فى الوقت الذى يظهر فيه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، كذبا انتقادات وهجوم على دولة الاحتلال الإسرائيلى بسبب ممارساتها العنصرية ضد الفلسطينيين وعمليات تهويدها لمدينة القدس المحتلة، فى محاولة منه لإظهار نفسه كخليفة للمسلمين مدافعا عن مقدساتهم، يمد يده فى الخفاء لمعاونة تل أبيب فى كافة المجالات ودعمها اقتصاديا على أعلى مستوى.
فبعد ساعات من انتقاد أردوغان لإسكات إسرائيل لصوت الآذان فى القدس ودعوته لكل المسلمين فى العالم إلى زيارة المدينة المقدسة والمسجد الأقصى حفاظا على هويته الإسلامية، وتجنبا لتهويد المدينة، واتهامه لإسرائيل باتباع سياسة التمييز العنصرى "الأبارتهايد"، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن وفدا اقتصاديا تركيا كبيرا يضم 100 من رجال الأعمال سيزور تل أبيب خلال أيام.
الوفد التركى الأكبر من نوعه، سيقوم بزيارة عمل إلى تل أبيب، لتلطيف الأجواء من جانب أردوغان بعد هجومه الأخير على دولة الاحتلال.
ومن المقرر أن يصل إسرائيل بعد توقيع اتفاق التطبيع والمصالحة بين البلدين عقب الأزمة الدبلوماسية التى نشبت بينهم عام 2010.
وذكر الإعلام العبرى، أن الوفد سيضم أيضا رئيس اتحاد المصدرين بتركيا، وسيضم أيضا مسئولين اقتصاديين كبار ومدراء شركات كبرى ورؤساء اتحادات كبيرة فى مجالات الطاقة والبناء والطيران والغذاء والزراعة.
ويعمل أردوغان بعد مرور نحو نصف عام فقط منذ استئناف العلاقات بين إسرائيل وتركيا بعد انقطاع دام 6 سنوات، بسبب مقتل عدد من الأتراك على يد الجيش الإسرائيلى عام 2010، على الإدلاء بتصريحات تظهره بشكل المعادى لإسرائيل فى الوقت الذى يتعاون معها عسكريا واقتصاديا ويفتح أراضى بلاده أمام المستثمرين الإسرائيليين بدون اى قيود.
وفى سياق مسلسل "غرام الأفاعى" بين دولة الاحتلال وتركيا الذى يتزعم بطولته أردوغان، أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن صدمتها من تصريحات الرئيس التركى الأخيرة ضد تل أبيب.
وكشف خبراء إسرائيليون متخصصون فى العلاقات "الإسرائيلية – التركية" أن الدافع وراء تصريحات أردوغان العلمية المعادية لإسرائيل، هو لقاؤه مع رئيس الوزراء الفلسطينى، رامى الحمد لله، فى ذكرى "يوم القدس" وظهوره أمام جمهور فلسطينى غفير مما أجبره على التحدث بنبرة دعائية لكسب ود الحضور لا أكثر.
ورجح عدد أخر من الخبراء أن يكون قد تحدث أردوغان بتلك اللهجة بناء على مزاجه الاندفاعى كما حدث فى الماضى كثيرا، مع العلم أنه لا يريد أن يوتر العلاقات بين البلدين ويعلم أن تل أبيب ستتفهم تصريحاته.
وتشير التقديرات فى إسرائيل فى الوقت الراهن إلى أن أقوال أردوغان لن تؤثر سلبا فى تطبيع العلاقات، والتقدم السياسى والاقتصادى بين البلدين، اللذين شهدا تحسنا ملحوظا منذ تسوية العلاقات مجددا.
واستكمالا لحلقات المسلسل، وجهت وزارة الخارجية الإسرائيلية ردا إلى تركيا، جاء فيه: "من ينتهك حقوق الإنسان بشكل منهجى فى بلاده، يحظر عليه أن يعظ أخلاقيا بالديمقراطية الحقيقية الوحيدة فى المنطقة".
وفى نهاية المسلسل نقلت إسرائيل رسالة تسوية إلى تركيا تجنبا لتدهور العلاقات، حيث قال مسئول رفيع المستوى فى وزارة الخارجية، إن وزارة الخارجية بشكل لاذع، لأنقرة يشكل نقطة النهاية لما حدث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة