المصائب لا تأتى فرادى، شعار ينطبق على المرشحان لانتخابات الرئاسة الفرنسية، اليمينية المتطرفة مارين لوبان، والمستقل إيمانويل ماكرون اللذان يخوضان جولة الإعادة التى تحدد خلال ساعات رئيس فرنسا المقبل خلفا لفرانسوا هولاند الذى آثر عدم المنافسة على ولاية رئاسية ثانية.
ومع انطلاق التصويت فى جولة الحسم، وفى الوقت الذى التقطت فيه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان الصور وسط أنصارها بعد الإدلاء بصوتها صباح اليوم، خرج والدها السياسى الفرنسى المخضرم، الزعيم التاريخى لحزب الجبهة الوطنية جان لوبان بتصريحات لصحيفة "صنداى تايمز" البريطانية قال خلالها إن ابنته "غير مؤهلة لدخول قصر الإليزية".
الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الفرنسية
وفى موقف صادم يضرب معسكر اليمين الفرنسى فى وقت بالغ الحساسية، قال لوبان الأب: "على الرغم من تمتعها بشخصية قوية، إلا أن هذا ليس كل شئ، لابد من مؤهلات أخرى لتكون رئيسة لفرنسا وتلك المؤهلات ليست موجودة فى مارين".
وجاءت تصريحات جان لوبان بعد سنوات من إقدام ابنته على طرده من الحزب لمواقفه المعادية للسامية، وسبق أن اتخذت المرشحة إجراءات احترازية تحسبا لما سيدلى به والدها من تصريحات مناهضة لها، وطالبت الفرنسيين بعدم أخذ مواقفه بعين الاعتبار.
الفرنسيون يدلون بأصواتهم فى انتخابات الرئاسة
انتقادات "لوبان الأب" الذى أدلى بصوته اليوم فى منطقة سان كلود فى أقليم هوت دو يسان، جاءت بعد إعلان غالبية المسئولين الفرنسيين الحاليين والسابقين، والمرشحين الخاسرين فى الجولة الأولى من الانتخابات دعمهم لمنافس لوبان الشرس المرشح الشاب إيمانويل ماكرون، وفى وقت خسرت فيه زعيمة اليمين المتطرف كل داعميها من النخب الفرنسية بما فيهم الأحزاب اليسارية.
وعلى الجانب الآخر، لم يسلم معسكر ماكرون من كوراث اللحظات الأخيرة، حيث تعرضت حملته الانتخابية قبل يوم من انطلاق تصويت جولة الإعادة لاختراق إلكترونى أسفر عن تسريب آلاف من مراسلاته الشخصية وأفراد حملته، وتضمنت بحسب تقارير إعلامية وثائق وخطط المرشح للميزانية المحتملة ـ حال فوزه ـ وملفات الإصلاح الاقتصادى وغيرها.
الناخبون يصطفون فى طابور أمام باب لجنة الانتخابات
وفى بيان لها أمس، قالت اللجنة الانتخابية: "على وسائل الإعلام ألا تعيد نشر المعلومات التى جرى الوصول إليها عبر عمليات تسلل إلكترونى، استهدفت حملة المرشح الرئاسى الوسطى إيمانويل ماكرون.. وإن نشر أو إعادة نشر المعلومات قد تمثل تهمة جنائية".
وفى الوقت الذى اكتفت فيه حملة ماكرون بتأكيد تعرضها للقرصنة دون توجيه أى اتهامات لأى طرف، قال أعضاء سابقون فى حملة المرشحة الديمقراطية الخاسرة فى سباق البيت الأبيض، هيلارى كلينتون، إن روسيا تقف وراء تسريبات البريد الإلكترونى الخاص بالمرشح المستقل لانتخابات الرئاسة الفرنسية.
انطلاق جولة الحسم فى انتخابات الرئاسة الفرنسية
وفى أول تعليق على التسريبات، ذكر موقع ويكيليكس إنها تقدر بـ"مئات الآلاف من الرسائل"، ويعود تاريخها إلى فترة ما قبل 24 أبريل 2017، فيما كشف مراقبون أنها تضم مراسلات بشأن مشروع ماكرون للميزانية العامة وغيرها من خططه فى ملف الاقتصاد.