قرأت لك.. "أميركا وعملية السلام": مستحيل إنهاء الصراع مع إسرائيل بالاتفاقيات

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "أميركا وعملية السلام": مستحيل إنهاء الصراع مع إسرائيل بالاتفاقيات غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"لطالما شكل الصراع العربى الإسرائيلى مأزقاً فكرياً وعنواناً لمآس وحروب عصفت بالمنطقة وطالت تداعياتها أطراف الكرة الأرضية، وذلك لعدم تمكن أطرافه من الوصول إلى حلول تقتنع بجدواها سواء كانت منفردة أو بمساعدة وسطاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، ابتداء من عام 1948 مروراً بمؤتمر مدريد للسلام عام 1991 وإلى اليوم الذى مثل للكثيرين بوابة الحلول المأمولة لما حمله فى طياته من وعود لم ير أغلبُها النور" هكذا قال الباحث الدكتور خالد عياد فى مقدمة كتابه "أميركا وعملية السلام فى الشرق الأوسط 1973 - 2013"، الصادر حديثا عن دار "الآن ناشرون وموزعون" فى عمان.

 

ويتكون الكتاب من تمهيد وثلاثة فصول، إضافة إلى مجموعة من الملاحق المتصلة بالموضوع، تناول الفصل الأول سياسة الولايات المتحدة لتسوية الصراع العربى الإسرائيلى والفلسطينى الإسرائيلة، عبر العديد من المراحل، وعبر عهود رئاسيّة أمريكية عديدة، والعديد من المبادرات السياسية للتسوية ومآلاتها.

 

أما الفصل الثانى فقد عالج الأبعاد المؤثرة على سياسة الولايات المتحدة الأميركية اتجاه عملية السلام العربية - الإسرائيلية، ومنها البعد الدينى ودور المسيحية الأصولية، وجماعات الضغط والمصالح، والتنافس العالمى على المصالح الحيوية، ودور الحرب الباردة التى أعقبت الحرب العالمية الثانية بين المعسكرين الغربى بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية والشرقى بزعامة الاتحاد السوفيتى السابق، حتى انهياره سنة 1991، وصراع المصالح.

 

وقد غطّى الفصل الثالث موضوع تأثير سياسة الولايات المتحدة على عملية السلام العربية الإسرائيلية، وهنا يجرى الحديث عن المساعدات العسكرية الأمريكية، وتأثيرها على عملية السلام، وكذلك تأثير الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا ودبلوماسيا.

 

وقد ضمت الملاحق نصوص اتفاقيات: كامب ديفيد، وأوسلو، وبروتوكول إعادة الانتشار 1997، ومقترحات كامب ديفيد 2000،  وخارطة الطريق 2003، ومؤتمر أنابولس 2007.

 

وقد نظر الباحث فى أبعاد السياسة الأميركية اتجاه عملية السلام فى الفترة الممتدة ما بين عامى 1973 و2013 نظرا لأهميتها، وذلك لما شهدته المنطقة من أحداث مثل حرب تشرين الأول عام 1973، التى أعطت مؤشراً على تراجع الدور الإسرائيلى، وهذا ما دفع الولايات المتحدة الأميركية للدخول بثقلها فى المنطقة دعماً لأمن إسرائيل واستقرارها من خلال إشراك العرب وإسرائيل فى عملية السلام على أمل إدماج إسرائيل فى المنطقة العربية.

 

ويؤكد الباحث أنه وبعد مرور أكثر من ستين عاماً على نكبة فلسطين عام 1948، وإعلان قيام دولة إسرائيل وطرد مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى المنافي، ومرور أكثر من ربع قرن على اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 بين مصر وإسرائيل برعاية أميركية، واتفاقية أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، واتفاقية وادى عربة عام 1994 بين المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل، إلا أن الواضح أن هذه الاتفاقيات لم تؤت أكلها، ولم تنه الصراع، وهذا يشكل خطراً جسيماً ليس على المنطقة حسب، وإنما قد يطال العالم بأكمله، كون منطقة الصراع هى موئل الشرائع السماوية وحاضنتها، وكذلك يمكن أن يؤدى استمرار الصراع إلى نشوء منظمات متطرفة فى المنطقة، كل منها يرى الحل على طريقته، مما يقود المنطقة حتماً إلى الغرق فى مستنقع إما حروب لا تبقى ولا تذر، أو مواجهات بين تنظيمات التطرف التابعة لأطراف متعددة،  أو بين الأطراف المتعددة ذاتها وتلك التنظيمات المتطرفة،  وكذلك فإن من تداعيات عدم الوصول إلى حلٍّ فى المنطقة العربية من خلال عملية سلام حقيقية وعادلة، كما يرى الباحث، هو الهجرة إلى الشمال (شمال البحر الأبيض المتوسط)، مما يهدد الأمن الغربى.

ولعلّ ما يميز دراسة الدكتور عيّاد عن الدراسات السابقة هو أن الدراسات السابقة تناولت جوانب تحليلية مختلفة هدف بعضها إلى التحقق من السياسة الأميركية اتجاه الصراع الفلسطينى الإسرائيلى،  والكشف عن تأثير أحداث الحادى عشر من أيلول على الصراع العربى الإسرائيلى وتأثير المحافظين الجدد فى الإدارات الأميركية على سياساتها اتجاه عملية السلام العربية-الإسرائيلية، فى حين ركز هو على تناول سياسة الولايات المتحدة الأميركية اتجاه عملية السلام العربية- الإسرائيلية من عام 1973-2013، من خلال التعرف على السياسات والنشاطات التى اتبعتها الولايات المتحدة الأميركية اتجاه عملية السلام لحل الصراع الدائر بين العرب وإسرائيل من أكثر من ستين عاماً.

 

يذكر أن الباحث الدكتور خالد حمّاد عيّاد من مواليد مدينة طولكرم فى فلسطين سنة 1965، حصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة الاستقلال الثانوية/ دولة قطر، وعلى دبلوم طيران تجارى - آلى / أكاديمية الطيران الملكية الأردنية، وعلى شهادة البكالوريوس فى العلوم السياسية/ جامعة مؤتة، وشهادة الماجستير فى العلوم السياسية/ جامعة العلوم التطبيقية، شهادة الدكتوراه فى العلوم الساسية/ جامعة مؤتة. عمل طيارا مدنيا ومترجماً، ويعمل حالياً باحثا فى تاريخ العرب الحديث.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة