"الصبر طيب عال.. إيه غير الأحوال.. يا اللى معاك المال برده الفقير له رب كريم".. رائعة سيد درويش التى غنتها "جارة القمر" فيروز بصوت عذب يكاد يتسلل للقلب دون استئذان، والتى تعبر عن صورة اليوم.
بوجه اكتسب من طمى النيل سماره، وابتسامة تملؤها الرضا، ولحية نال منها الزمن وترك عليها أثره من الشيب مع ملامح ونظرة تُشعِرك بالدفء بمجرد أن تقع عيناك عليها، امتطى هذا العجوز حِماره الذى يشاركه رحلة بحثه عن الرزق والعمل، ويحمله ذهاباً وإياباً دون أن يشكو من الحِمل، وهو يمسك بعصاه التى تعينه على طريقه وتساعده فى توجيه الحمار لمقصده.
بدأ يومه مع بزوغ الشمس مصطحباً كمية قليلة من المحصول فوق دابته، وقرر الاتكال على ربه الكريم لتوفير قوت يومه، رحلة قصيرة رصدتها كاميرا "اليوم السابع" لهذا الفلاح البسيط واقتنصت عدستها نظرة رضا بالمقسوم وكأنه يردد كلمات تلك الأغنية قائلاً "الفقير له رب كريم" قانعاً بحياته البسيطة الذى وهبه الخالق إياها، ومستبشراً بما هو آتٍ.