دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس دول العالم إلى اتخاذ خطوات وإجراءات فاعلة للتعبير عن رفض القرار الأمريكى بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال أبو مازن، فى كلمة وجهها للجلسة الطارئة للبرلمان العربى اليوم الإثنين، التى عقدت لبحث تداعيات القرار الأمريكى، والتى ألقاها نيابة عنه رياض المالكى ودير الخارجية ، إن قطع العلاقات الدبلوماسية ويتم غلق السفارات وطرد السفراء وعدم استقبال الوفود فإن البيانات وحدها غير كافية .
وندد الرئيس الفلسطينى مجددًا بالقرار الأمريكى معتبرا أنه يشكل اعتداء سافرا على الحقوق الفلسطينية القانونية والتاريخية والتى تكفلها قرارات الشرعية الدولية، وكذلك حقوق المسلمين والمسيحيين فى العالم أجمع، كما أن القرار يقوض جهود تحقيق السلام ويعزز الأهداف الاستعمارية للاحتلال فى الأراضى الفلسطينية .
وقال أبو مازن، إن الإعلان خطير ويرمى لتغيير وضعية القدس وهو لاغ وباطل وينتهك قرارات الشرعية الدولية ويشكل تحديا للإرادة والإجماع الدوليين ويجب إلغاؤه على الفور .
حمل الرئيس الفلسطينى الإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة لهذا القرار الذى يعد تراجعا لدورها كراع لعملية السلام، كما أن القرار فى الوقت ذاته مكافأة للاحتلال ودفعه لمزيد من ممارسة سياسته العنصرية فى الأراضى المحتلة، مطالبًا الأمم المتحدة بعدم الاعتراف بأى تغيير على الأراضى المحتلة منذ الرابع من يونيو 1976 بما فيها القدس .
من جانبه، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى تحرك عربى لتقديم قرار فى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمة للقدس الشرقية، مؤكدًا على أن الجامعة العربية ستعمل على متابعة الحملة الدبلوماسية ووضع خطة تحرك إعلامية لكشف آثار القرار الخطيرة على المنطقة .
وأكد أبو الغيط، فى كلمته أمام الجلسة الطارئة للبرلمان العربى، أن القرار الأمريكى بإعلان القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلى باطل وما يترتب عليه من اجراءات باطلة ولاغية، وأن الأهم أن يظل قرارا معزولا يدين الدولة التى اتخذته، وهو ما أكد عليه الاجتماع الوزارى العربى الطارئ بشأن القدس.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن القرار الأمريكى يظهر حالة التناقض صارخة مع المجتمع الدولى ويكشف عن أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت كل معانى الحياد، مطالبًا الولايات المتحدة بالتراجع عن هذا القرار الجائر والخطير على حقوق الشعب الفلسطينى التى تكفلها المواثيق الدولية، مشددا فى هذا الإطار على ضرورة ترسيخ الحالة الدولية المؤيدة للحق الفلسطينى وترسيخ الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتوسيع دائرته بشكل متواصل .
ونبه أبو الغيط، إلى أن اليومين الأخيرين فقط شهدا الإعلان عن بناء 7 آلاف وحدة استيطانية شرق القدس، لافتًا إلى أنه يُشير بجلاء إلى تسارُع مخططات التهويد والاستيطان، احتماء بالقرار الأمريكي، مضيفًا أن التصدى لهذه المخططات لابد وأن يقترن بحملةٍ داعمة لإسناد اهل القدس والعمل على دعم وجودهم فى المدينة بكل سبيل ممكن ، مناشدًا الجميع العمل على سرعة جسر الفجوة المالية التى يواجهها صندوقا القدس والأقصى، بل والسعى إلى زيادة مواردهما بما يتناسب مع جسامة التحدى وخطورة الموقف الذى يواجهه أهلنا فى القدس.
وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القرار الذى اتخذته الإدارة الأمريكية يعكس تشوش بوصلة الضمير لديها، وسوف تعمل الأمانة العامة للجامعة العربية، وفقًا للتكليف الصادر من المجلس الوزارى، على متابعة الحملة الدبلوماسية ووضع خطة تحرك إعلامية للحد من تبعات هذا القرار، وكشف آثاره الخطيرة على الاستقرار فى المنطقة .
وفى سياق متصل، دعا الدكتور مشعل بن فهم السلمى رئيس البرلمان العربى، إلى وضع خطة تحرك عربية لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها مدينة القدس الشرقية، محملا الولايات المتحدة الأمريكية مسئولية تبعات قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، واصفا إياه بأنه قرارًا غير مسئول، وما ستؤول إليه الأوضاع فى المنطقة وعلى المستويين الإقليمى والدولى، وما يشكله من تهديد للأمن والسلم الدوليين.
جاء ذلك فى كلمة الدكتور السلمى، أمام الجلسة الطارئة للبرلمان العربى، بشأن تداعيات قرار الرئيس الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها بحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى.
