القدس
البعض يريد لقضية القدس أن تتحول من معركة مع إسرائيل إلى معركة مع الأنظمة العربية فى الداخل، القوى الخبيثة تجرنا بعيدًا عن الهدف، كالعادة، وبدلاً من أن نتوحد فى مواجهة قرار الرئيس الأمريكى ونناضل فى سبيل إقرار الحق العربى، نسقط مجددًا فى خلافات داخلية ومعارك الشماعات السياسية الكلاسيكية، لتضيع القدس إلى الأبد.
خلال الساعات التى تلت قرار ترامب جرى توجيه الكتائب الإلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعى لتنال من القادة العرب، وليس من العدو الحقيقى فى هذه الحرب، الخبثاء يريدون لنا أن نتشاتم ونتراشق وندور فى دوامات الخلافات الداخلية، نشتبك مع السلطة، ومع الجامعة العربية، ومع الحكومات، ومع التاريخ، ومع الأحزاب، ويحمل بعضنا أوزار بعض، وننصرف عن المواجهة الحقيقية فى ساحات العدالة الدولية أو فى ميادين النضال الوطنى الفلسطينى.
لقد أسهمت حماس فى شق الصف الفلسطينى، وبدلاً من أن توجه سلاحها للعدو وجهت رصاصها لفتح والقيادات الفلسطينية، ولقد أسهم الإخوان فى سوريا فى إسقاط بلادهم وتدمير جيشهم ليخرج نهائيًّا من معادلة الصراع العربى الإسرائيلى، هذا بالضبط ما جرى فى اليمن والعراق وتونس وليبيا، كل هؤلاء الذين يلومون الأنظمة السياسية اليوم هم أنفسهم الذين حاصروا هذه الأنظمة بالإرهاب والعنف، والاستقواء بالخارج، وشق صف الأمة العربية بالكامل، وإثارة الفتن، والعمل على إضعاف الجيوش العربية، وإرباك الدولة الوطنية فى كل ربوع العالم العربى.
الآن، هذه القوى الخبيثة نفسها تحاول أن تغسل أيديها من هذه الجريمة، وتعيد طرح الأسطوانة القديمة حول جدارة الأنظمة بالمواجهة، وحول دور الجيوش العربية فى الحرب المقدسة، أى حرب مقدسة أيها الأغبياء بعد أن دنستم كل ما هو مقدس، وطعنتم جيوشكم من الظهر فى خيانة كاملة للقضية المركزية فى العالم العربى؟
هذه القوى الخائنة تقول الآن: أين الجيوش العربية؟.. هل نسيتم ماذا فعلتم فى جيوش سوريا والعراق وليبيا واليمن وتونس؟ هل نسيتم كيف تآمرتم مع كل قوى الغدر لتتورط هذه الجيوش فى حروب داخلية لا نهاية لها، إن جاز اليوم أن نجرى محاكمة تحدد المسؤولية عن ورطتنا فى قضية القدس، فعلينا أن نحاكم حماس وحزب الله والحوثيين والقوى السورية التى تآمرت على بلادها، والقاعدة وداعش وغيرها من القوى المزيفة الخائنة التى زعمت أنها تناضل من أجل المسجد الأقصى، فى حين أنها ناضلت لتسلم الأقصى والقدس على طبق من ذهب لإسرائيل.
المعركة ليست فى الداخل أيها الأغبياء.. اتركوا الجيوش العربية تلملم آثار خيانتكم، وارحمونا من أصواتكم الوقحة، وتجارتكم البخس بمقدسات الإسلام.. أوقفوا عمليات نقل المعركة إلى الداخل، ودعوا هذه الأمة تناضل من أجل كرامتها فى المعركة الحقيقية.
مليشيات حماس
مليشيات حزب الله
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة