ما فعلته الحرب السورية فى الآثار لا يمكن أن ينسى أبدا، فالتدمير الذى أصاب القطع الأثرية والمناطق التراثية خلال السنوات الماضية يعد أمرا كارثيا، لذا من المهم أن نعتنى بالكتب التى تحكى تاريخ التراث السورى، لأن كثيرا من هذه الآثار لن نستطيع رؤيتها مرة أخرى.
وفى كتاب "التراث السورى الأثرى" الصادر عن الهيئة السورية للكتاب، تأليف الدكتور عفيف بهنسى الكثير من المعلومات التاريخية المهمة فى هذا الشأن، يقول الكتاب أثبتت الكشوف الأثرية التى تحققت خلال العقود الأخيرة، أمرين مهمين، الأول أن هذه المنطقة التى تسمى عند العرب (بلاد الشام) تعتبر من أقدم مناطق العالم حضارة، وأن هذه الحضارة مترابطة عضويا على الامتداد الجغرافى ومتكاملة، والأمر الثانى أن هذه البلاد تحمل بعدا سياسيا دوليا واسعا لا يقاس بحجمها، إذ إن موقعها بين قارات ثلاث لا يزال ذو أهمية استراتيجية وتجارية عالمية.
ويرى المؤلف أن أهمية هذه المنطقة تاريخيا برزت منذ نشاط طريق الحرير الذى يبدأ من الصين مرورا بسواحلنا على البحر الأبيض المتوسط باتجاه الغرب أو باتجاه جنوب سورية، عبر تدمر وحلب وكانتا من المراكز المهمة فى هذا الطريق، وكان (الهلال الخصيب) الذى يمتد رأسه الشرقى من الخليج العربي. وينتهى رأسه الغربى فى سيناء، منطقة ازدهار اقتصادى وإشعاع عبر جميع العصور، يضاف إلى ذلك أهمية إشراف سورية على صدر البحر الأبيض المتوسط الذى أفسح لها فى العبور إلى جميع مرافئ البحر وإلى أنحاء أحرى من العالم، وأصبحت قادرة من خلال تبادلاتها التجارية وتحركاتها العسكرية أن تصنع تاريخها وأن تشارك فى صنع تاريخ هذا الجزء من العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة