إسرائيل تمتلك وحدات الكترونية تراقب شبكات التواصل الاجتماعى وجمع المعلومات وإطلاق الشائعات..
منذ أن أعلنت مصر عن مشروعها القومى الإستراتيجى فى صيف 2014 عن إنشاء قناة بحرية جديدة موازية لقناة السويس لتسهيل الحركة الملاحية البحرية فى المجرى الملاحى العالمى ليعود بالنفع على الاقتصاد المصرى الذى أنهار عقب ثورة 25 يناير 2011 وخلال فترة حكم جماعة "الإخوان" الإرهابية، وتعمل دولة الاحتلال الإسرائيلى بكل الطرق لمنافسة مصر فى هذا المجال، وأعلنت عن إنشاء العديد من المشروعات لربط البحرين الأحمر بالمتوسط.
السكك الحديدة الإسرائيلية السريعة المنافسة لقناة السويس
وبالتزامن مع فشل إسرائيل فى تحقيق هدفها حتى الآن فى منافسة "قناة السويس" خرجت بعض الصفحات "المشبوهة" بموقع التواصل الاجتماعى "الفيسبوك" خلال الأيام القليلة الماضية، للنيل من الاقتصاد المصرى ونموه المتزايد، بإطلاق شائعات ومزاعمة كاذبة لضرب المجرى الملاحى العالمى الهام، وذلك فى الوقت الذى تواجه فيه الدولة المصرية من الحين للأخر حرب شائعات منذ ثورة 30 يونيو 2013 لنيل من عزيمتها وتقدمها نحو المستقبل.
وفى سبتمبر 2014 أى بعد شهر واحد من إعطاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، إشارة البدء فى حفر قناة السويس الجديدة، بدات إسرائيل أولى الخطوات الفعلية والرسمية لمنافسة القناة وتعاقدت مع أكبر شركة صينية متخصصة فى مجال البنية التحتية الصينية "تشاينا هاربور"، لإقامة ميناء بحرى خاص جديد يكون ضخما فى مدينة أشدود، بتكلفة مالية تبلغ 3 مليارات و300 مليون شيكل، وذلك لربطها مستقبلا بميناء إيلات على البحر الأحمر.
ثم فى 28 أكتوبر 2014، وضعت دولة الاحتلال الإسرائيلى فى إطار خطتها لتنفيذ مشروعها القومى الجديد، لربط البحر الأبيض المتوسط من ميناء "أشدود" بالبحر الأحمر عبر ميناء "إيلات"، من خلال شق خط سكك حديد سريعة، حجر الأساس لميناء "أشدود" الجديد النواة الأولى للمشروع التى تنوى أن يكون مشروعا بديلا لقناة السويس الجديدة فى مصر، والذى لم يتم الانتهاء منه حتى الآن.
وفى يونيو 2016، قررت تل أبيب زيادة منافسة مشروعات مصر القومية الكبرى، وخاصة منافسة مشروع "إقليم قناة السويس" الصناعى، وذلك ببناء منطقة صناعية كبرى على المثلث الحدودى مع الحدود المصرية وقطاع غزة، لتكون نواة لانتعاش اقتصادى بالمنطقة الجنوبية لإسرائيل.
المشروع الجديد الذى تخطط له إسرائيل لمنافسة قناة السويس
وتنوى إسرائيل إقامة خط السكك الحديدية السريع لربط مدينة "إيلات" الساحلية على البحر الأحمر، بعدة مدن ساحلية مطلة على البحر المتوسط، ومن بينها "تل أبيب" و"حيفا" و"أشدود"، لنقل الركاب والبضائع ليكون بديلا ومنافسا قويا لقناة السويس.
ولم تنجح حتى الآن دولة الاحتلال فى منافسة قناة السويس والمشروعات الحيوية التى بدأت مصر إقامتها ضمن مشروعها القومى الكبير وهو إقليم قناة السويس، وبالتزامن مع ذلك شهدت قناة السويس هجمات كاذبة وشائعات روجتها صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "الفيسبوك" أدعت زوراً وكذباً تلقى مرشدى قناة السويس "سجائر" من نوع " المارلبورو" كرشاوى لعبور السفن من المجرى الملاحى، وفى المقابل وجهت القناة ضربة قوية لمروجى هذه الشائعات، من خلال بيان قوى قالت فيه أنه تمت مخاطبة التوكيل الملاحى للسفينة المعنية للاستفسار عن حقيقة ما يُثار.
وأكد التوكيل الملاحى رسميًا عدم حدوث الواقعة المُشار إليها، وأن السفينة عبرت بأمان تام لقناة السويس دون أى ملاحظات أو شكاوى رسمية من السفينة ضد أى من العاملين بالهيئة.
وحدات الفيسبوك الإسرائيلية
ولدى إسرائيل وحدات الكترونية خاصة تتبع جهاز المخابرات العسكرية "آمان" أهمها الوحدة "8200" مهمتها التجسس على شبكات التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" و"تويتر" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى فى الدول العربية، وجمع المعلومات بل وإطلاق الشائعات.
وهناك أيضا "الوحدة 504"، وهى وحدة سرية لجهاز "الأمان" والتى تعمل منذ سنوات، ومحاطة بسرية تامة، ويتقن عملاؤها اللغة العربية ولهجاتها المختلفة بما فيها اللهجة العامية المصرية والشامية وغيرها من اللهجات.
القناة ترد على الشائعات
وأكدت هيئة قناة السويس، أن التوكيل الملاحى الخاص بالسفينة المشار إليها وجه الشكر لهيئة قناة السويس وقادتها متمنين لإدارة الهيئة دوام النجاح.
وأوضحت هيئة المجرى الملاحى الذى يقوده الفريق مهاب مميش، أنه من المتبع عند حدوث أى مخالفات أثناء عبور أى سفينة بالقناة فإن ربان السفينة أو التوكيل الملاحى التابعة له السفينة يقدم شكوى رسمية إلى رئاسة هيئة قناة السويس، والتى تقوم بدورها باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتحقيق فى الواقعة والتأكد من صحة الشكوى من عدمها.
رد التوكيل الملاحى
وحصل "اليوم السابع" على نص الرسالة التى أرسلها توكيل السفينة الكويتية "وافرة" التى ادعت الصفحة أنها تعرضت لمضايقات، وابتزاز من أجل مرورها من المجرى الملاحى بدون أى مخالفات، لهيئة قناة السويس، حيث قال الدكتور حسام مازن، مدير توكيل "يونى ماس" الخاص بالسفينة، إنه لم يتلقى أى شكوى من السفينة التى عبرت القناة يوم 7 مايو الجارى، ضمن قافلة الشمال.
وأضاف مازن، خلال خطابه الرسمى، أن شركته تثمن الجهد الحثيث، الذى تبذله هيئة قناة السويس، تحت قيادة الفريق مهاب مميش، متمنيا لإدارته دوام النجاح.
كان المهندس أحمد شوقى مصطفى، مدير إدارة التحركات بهيئة قناة السويس، قد أرسل صباح الأربعاء رسالة فاكس برقم 266/ج، لتوكيل يونى ماس المالك للسفينة الكويتية ، للتحقق من صحة الواقعة التى تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما نفته الشركة جملة وتفصيلا.
وأعلنت الهيئة، أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد كل من ينشر أخبارا كاذبة ومضللة تنال من سمعة هيئة قناة السويس، لعدم تكرار ذلك مستقبلا.
ارتفاع عائدات القناة
وأعلن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة الاقتصادية لقناة السويس، أمس الأربعاء، أن عائدات القناة خلال الشهرين الماضيين قد حققت أرقاماً قياسية بلغت 853.7 مليون دولار مقابل 820.4 مليون دولار عن نفس الفترة من العام الماضى بزيادة 33.2 مليون دولار بنسبة 4.1%، وبلغت المتحصلات بالجنيه خلال مارس وإبريل من هذا العام 15.2 مليار جنيه مقابل 7 مليارات جنيه عن نفس الفترة من عام 2016 بزيادة 8.1 مليار جنيه بنسبة 116.5%.
وأضاف "مميش" أن هذه الزيادات تعكس التحسن الملحوظ فى حركة التجارة العالمية المارة بالقناة حيث سجلت أعداد وحمولات السفن العابرة زيادة كبيرة خلال الشهرين الماضيين، فقد بلغت أعداد السفن خلال شهرى مارس وإبريل 2017 إجمالى 2973 سفينة مقابل 2847 سفينة خلال نفس الفترة من العام الماضى، بزيادة 126 سفينة بنسبة 4.4% كما بلغت الحمولات الصافية للسفن العابرة للقناة خلال مارس وإبريل الماضيين 170.8 مليون طن مقابل 156.4 مليون طن عن نفس الفترة من 2016 بزيادة 14.4 مليون طن بنسبة 9.2%.
وأرجع "مميش" أسباب الزيادات التى تحققت إلى تعافى الاقتصاد العالمى وزيادة كميات البضائع المتداولة عالمياً بالإضافة إلى مشاريع التطوير المستمرة لقناة السويس وعلى رأسها قناة السويس الجديدة، والسياسات التسويقية المرنة التى تقوم بها هيئة قناة السويس، والتى أسفرت فى الفترة الماضية عن إضافة 200 مليون دولار لعائدات القناة من التخفيضات والحوافز التى تمنح للخطوط الملاحية التى لا يحقق لها المرور فى القناة وفراً كبيراً.
شائعات إسرائيل ضد القناة عرض مستمر
وفى نهاية 2014 بثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، فى إطار حملة تل أبيب ضد مشروع لاقناة الجديدة، تقارير مزعومة عن خطورة المشروع على البيئة وعلى البحر المتوسط، زاعمة أن علماء أجانب أكدوا أن توسيع المجرى الملاحى بقناة السويس سيتسبب فى أضرارا خطيرة بالبحر الأبيض المتوسط.
تانياهو يضع حجر الأساس للمشروع الجديد المنافس لقناة السويس
وزعمت إسرائيل أن االمشروع المصرى الجديد المتعلق بحفر قناة جديدة فى منطقة السويس وتوسيع المجرى الملاحى الحالى قد يؤدى لعواقب وخيمة على الحياة البيئية على البحرين الأحمر والمتوسط، زاعمة بأن مصر تتجاهل المعاهدات التى تطالب بدراسة الآثار البيئية للمشروع.
مشروع سكك حديد إسرائيل المنافس للقناة
وعن أهمية إنشاء "خط سكك حديد إيلات" الجديد، قال خبراء الاقتصاد الإسرائيليين، إن الأهمية القصوى من هذا المشروع هو تحويل إيلات مركزا للنقل فى إسرائيل، حيث تسمح للسيارات والشاحنات والبضائع التى تأتى من الشرق الأقصى وتصديرها إلى الهند والصين.
وأضاف الخبراء الاقتصاديون، أن هذا المشروع سيحقق عائدا سنويا يبلغ 8٪ إلى 9٪ لأن القطار ستصل سرعته إلى 140 ميلا فى الساعة، بدلا من 40 إلى 45 ميلا فى الساعة التى يستغرقها القطار الذى يعمل بالديزل.
ميناء أشدود القديم
وكانت قد نشرت خلال الفترة الأخيرة عدة تقارير اقتصادية إسرائيلية حول المشروع الجديد، تؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يصر على إنفاق عشرات المليارات فى المشروع، الذى يتكلف بالكامل عند انتهائه لـ100 مليار شيكل، وذلك لنقل البضائع بين البحرين الأحمر والمتوسط فى مدة لا تزيد عن ساعتين فقط، وهى المدة التى تقل عن نقل البضائع عبر القناة فى الوقت الحالى.
وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تل أبيب تنوى أيضا إنشاء مطار دولى على طراز عالمى فى إيلات ليخدم المدينة الساحلية وتنشيط السياحة بها، لتكون مدينة سياحية نموذجية على غرار مدينة "شرم الشيخ".
ميناء حيفا الإسرائيلى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة