يعتبر مرض الذئبة الحمراء من الأمراض المناعية، وحتى الآن لا توجد أسباب واضحة للإصابة، ولكن اتفق العلماء أن أهم أسباب الإصابة هو العوامل الوراثية والبيئية باعتباره مرضا من أمراض المناعة الذاتية، والتى تهاجم أعضاء الجسم المختلفة، حيث يمكن أن تسبب تلفا بالكلى، أو بالرئة، أو أى عضو من أعضاء الجسم، والأدوية الحالية تسيطر على المرض، ولكن لا تقضى عليه نهائيا، ويعامل معاملة الأمراض المزمنة، والتى يظل المريض يتناول العلاج طول حياته، ويتابع مع الطبيب المتخصص والاكتشاف المبكر يحمى أعضاء الجسم من المضاعفات .
وأكد الدكتور أحمد عبد الناصر، رئيس قسم الروماتيزم والتأهيل والطب الطبيعى بجامعة المنيا، أن مرض الذئبة الحمراء يصيب الجهاز المناعى، مما يؤدى إلى التهاب الأنسجة المختلفة بالجسم مثل المفاصل، والجلد، والكلى، والمخ، والرئة.
الذئبة قد تسبب الصداع والشلل والقلق والاكتئاب
وقال الدكتور أحمد عبد الناصر، تمثل الظواهر العصبية والنفسية جانبا مهما من المرض مثل الصداع، والشلل، والقلق، والاكتئاب، والذهان، موضحا أن مرض الذئبة الحمراء يأتى نتيجة خلل بالجهاز المناعى، موضحا أنه يؤدى إلى تكوين أجسام مضادة تهاجم الأنسجة المختلفة بالجسم، ومن أعراضه احمرار الوجه، والحساسية للشمس، وتساقط الشعر، والتهاب الكلى والرئة.
وأضاف: "مرض الذئبة الحمراء كان من الأمراض النادرة، ولكن حاليا ارتفعت معدلات حدوثه فى الـ10 سنوات الماضية، وربما يكون ذلك نتيجة زيادة وعى الأطباء بالمرض، ووجود تحاليل طبية تساعد على تشخيصه مبكرا".
وأوضح أن المرض يصيب حوالى 1 لكل 100 ألف شخص، موضحا أن هذا المرض كان يؤدى إلى وفاة المريض خلال 5 سنوات من بداية المرض على الأكثر بسبب الفشل الكلوى، ولكن فى الحقبة الأخيرة وبسبب التشخيص المبكر ووجود عقاقير تساعد على علاجه تجاوزت نسب الشفاء إلى 80%، موضحا أنه فى معظم الأحيان فإن العلاجات الحالية تسيطر على المرض، ولكن لا تقضى عليه إلا فى بعض الحالات، ولكن يجب ألا ينقطع المريض على تناول الأدوية.
من جانبه أكد الدكتور محمد صلاح الدين، أستاذ الروماتيزم والمناعة بطب عين شمس، أن مرض الذئبة الحمراء يصيب الفتيات أكثر من الرجال بنسبة 10 فى الفتيات إلى 1 فى الرجال، وتصاب الفتيات فى سن الخصوبة من سن 15 الى 40 عاما.
وأضاف أن مرض الذئبة الحمراء يعتمد فى علاجه على الكورتيزون، كما أنه يمكن علاجها باستخدام أدوية علاج الملاريا، وحديثا يتم استخدام العلاجات البيولوجية التى تستخدم فى الحالات الشديدة، والتى لا تستجيب للعلاجات التقليدية، مشيرا إلى أن مرض الذئبة الحمراء لا بد من الاكتشاف المبكر لها لتجنب حدوث المضاعفات الناتجة عنها، وقد تحدث نتيجة تناول أدوية هرمونية، أو التعرض للمواد الكيميائية.
الذئبة الحمراء مرض من أمراض المناعة الذاتية
من جانبه قال الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة، زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، إن الذئبة الحمراء مرض من أمراض المناعة الذاتية، والتى تأتى نتيجة هجوم الجهاز المناعى على أجزاء بالجسم نفسه أو أعضاء الجسم، سواء عضو أو أكثر من عضو بالجسم نفسه، موضحا أن الذئبة الحمراء نوعان ذئبة حمراء قرصية وتصيب الجلد، ويمكن علاجها، وهى أقل ضررا من النوع الثانى، موضحا أن النوع الثانى هو الذئبة الحمراء الجهازية.
التشخيص المبكر مهم حتى لا تحدث مضاعفات
وأضاف أن التشخيص المبكر مهم جدا حتى لا تحدث مضاعفات خاصة التى يمكن أن تؤدى للفشل الكلوى، حيث تصبح المشكلة مضاعفة فى هذا الوقت، مؤكدا أن العلاج عبارة عن مثبطات للمناعة تشمل الكورتيزون، وبعض الأدوية الأخرى، ولكن حديثا أصبح العلاج البيولوجى الذى يستخدم أجساما مضادة أحادية من أهم وسائل العلاج التى يمكن أن توقف مضاعفات الذئبة الحمراء.
مريض الذئبة الحمراء يجب ألا يتعرض لأشعة الشمس
وقال: ينبغى على المريض عدم التعرض لأى نوع من الحرارة ودهان الجلد بكريم واق من أشعة الشمس قبل الخروج، وهو من الأمراض المزمنة، والتى يجب متابعة المريض فيها حتى لا تحدث مضاعفات خطيرة"، مضيفا أن الذئبة لها أسباب وراثية وبيئية، ويمكن أن تسببها بعض الأدوية كمضاعفات جانبية للأدوية، وهذا النوع من الذئبة الذى يأتى نتيجة مضاعفات الأدوية يمكن علاجه بشكل نهائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة