وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، الشكر للشعب المصرى الذى تحمل ومازال يتحمل ضغوط هائلة، قائلًا: "جزء كبير من الاستثمار كان مرتبطًا بإرادة شعب وليس إرادة حكومة أو قيادة، التحديات الموجودة فى مصر كانت ضخمة جدًا، ومش ممكن أتكلم عن اللى اتعمل بدون أن أذكر دور الشعب المصرى .. أنا لا أجامله ولكنى أقر واقعا".
وأضاف الرئيس السيسى خلال مشاركته بمائدة مستديرة حول فرص الاستثمار فى مصر بمنتدى أفريقيا 2017 المنعقد بمدينة شرم الشيخ أن "المصريين تحملوا هذه الضغوط لتحسين الواقع الصعب الموجود نحو مستقبل أفضل، وتابع: "الإجراءات التى تمت بشأن الاستثمار فى مصر.. كثير من المتابعين للشأن المصرى يتصوروا أن هناك إجراءات أفضل من التى اتخذت.. والبعيد عن الواقع يمكن أن يتحدث وينظر، ولكن هناك فارق بينه وبين الواقع الذى يراه المسئول والذى تكون الصورة أمامه بشكل متكامل".
وشدد الرئيس على أن هناك جهدا مبذولا خلال السنوات الأربعة الماضية من إعداد بنية أساسية متطورة، وطاقة سواء كهربية أو غاز، مؤكدا أنه ليس لدينا أى مشكلة فى أى حجم من الاستثمارات يتم استيعابها لأنها متوفرة، مضيفاً أن لدينا شبكة طرق تصل إلى خط الحدود الدولية لكل من حدودنا الغربية والجنوبية، ومستمرون فى هذا العمل، موضحا أنه يتم رفع كفاءة شبكة الموانئ البحرية والجوية لتستطيع أن تؤدى الخدمة".
وأكد السيسى أنه تم إنجاز جزء كبير من إصلاح البنية التشريعية المناسبة لجذب المستثمرين، وتابع: "نخطو خطوات جيدة فى مجال برنامج الإصلاح الاقتصادى، وليس لدينا أى مشكلة حاليا فيما يتعلق بسعر صرف الدولار".
ووجه الرئيس السيسى رسالة للمستثمرين قائلاً: "لديكم فرص قوية فى مصر، لأن لدينا محورا اقتصاديا لقناة السويس، وهو شريان يمر به 20% من التجارة العالمية، وتم تطويره خلال الثلاث سنوات الماضية، وخفض زمن الرحلة 11 ساعة، ويسمح بالتحرك بشكل متواز، كما أن لها قوانينها الخاصة لتجذب أكثر". واستطرد: "مستعدون أن نشجع أى مستثمر جاد، وسندعمه بشكل كامل".
وأكد الرئيس السيسى، أن قطاع الاتصالات أحد أهم القطاعات بمصر وأكثرها تقدماً وتطوراً قياساً ببقية القطاعات وحجم النمو بها ضخم جداً، ورداً على بعض الأسئلة من قبل المشاركين فى المائدة المستديرة حول فرص الاستثمار بدول الكوميسا بمنتدى إفريقيا 2017 قال: "الدولة المصرية تحرص على تشجيع قطاع الاتصالات بكل ما تعنيه كلمة "تشجيع".
ومن جانبه علق المهندس ياسر القاضى، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن هناك توجيهات من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى فيما يتعلق بتشجيع وجذب العديد من الاستثمارات بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ولفت وزير الاتصالات، إلى أن مصر أكبر دولة على مستوى العالم اتصالاً بالكابلات البحرية، موضحاً أن هناك 14 كابل بحرى تعبر من مصر تربط الغرب بالشرق أى من جنوب شرق أسيا وصولاً إلى اوروبا ومن ثم إلى أمريكا، وتابع: "جهاز تنظيم الاتصالات هو الذى ينظم العلاقة بين الشركات التى تريد العبور من مصر".
جاء ذلك رداً على سؤال أحد ممثل شركات الاتصالات الإفريقية الذى كشف عن أن شركته تريد العبور من مصر وتشرع فى ذلك منذ عامين، ولكن حتى الآن لم تحصل على الرخصة اللازمة لذلك.
وعقب رد وزير الاتصالات طالب الرئيس عبد الفتاح السيسى، ممثل الشركة الذى طرح السؤال بأن يعطى فرصة للمسئولين ومن ثم نعود للنقاش حوله فى المستقبل، الأمر الذى قوبل بكل ترحيب من ممثل شركة الاتصالات الإفريقية.
واستكمل الرئيس عبد الفتاح السيسى، حديثه قائلاً: إن صناعة الإعلام فى مصر تحتاج إلى التحرك بشكل قوى ومنهجى منظم لاستعادة مكانتها، التى كانت تتمتع بها مصر منذ أكثر من 50 عامًا، فى المنطقة العربية وعلى مستوى الدول الأخرى، وتابع: "نتحرك فى خطوات بالفعل لنستعيد دورنا فى مجال صناعة الإعلام، سواء فى مصر أو خارجها".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن المرأة المصرية لها دور عظيم جدا فى استقرار مصر، والحفاظ على هوية الدولة، موضحا أن المرأة المصرية فى وجدان وضمير المصريين، مضيفاً أنه فيما يخص تشجيع المرأة، ليس فقط بشكل معنوى، بتخصيص عام للمرأة ولكن بإجراءات فيما يخص حقوق المرأة.
وأوضح السيسى أن رائدات الأعمال فى مصر هن الأكثر نجاحا، وتمت إتاحة أراض ومناطق صناعية للمستثمرين، وصغار المستثمرين، مشيرا إلى أن حجم الأراضى التى تمت إتاحتها فى مجال المناطق الصناعية يساوى ما تمت إتاحته فى عشر سنوات مضت، وخلال العام الحالى ستتم إتاحة حجم أكبر من الأراضى.
وأشار الرئيس السيسى إلى أن هناك محاولات لاختصار الإجراءات المطلوبة، بعمل مجمع من الإسكان والصناعة والاستثمار، لتسهيل الحصول على التراخيص لفرص حقيقية بمناطق صناعية بشكل جيد، وكذلك التمويل بما يقرب من 200 مليار جنيه بفائدة 5% فقط للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، لإعطاء فرصة لرواد ورائدات الأعمال.
وتابع الرئيس: "لا نغفل دور منظمات المجتمع المدنى التى تقوم بدور كبير فى إتاحة الفرصة لشتغيل المرأة المعيلة والرائدات الريفيات، وتكمل دور الدولة بشكل رائع"، مؤكدا الحرص على إتاحة فرصة الاستثمار لرواد الأعمال، والنتيجة أن رائدات الأعمال أكثر مثابرة وإصرارا على النجاح من رواد الأعمال.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن مصر حريصة على أن يأخذ قطاع التعليم حقه فى التطوير بالشكل الذى يحقق أهدافنا فى الحصول على منتج تعليمى جيد، موضحاً أنه يتم تشجيع القطاع الخاص، وأتيحت أراضى فى المدن الجديدة لصالح المدارس الخاصة والدولية، ومدارس على مستوى حكومى، مؤكداً أن حجم من هم تحت سن العشرين عاماً فى التعليم ضخم جداً، فبالتالى الفرص الموجودة فى هذا القطاع كبيرة، موضحاً أنه يتم توفير فرص الاستثمار للجادين فى هذا المجال ولكن بشرط أن يقدم برنامج تعليمى جيد، فهناك 6 جامعات خاصة يتم إنشائها فى العاصمة الإدارية الجديدة وخلال عام ونصف ستكون جاهزة للافتتاح، مشيراً إلى أن كل ما نطلبه فى التعليم الخاص الجامعى، بأنه يتم إتاحة الوصول للتعليم الخاص من خلالهم، بشرط الحصول على توأمة بشهادة معتمدة من أفضل 50 جامعة فى العالم، ومن حقنا أن نطمئن على أن التعليم المقدم فى مصر لا تقل كفاءته عن مستوى أفضل 50 جامعة فى العالم.
وتابع: "لن نتيح النفاذ للتعليم الخاص إلا بمستوى تعليمى متقدم جداً، فيتم إنشاء جامعة فى العلمين وأخرى فى الجلالة كل منها بها 26 كلية، ستكون على أرقى مستوى فى العالم، ولن يتم افتتاحها إلا من خلال الحصول على الشروط، ولن نقبل بشئ متواضع".
وخلال الجلسة داعب الرئيس عبد الفتاح السيسى رجل الأعمال نجيب ساويرس، قائلا: "دايما أنت مثير للمتاعب"، رداً على تساؤله حول المجلس الأعلى للاستثمار، وأشار الرئيس إلى أن مجلس الاستثمار انعقد مرة واحدة.
وأشار السيسى المنعقد بمدينة شرم الشيخ، إلى أن أول انعقاد للمجلس اتخذ قرارات، وكان فيه جزء كبير خاص بالأراضى، موضحا أنه لا بأس أن يكون هناك تواجد للمستثمرين ليتحدثوا ويتم السماع لوجهات نظر أخرى، ومشكلاتهم وحلها.
وأوضح السيسى: "أقدر فكرة استخلاص الدروس والعبر من أسباب المنازعات"، لافتا إلى أن السبع سنوات الماضية كانت فترة صعبة، وكانت هناك أشياء على عكس إرادة الدولة والقانون، فيتم تشكيل مجموعة عمل صغيرة لرؤية الأسباب التى أدت إلى هذه المنازعات حتى لا تتكرر مرة أخرى.
وكان ساويرس قد وجه سؤالا للرئيس السيسى قائلا: "تم تأسيس المجلس الأعلى للاستثمار ولم يجتمع، وكان نفسنا يجتمع، وغالبية الأسماء حكومية، والمستثمرين المصريين غير ممثلين، أو عن طريق رئيس غرفة أو اتحاد الصناعات، وأقترح أن ينعقد ونوسع قاعدة الممثلين فيها ونختار أكثر من هم لديهم مشكلات، فعندما يحل مشكلات غيره يكون لديه خبرة، وبعد الانتهاء من المنازعات يتم تلافيها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة