فى الوقت الذى تسعى فيه شركة "كوكا كولا" العالمية للمياه الغازية لبسط سيطرتها على الأسواق العربية، كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم الأحد، مفاجأة كبيرة، إذ أن شركة المياه الغازية الشهيرة فى العالم، تتبرع بمبلغ 50 ألف شيكل لأكبر منظمة يهودية إسرائيلية يمينية متطرفة.
كوكا كولا إسرائيل
وأوضحت الصحيفة العبرية اليسارية المعارضة، أن الاتفاق بين الشركة العالمية ومنظمة "إم تيرتسو" الإسرائيلية أن يكون هذا التبرع سريا وأن لا ينشر أمام الرأى العام.
وتعمل منظمة "إم تيرتسو" المتطرفة، على خدمة أحزاب اليمين المتطرف فى إسرائيل، وخاصة حزب "الليكود" الذى يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، وبادرت تلك المنظمة لطرح مشاريع القوانين العنصرية والمعادية للعرب ومنظمات حقوق الإنسان اليسارية فى إسرائيل.
منتجات كوكا كولا فى إسرائيل
وأكدت هاآرتس أن "كوكا كولا"، تتبرع بهذا المبلغ شهريا للمنظمة الإسرائيلية منذ عام 2015، مشيرة إلى أن تلك المنظمة المثيرة للجدل أثارت سابقا عدة حملات استفزازية بوسائل الإعلام ضد نشطاء اليسار الإسرائيلى المؤيدين للفلسطينيين وعرب إسرائيل.
وتعمل الحركة أيضا على دعم وتعزيز "الصهيونية" فى المجتمع الإسرائيلى، والحفاظ على المصالح الصهيونية وحماية جنود جيش الاحتلال، كما تحارب المنظمات الدولية التى تحاول نزع شرعية إسرائيل، وتهاجم أى شخص أو منظمة يوجه انتقادات لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلى، وتجمع التبرعات للعائلات الثكلى من جنود الجيش.
منتجات كوكا كولا فى المتاجر الإسرائيلية
وفى السياق نفسه، ذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن المنظمة اليهودية المتطرفة، كانت ضالعة من وراء الكواليس فى طرح أعضاء كنيست من أحزاب اليمين لـ4 مشاريع قوانين ضد منظمات حقوق الإنسان اليسارية الإسرائيلية، وأنها شنت حملة إعلامية ضد "الصندوق الجديد لإسرائيل" الذى يمول هذه المنظمات الحقوقية.
وأضافت هاآرتس أن رئيس مؤتمر حزب "ميرتس" اليسارى المعارض فى إسرائيل، أورى زاكى، والناشط السابق فى منظمة "بتسيلم" اليسارية لحقوق الإنسان، توجه قبل شهر إلى مسجل الجمعيات وطالبه بالكشف عن قائمة التبرعات السرية لحركة "إم تيرتسو" المسجلة كجمعية.
منظمة إم تيرتسو اليهودية المتطرفة
وأوضحت الصحيفة العبرية أن زاكى، تلقى مؤخرًا، ردًا من مسجل الجمعيات، تبين منه أن شركة المياه الغازية العالمية التى تصنع منتجات "كوكا كولا" فى إسرائيل، تبرعت بمبلغ 50 ألف شيكل فى عام 2015، وتبين من وثيقة مسجل الجمعيات أيضا، أن "إم تيرتسو" أو الشركة طالبت مسجل الجمعيات بفرض السرية على هذا التبرع، بالرغم من أن القانون ينص على أن يكون تبرعا كهذا مكشوفا أمام الرأى العام، لكن مسجل الجمعيات رفض طلب فرض السرية على هذا التبرع.
وتعمل المنظمة اليهودية المتطرفة على مكافحة المنظمات اليسارية التى تكشف وتفضح وتوثق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، كما تلاحق تلك المنظمات سياسيا من خلال التضييق على إمكانيات تمويل هذه المنظمات.
كانز كوكا كولا
ومعظم الجمعيات اليمينية المتطرفة فى إسرائيل وخاصة التى تدعم الاستيطان تفرض تعتيما على التبرعات التى تصل إليها، وفى المقابل تضغط الحكومة الإسرائيلية على المنظمات اليسارية المعارضة، لكشف مصادر تمويلها وحجم التبرعات التى تصل إليها.
وفى إعلان سابق لشركة كوكا كولا، عام 2015، فى إسرائيل قال طال ربان، مدير عام الشركة بتل أبيب، بمناسبة مرور 100 عام على الشركة إن مصنع الشركة أصبح الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط.
كوكا كولا
وفى عام 1997 قامت الحكومة الإسرائيلية بتكريم شركة "كوكا كولا" عن طريق مجلس التجارة الإسرائيلى لدعمه المستمر القوى لإسرائيل لمدة تزيد على 30 عاما ولرفض الشركة دعوات المقاطعة التى أطلقتها الدول العربية فى ذلك الوقت للشركات الأمريكية بغرض الامتناع عن الاستثمار فى إسرائيل.
وفى عام 2001 كان المقر الرئيسى لشركة كوكا كولا الراعى الرئيسى والمضيف الأساسى لاجتماع غرفة الصناعة والتجارة الأمريكية - الإسرائيلية وقامت الشركة أيضا برعاية البرنامج التدريبى لعمال الشركة وموظفيها وكانت محتويات هذا البرنامج التدريبى قد وضع من قبل الشركة وبتمويل من الوكالة اليهودية والحكومة الإسرائيلية.
مصنع كوكا كولا فى إسرائيل
وفى فبراير عام 2002 قامت كوكا كولا بالتعاون مع منظمة "أصدقاء إسرائيل" برعاية جزئية لمحاضرة ألقيت فى جامعة مينسوتا الأمريكية وأعلنت الشركة أنها ستساهم فى بناء مستوطنة "كريات جيت" بالضفة الغربية.
جانب من تقرير هاارتس حول تمويل كوكا كولا للمنظمات اليهودية
وكانت شركة كوكا كولا قد حصلت على تخفيضات ضريبية من قبل الحكومة الإسرائيلية بسبب دعمها المستمر لتل أبيب، ويعمل فى مصنعها داخل إسرائيل أكثر من 700 عامل إسرائيلى.
جانب من موقع كيبا اليهودى المتشدد عن كوكا كولا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة