فور انطلاق سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وصولاً لإعلان نتائج الجولة الأولى، التى أسفرت عن صعود المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، والمرشح الوسطى إيمانويل ماكرون، احتلت زوجة الأخير مساحة لافتة فى وسائل الإعلام الفرنسية والغربية على حد سواء.
"بريجيت ترونيو"، التى تكبر زوجها بـ25 عاماً كاملة، نالت اهتمام العديد من الدوائر السياسية والنخبة داخل فرنسا، بشكل متزايد، خاصة مع تأكيد غالبية استطلاعات الرأى تفوق "ماكرون" وترجيح كفته فى جولة الحسم بانتخابات الرئاسة المقررة 7 مايو المقبل، ما يؤهلها لأن تصبح "سيدة فرنسا الأولى".
وقالت شبكة يورو نيوز، المعنية بالشئون الأوروبية، إنه فى حال فوز ماكرون برئاسة فرنسا، فإن زوجته ستلعب دوراً رئيسياً فى حياته المهنية، كما كانت تفعل عندما كان وزيراً للاقتصاد، حيث كانت تصرّ على حضور اجتماعاته وبرمجة جدول أعماله.
من ناحية أخرى، قال مقربون من إيمانويل ماكرون، "إنها امرأة تشارك فى حياة زوجها، وتهتم به لأبعد الحدود"، ووالدا بريجيت هما "جون وسيمون بوجول"، وعائلتها معروفة فى شمال فرنسا بشركة كبيرة لإنتاج الشيكولاتة.
و"بريجيت" جدة لسبعة أحفاد من 3 أبناء أنجبتهم من زوج سابق، أحدهم أكبر سناً بعامين من ماكرون، الذى كان تلميذها فى مدرسة كانت تعمل بها معلمة.
وأصبح "ماكرون" بعد ذلك جداً لمن ليسوا أحفاده، وهذا الأمر لم يرقَ لعائلته، التى حاولت مراراً وتكراراً إبعاده عن معلمته، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل.
الزوجان معا
وأشارت عدد من الصحف العالمية إلى أن "ماكرون"، 39 عاماً، لم يترك فرصة إلا وحاول فيها إظهار حبه الشديد لزوجته "بريجيت ترونيو"، والتى تكبره بخمسة وعشرين عاماً.
وأضافت الصحف إلى أن "بريجيت"، 64 سنة، والتى من المحتمل أن تكون سيدة فرنسا الأولى، وقفت إلى جانب زوجها فى حملته الانتخابية، واحتفلت معه بعد إعلان نتائج الجولة الأولى، ورصدت الكاميرات تلك اللحظات، فأصبحت علاقتهما محط أنظار الجميع.
وعن بداية علاقتهما، قالت صحيفة ديلى ميل البريطانية، إن اللقاء الأول بدأ عندما التحق ماكرون بصف الدراما المسئولة عنه بريجيت فى مدرسة الجيزويت الخاصة بمدينة أميان، شمال فرنسا، وكان فى عامه 18 آنذاك، وكانت هى متزوجة ولديها ثلاثة أبناء.
وبعد علم أهله بعلاقتهما حاولوا بكل الطرق إبعاده عنها، كما طلبوا منها أن تتركه وشأنه، وأرسلوه إلى مدرسة فى العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن محاولتهم فشلت، حسب الصحيفة.
بريجيت وابنتها تيفانى
ولم يتوقف "ماكرون" عن التحدث معها، بل إنه أشار فى حوار سابق إلى أنهما كانا يتحدثان عبر الهاتف لساعات.
وفى النهاية، انتقلت "بريجيت" إلى باريس لتعيش معه، وانفصلت عن زوجها، ولم يفترقا منذ ذلك الوقت، حتى تزوجها عام 2007، وتعمل الآن فى حملته الانتخابية، وتسعى لأن يكون لها دور مهم فى الحكومة، حالة تفوقه على مرشحة اليمين المتطرفة مارين لوبان.
وتعمل "تيفانى"، ابنة بريجيت، فى الحملة الانتخابية لـ"ماكرون"، وتجمعه بأشقائها علاقة قوية.
وعلى غرار كبار المشاهير، احتلت صورة الزوجين بريجيت ترونيو وإيمانويل ماكرون نحو أربع مرات غلاف مجلة "بارى ماتش" الفرنسية، وتصدرت عشر مرات صفحات مجلة "فى إس دى"، وتهتم الصحافة بأخبار ماكرون وزوجته، ليس فقط لأن بريجيت تشارك بنشاط فى حملة المرشح المستقل الانتخابية، ولكن أيضاً لأن الرأى العام يتابع قصة حبهما.
ووفقاً لـ"فرانس 24"، كانت بريجيت ترونيو أستاذة إيمانويل ماكرون فى المعهد الثانوى الذى درس فيه، وكانت آنذاك تدرس له مواد المسرح، ثم وقع فى حبها، وعندما سافر ماكرون إلى باريس لمواصلة دراسته، قال لأستاذته التى أحبها، "مهما فعلت سوف أعود وأتزوجك"، وهو ما فعله عام 2007.
وبعد تخرج ماكرون فى المدرسة العليا للإدارة عام 2004، عمل كمفتش عام للمالية لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقل بعد ذلك ليعمل فى لجنة مهمتها إيجاد سياسة مالية تدعم الاقتصاد الفرنسى تحت رئاسة جاك أتالى، مستشار الرئيس الاشتراكى الراحل فرانسوا ميتران.
وفى 2008، غادر عالم الإدارة العليا والتحق بمصرف "روتشيلد" ليكتشف أسرار البنوك والمالية، وفى حوار مع جريدة "لوموند" الفرنسية، علق ماكرون عن خبرته البنكية قائلا، "لقد تعلمت مهنة، واكتشفت كيف يسير عالم المال والاقتصاد".
بارى ماتش تضع صور الزوجان على غلافها
ولعبت "بريجيت ترونيو" دوراً مهماً فى تألق إيمانويل ماكرون من مختلف الجوانب، سواء على الصعيد المهنى أو السياسى، فمنحته الثقة الكافية لمواجهة التحديات التى يفرضها عالم السياسة على كل مرشح يريد أن يصل إلى المنصب الأعلى للسلطة.
يشار إلى أن مجلة "لكسبريس" الفرنسية كانت قد أشارت إلى أن عائلة بريجيت ترونيو من أثرياء الشمال الفرنسى، ومعروفة بحقل صناعة الشيكولاتة والحلويات، ومنها ما هو على اسم زوجها إلى حد لفظى ما، وهو "ماكارون" المتنوعة الألوان، حيث يتولى ابن عم لها حاليا أعمال الأسرة بعد وفاة الأبوين.
وتأهل المرشح المستقل الشاب إيمانويل ماكرون، الذى كان وزيرا للاقتصاد، للجولة النهائية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة 7 مايو المقبل، أمام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية بعد أن حصد على 22%، ولوبان 24% بحسب النتائج شبه النهائية لفرز أصوات الجولة الأولى.
ماكرون وبرجيت
ماكرون وزوجته على غلاف بارى ماتش 0
ماكرون وزوجته على غلاف بارى ماتش
ماكرون وزوجته على غلاف وداخل بارى ماتش