يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارة إلى فرنسا يوم الإثنين المقبل، تستمر حتي الخميس المقبل، يلتقي خلالها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث يبحث الرئيسان تعزيز التعاون الثنائي، والمصالح المشتركة.
وأعلن قصر الإليزيه، أن الرئيس ايمانويل ماكرون سيستقبل، الثلاثاء المقبل، الرئيس السيسي، وأن الرئيسين سيجتمعان على غداء عمل فى أول لقاء بينهما، لتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك ومنها الأزمات الإقليمية ومكافحة الإرهاب.
ووفقا لمعلومات أولية، فإن جدول الزيارة سيكون عامرا باللقاءات، حيث من المقرر أن يلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي عددا من المستثمرين فى فرنسا، لبحث سبل تعزيز الاستثمارات فى مصر، إضافة إلى لقاءات أخرى لبحث التعاون الاقتصادى والتجارى والعلمى.
عبد الفتاح السيسي والاستثمارات الفرنسية فى مصر
وتعد فرنسا سادس أكبر مستثمر في مصر في 2016؛ حيث تقدر حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنحو 3.5 مليار يورو (4.1 مليار دولار)؛ ما يجعلها سابع أكبر مورد في مصر، وزاد حجم التجارة الثنائية بين البلدين في الأشهر الثمانية الأولى من 2017؛ حيث ارتفعت قيمة الصادرات الفرنسية بنسبة 9.2% (1.1 مليار يورو/1.3 مليار دولار) مقابل 21% في الواردات (401.4 مليون دولار/478.8 مليون دولار).
كما توجد فى مصر أكثر من 160 شركة فرنسية توظف ما يقرب من 30 ألف شخص عبر مجموعة واسعة من القطاعات.
ومنذ الأيام الأولى للرئيس الفرنسي في منصبه الجديد، أجرى أول اتصال هاتفى مع نظيره المصري، حيث كان الرئيس السيسى ضمن عدد قليل جدًا من قادة ورؤساء الدول الذين أراد ماكرون أن يبادر بالاتصال بهم فى الأيام الأولى له فى السلطة، كما يتبادل الزعيمان الاتصالات بشكل منتظم.
وأكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن مصر وفرنسا لديهما الإرادة السياسية والعزيمة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى أعلى مستوى، تحقيقًا للمصالح المشتركة وتعزيزًا لمكانة مصر ودعمًا لجهودها فى الإصلاح الاقتصادى لوضعها على مسار التقدم.
وأضاف شكرى، أن تلك الإرادة السياسية متوفرة لدى مصر وفرنسا بدرجة متساوية وأن هناك اهتمامًا حقيقيًا من الجانب الفرنسى للتنسيق مع القاهرة على أعلى مستوى لمواجهة التحديات والقضايا الإقليمية والدولية انطلاقًا من رؤية مشتركة .
وكشف وزير الخارجية عن تواصل مستمر بين البلدين على المستويات السياسية العليا وتبادل للزيارات، بالإضافة إلى التواصل والتنسيق المستمر بشأن الأوضاع فى ليبيا وغيرها من القضايا الإقليمية، وكذلك فى جهود محاربة الإرهاب وتعزيز التعاون الذى يعود بالنفع على الشعبين المصرى والفرنسى.
من جانبه، أشاد سفير مصر بباريس السفير إيهاب بدوى بتطور التعاون العسكرى والشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا خلال الأعوام الماضية، انطلاقا من الثقة المتبادلة بين القيادتين المصرية والفرنسية وتوافق وجهات النظر إزاء العديد من القضايا والأزمات الدولية التى تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.
وقال بدوى، فى تصريحات له مؤخرا حول العلاقات المصرية الفرنسية، إنه فى ظل التهديدات التى تشهدها المنطقة فإن انضمام الفرقاطة الأولى من طراز "جويند" إلى أسطول البحرية المصرية العريقة يعد بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة تدعم إمكانات وقدرات البحرية المصرية لتحقيق الأمن البحرى وحماية الأمن القومى والمياه الإقليمية والاقتصادية وحرية الملاحة وتأمين قناة السويس كشريان هام للتجارة العالمية.
وأوضح أن الفرقاطة "الفاتح" تعد القطعة البحرية الرابعة التى تتسلمها مصر من فرنسا خلال السنوات الثلاث الماضية حيث شهدت انضمام الفرقاطة "تحيا مصر" فى 2015 إلى أسطول البحرية المصرية وكذلك حاملتى المروحيات "جمال عبدالناصر" و "أنور السادات" من طراز "ميسترال" فى 2016.
وأثنى بدوى على العلاقات المتميزة بين البحريتين المصرية والفرنسية وحرصهما المتبادل على تبادل الخبرات فى جميع المجالات وقدراتهما العالية على العمل المشترك بالبحر .. مشيراً إلى كثافة ودورية المناورات والتدريبات المشتركة بين البلدين كالتدريب المشترك رمسيس 2016 والتدريب المشترك كليوباترا 2017 .
عبد الفتاح السيسي والصداقة المصرية الفرنسية
وقال، إن مسيرة التعاون العسكرى المثمر بين القوات المسلحة المصرية والفرنسية لا ترجع فقط إلى علاقة الصداقة والثقة بين البلدين، خاصة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن أيضاً لما لديهما من أولويات وتحديات مشتركة ، وفى إطار إدراك الجانب الفرنسى للمهام الجسيمة التى تضطلع بها مصر لمواجهة التحديات والتهديدات غير النمطية قى المنطقة، وأهمها خطر الاٍرهاب والهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات والسلاح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة