صدر مؤخرا كتاب "التوراة الهيروغليفية" للدكتور فؤاد حسنين عن دار الكاتب العربى للطباعة والنشر.
"التوراة... هيروغليفية الأصل" هو بحث علمى تاريخى يكشف الباحث من خلاله عن الأصول الفرعونية للتوراة، حيث يقول إن الدرب الذى سلكه وانتهى به إلى هذه النتيجة، أى أن توراة موسى هى هيروغليفية الأصل وليست عبرية لم يسبقه إليها أحد من قبل.
وتعتمد عدة فؤاد حسنين فى هذه المسيرة العلمية على دراسة ذات شعبتين إحداهما لغوية والأخرى لاهوتية. أما الدراسة اللغوية فتنبع من الإحاطة بلغات شعوب شبه الجزيرة العربية أو السامية، حيث درج العلماء على تقسيم هذه اللغات إلى شرقية؛ وهى الأكدية، أو كما يطلق عليها من قبل المسمارية أو البابلية الآشورية، وهى لغة القبائل العربية التى نزلت أرض ما بين النهرين، وهذه أقدم لغة عربية استطاعت أن تستكمل كيانها اللغوى، أما اللغات السامية الغربية فتنقسم إلى فرعين رئيسين شمالى وهو الكنعانية لغة القبائل العربية التى استوطنت شمال الجزيرة العربية وامتدت ممتلكاتها حتى بلغت شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وكان ذلك حوالى الألف الثالث ق.م وهى تشتمل على عدد من اللهجات هى الموابية والفينيقية والعبرية. والآرامية لغة الأقوام العربية التى استوطنت بلاد العراق وقدر للغتها الانتشار حتى أصبحت لغة الشرق الأدنى. أما الفرع الثانى من اللغات السامية الشمالية الغربية فهو الفرع الجنوبى ويشمل العربية الشمالية والعربية الجنوبية والجعزية أو الحبشية أما اللغة العبرية التى تعنى الباحث فى مجال بحثه هذا، فلم تعرف بهذا الاسم فى التوراة أو الأنبياء أو الكتب بل جاءت تحت اسم الكنعانية أو اليهودية وزعم العبريون أن لغتهم هى لغة التوراة واللغة التى كلم الله بها موسى.
وهنا يقول الباحث إنه إذا كان الأمر كما يعتقد الكثيرون من الإسرائيليين وغيرهم من أبناء الممل الأخرى فوجب أن يكون سيدنا موسى عليه السلام قد عاصر اللغة العبرية وتعلمها واتقنها، والباحث وللتفصيل هذه المسألة التى اعتبرها مسألة خلاف يرجع إلى اللغة العبرية، مؤرخاً ظهورها، ومن ثنايا التوراة يتبين بأن الإسرائيليين كانوا قبل العبرية التى اقتبسوها من الكنعانيين بعد تسللهم إلى أرضهم على يد يوشع بن نون فتى موسى والذى تولى قيادة الإسرائيليين بعد وفاته واختلاطهم بالكنعانيين ومضى فترة كافية من الزمن لخلق اللغة الجديدة، أى العبرية، والتى هى خليط من الآرامية والكنعانية وكثير من اللغات الأخرى، سامية وغير سامية، وبرأى الباحث بأنه لن يرجع تاريخ ظهور العبرية إلى ما قبل عام 1100ق.م، وهو يرى بأن اللغة العبرية هى اللغة السامية الوحيدة التى لم تولد أو تلازم الناطقين بها منذ ظهورهم فى التاريخ، والإسرائيليون أنفسهم لم يعرفوا باسم العبريين كشعب ولم يتكلموا العبرية إلا بعد استيطانهم كنعان ومخالطتهم الكنعانيين؛ أما قبل ذلك فقد كانوا يتكلمون لغة الشعوب المضيفة لهم.
وبناءً على ذلك فإن الإسرائيليين فى مصر كانوا ولا شك يتكلمون المصرية شانهم شأن غيرهم من الأقوام التى عاشت فى كنف المصريين. ويقول الباحث إنه وإذا علمنا أن موسى ولد فى مصر ونشأ فى مصر وتثقف ثقافة مصرية فى مختلف الوظائف العسكرية حتى أصبح كما يحدثنا المؤرخ اليهودى "يوسيفوس فلافيوس" ضابطاً فى الجيش المصرى ولم يخرج مع من خرجوا إلى سيناء والتى كانت وقتذاك إقليماً مصرياً إلا ليواصل حياته المصرية بعيداً عن استبداد الفرعون. ولم ير موسى فلسطين وتوفى قبل أن تظهر العبرية إلى الوجود بأكثر من قرن، وبناء على ذلك يرى الباحث بأن لغة موسى عليه السلام كانت ولا شك اللغة المصرية القديمة. وإذا تركنا اللغة إلى الشطر الثانى إلى العقيد أو إلى الدراسة اللاهوتية، مما استند إليها الباحث فى بحثه فى الأصول التوراتية التى انتهى إلى كونها أصول فرعونية؛ أى أنها هيروغليفية الأصل، وجد أن "يهوه" الإله المصرى يتجلى له ويكلمه فى سيناء المصرية ولا شك فى أن لغة المتخاطبين كانت المصرية القديمة وليست العبرية التى لم تكن قد ظهرت بعد: ويتابع الباحث دراسته هذه بالعودة إلى التوراة، محللاً ومنقباً فى العهد القديم فى أسفاره عن أنهم النقاط التى يبين له من خلالها ما يجعله يطلع بتلك النتيجة التى ذكر أنه لم يسبق قبله أحد إليها وهى أن التوراة إنما هى هيروغليفية الأصل وذلك بناء على مراجع لغوية ولاهوتية على حدٍّ سواء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة