أعداد الخلايا المناعية ووظائفها".
وذكر أن من المشاكل الصحية الشائعة بين المسنين سوء التغذية وفقدان السمع ومشاكل بعدسة العين (عتامة عدسة العين أو المياه البيضاء)وآلام الظهر والرقبة والتهابات المفاصل ومرض الانسداد الرئوي المزمن وأمراض القلب والدورة الدموية وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر والاكتئاب والضعف العام وسلس البول والهذيان وقرح الفراش نتيجة الاستلقاء لفترات طويلة فى الفراش.
وأوضح أن الساركوبينيا وهي شيخوخة العضلات تعد من أكثر المشاكل التي تؤرق المسنين حيث تقل العضلات في الكتلة أي يذوب جزء منها كل سنة بعد العقد الرابع من العمر وتتراوح نسبة الفقد فيها من 3 إلى 5٪ من كتلة العضلات سنويا ، وتستبدل الأجزاء المفقودة بالدهون والألياف ، ويزداد معدل الفقد بعد الخامسة والستين.
وعزا ذلك إلى عوامل عدة منها شيخوخة الخلايا العصبية المسئولة عن إرسال إشارات من المخ إلى العضلات لبدء الحركة وانخفاض تركيز بعض الهرمونات مثل هرمون النمو وهرمون التستوستيرون وعامل النمو الذي يشبه هرمون الأنسولين وانخفاض قدرة الجسم على تخليق البروتينات وسوء التغذية المصاحب لتقدم العمر لعدم كفاية السعرات الحرارية أو البروتين للحفاظ على كتلة العضلات في المسنين.
وطالب بدران المسنين بضمان الحصول على السعرات الحرارية المطلوبة وكميات مناسبة من البروتين والسوائل الكافية والفيتامينات والأملاح المعدنية لتجنب سوء التغذية وضمان تغذية الجلد ومنع الجفاف ولضمان تمتعهم بالصحة وبالحياة ، مشددا على دور الأسرة والمجتمع فى ذلك حيث يفضل أن يحيا المسنون فى بيئة محبة مرحبة بهم ولا تهمشهم بدعوى الخروج على المعاش أو التقاعد والأولوية أن يعيشوا مع ذويهم ولتكن بيوت المسنين أخر ملاذ على أن يتم الاهتمام بصحتهم وتغذيتهم والتأكد من تعريضهم للشمس يوميا وممارستهم الرياضة وأبسطها المشي.
واختتم خبير الحساسية والمناعة تصريحاته بالتأكيد على أن تعبيرات الحب كبسولات حيوية ذات أهمية كبيرة لكبار السن فهي تعيد شحن الهمم التي ذبلت وتفتح لهم دهاليز أواخر العمر المظلمة.