وأعلن السلمى، عن تسمية دور الانعقاد الحالى للبرلمان العربى (القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين)، مضيفًا: "نجتمع اليوم باسم الشعب العربى، من أجل قضية العرب الأولى فلسطين، فى ظرفٍ بالغ الدقة والخطورة، لمناقشة تداعيات القرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إليها. وهذا القرار يعد سابقة خطيرة فى منظومة العلاقات الدولية، حيث أنه يمثل تهديدا للأمن والسلم الدوليين، وانتهاكا خطيرا لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولى التى تعتبر القدس مدينة محتلة، واعتداءا سافرا على حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، واستفزازا صارخا لمشاعر العرب والمسلمين وأحرار العالم".
وأضاف رئيس البرلمان العربى: "لقد دعونا إلى هذه الجلسة الطارئة للبرلمان العربى، ممثل الشعب العربى الكبير، الناطق باسمه، والمدافع عن قضاياه، والمعبر عن آماله، انطلاقا من واجبنا الدينى والوطنى والقومى، وتحملا لمسؤليتنا فى التعبير عن موقف الشعب العربى العظيم، الذى يحمل للقدس محبة صادقة، وإيمانا راسخا، ورفضا قاطعا للتخلى عنها، واستعدادا للتضحية فى سبيلها، مضيفا أن الشعب العربى غاضب أشد الغضب، ومستاء أشد الاستياء، فمن لا يغضب للقدس ليس فيه ذرة من كرامة للعروبة، لذا فأن صرختنا التى نطلقها اليوم، من هنا، من مقر جامعة الدول العربية، نريدها أن تدوى فى أركان العالم نصرة لمدينة القدس.
وشدد السلمى، على أن الاعتراف بالقدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال، هو أمر مرفوض، وخطوة للقضاء على الحل السلمى للقضية الفلسطينية، وضرب لكل المقررات والاتفاقيات العربية والدولية، مؤكدًا على أن القدس لنا أبناء هذه المنطقة عربا ومسلمين ومسيحيين ليست مجرد قطعة أرض على خريطة العالم، بل لها رمزيتها ومكانتها الدينية والتاريخية والثقافية العميقة، وليست محلا للتنازل أو المقايضة، فهى عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية والشعب الفلسطينى.
ووجه رئيس البرلمان العربى، تحية إجلال وإكبار للشعب الفلسطينى الصامد على أرض فلسطين، ونثمن صمودهم وتضحياتهم أمام سياسات القتل والتدمير والتهجير الممنهجة التى تمارسها قوة الاحتلال الغاشمة، مطالبا جميع أبناء الشعب الفلسطينى التوحد خلف قيادتهم الفلسطينية، ونبذ الخلافات والنزاعات، والتمسك بخيار الصمود فى مواجهة القوة الغاشمة للاحتلال.
ودعا السلمى، الأمة العربية والإسلامية حكاما ومحكومين أفرادا ومؤسسات لدعم صمود الشعب الفلسطينى فى الحفاظ على مدينة القدس وتمسكه بأرضه، وتقديم كل ما يستطيعون للأشقاء الفلسطينين، والمساهمة فى صندوق القدس دعما للشعب الفلسطينى الأبى.
وثمن رئيس البرلمان العربى عاليا مواقف الدول والشعوب الأفريقية والأوروبية والآسيوية والأمريكية اللاتينية رفضهم لقرار الإدارة الأمريكية، ودعمهم لحقوق الشعب الفلسطينى، ومساندتهم لقيام دولة فلسطينية عاصمتها مدينة القدس الشرقية.
ودعا السلمى، الأمم المتحدة لقيادة عملية السلام كطرف محايد ونزيه، وتطبيق القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بحل الدولتين، وتحمل مسئولياتها الكاملة فى حماية القدس وصون مقدساتها، وإفشال أية تحركات فردية أو أحادية، بعد أن خرجت الولايات المتحدة الأمريكية عن حيادها ونزاهتها كوسيط لعملية السلام وكشفت عن انحيازها بصورة علنية للقوة القائمة بالاحتلال.
وأعرب رئيس البرلمان العربى، عن أمله فى أن يشكل الاجتماع هذا نقلة نوعية للتضامن العربى مع صمود الشعب الفلسطينى، لتمكينه من انتزاع حقوقه الوطنية المشروعة فى بناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وسوف نعرض عليكم للمناقشة مشروع خطة عمل تحرك البرلمان العربى للتصدى لقرار الإدارة الأمريكية والدعوة لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها مدينة القدس الشرقية.
وفى السياق ذاته، دارت عقب الجلسة الافتتاحية الطارئة للبرلمان العربى اليوم مناقشة مفتوحة بين الدول الأعضاء حول خطة تحرك عربية لمواجهة التداعيات المترتبة على قرار الرئيس الأمريكى اعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارة بلاده فى تل أبيب إليها.
كما دارت محاور هذه المناقشة التى شارك فيها أعضاء البرلمان العربى حول الإجراءات الممكن اتخاذها لمواجهة قرار ترامب ومنها المقاطعة الاقتصادية وحشد الجهود القانونية والدبلوماسية والإعلامية لإبطال مفعول هذا القرار ومحاصرته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة