أدان مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية نشر زعيم المجموعة اليمينية المتطرفة "بريطانيا أولًا" فيديو كاذب على حسابه فى "تويتر"، ادعى فيه أن المسلمين يحتفلون بالاعتداء الإرهابى الأخير الذى وقع فى باريس، بالرغم من أن الفيديو قديم يعود لعام 2009 ويظهر فيه مشجعو الكريكيت الباكستانيون وهم يحتفلون بانتصار فريقهم على فريق سيريلانكا.
وقال المرصد، أن العديد من الأصوات اليمينية فى الغرب باتت مصدرًا لترويج الشائعات والأكاذيب عن المسلمين، مستغلين حالة العداء المتصاعدة للإسلام والمسلمين فى الغرب، وحالة الهلع التى سببها تنظيم"داعش" الإرهابى فى أوساط العديد من المجتمعات الأوروبية، لكسب التأييد السياسى والتصويت الانتخابى من جانب فئات كثيرة فى المجتمعات الأوروبية.
وأضاف المرصد أن ترويج تلك الشائعات من شأنه تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين، وتأليب الرأى العام الأوروبى ضدهم، وترجمة هذه المشاعر إلى سياسات وإجراءات تَحُدُّ مِن حرياتهم وتُقَيِّدُها، وهي أمور تَصُبُّ كلها فى صالح طرفين أساسيين، هما: تنظيم داعش الإرهابى والتنظيمات المشابهة له، التى تستثمر تلك الحالة وهذه الممارسات العنصرية التى يتعرض لها المسلمون هناك، لتجنيد بعضهم وتحريض البعض الآخر على الانتقام من تلك المجتمعات وهذه الدول التى تقود حملات التمييز ضدهم. أما الطرف الآخر الأكثر استفادة من تلك الشائعات فهو: اليمين الدينى المتطرف فى أوروبا بشكل عام، لأنه فى كثير من الأحيان يكون هو مصدرَ الشائعة وصانعَها، كى يخلق حالةً من الخوف والعداء الصريح للإسلام والمسلمين، وبالتالى تذهب الأصوات إلى الأحزاب والتيارات الأكثر عداءً للإسلام والمسلمين.
وجدَّد المرصدُ دعوتَه الدولَ الأوروبيةَ بشكل عام، إلى سنِّ التشريعات والقوانين التى تجرِّم الإسلاموفوبيا وتبنِّى سياسات من شأنها تحقيق اندماج أكبر للمسلمين، ومشاركة المسلمين بشكل أكبر وأكثر فعالية فيصياغة تلك البرامج والسياسات، كونَهم هم الأقدرَ على التعبير عن معوقات اندمج البعض منهم، ومعالجة المشكلات الأكثر إلحاحًا لدى فئات المسلمين هناك، وذلك على النحو الذى يحقق للشعوب والمجتمعاتالأوروبية المزيد من التجانس والتعددية والاحترام للقيم والمعتقدات الدينية والثقافية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة