تحت عنوان "هل يمكن أن يشعل نفى قطر الدبلوماسى شرارة حرب عظمى جديدة"، قارنت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية بما حدث فى صربيا 1914، عندما اغتيل فرانس فرديناند، وريث عرش الإمبراطورية النمساوية المجرية على يد صربى ليشتعل بذلك فتيل الحرب العالمية الأولى، وبما يحدث اليوم فى قطر، متسائلة هل يمكن أن تنتهى الأزمة الخليجية التى تسبب فيها عناد أمير قطر تميم بن حمد، وتمسك الإمارة بدعم وتمويل الإرهاب، إلى صراع بين السعودية والإمارات من ناحية وإيران من ناحية أخرى
وأضافت المجلة فى تحليل للكاتب سيمون هيندرسون، أن واشنطن عليها التحرك سريعًا لإطفاء شرارة هذه الحرب، معتبرة أن هذه الأزمة تعد أكبر اختبار لإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وسردت المجلة كيف أوقفت السعودية والإمارات ومصر والبحرين وغيرها من الدول التعامل البرى والبحرى والجوى مع الدوحة، وأصدروا بيانًا اشتمل على قائمة تضم 59 فردًا و12 كيانًا فى قوائم الإرهاب المحظورة لديها والتى تمولها وتدعمها دولة قطر بالمال والسلاح.
وأضافت المجلة أن إيران ردت على ذلك بالسماح لقطر باستخدام ثلاثة موانئ تابعة لها للحصول على واردات الطعام التى تعتمد عليها الإمارة، وهى اللافتة التى غالبا تراها الرياض وأبو ظبى تأكيدا على علاقات الدوحة "الغادرة" مع طهران.
وقالت "فورين بوليسى" إنه رغم أن الخلاف الدبلوماسى مع قطر ليس الأول، إذ سحبت السعودية والإمارات ومصر للسفراء فى 2014 بعد دعم قطر لجماعة الإخوان الإرهابية، ولكن أصل الأزمة الحالية تعود جذوره إلى عام 1995 عندما أطاح الأمير حمد، والد تميم، بحكم والده، الانقلاب الذى رفضته دول الخليج باعتباره خطوة خطيرة غير مسبوقة داخل أروقة بلاط الأسرة الخليجية الحاكمة.
وتضيف الصحيفة أن قطر التى لا يكاد يتجاوز عدد مواطنيها الـ200 ألف يصعب شرح أهميتها، لكنها تمتلك احتياطى الغاز الأكبر فى العالم وتصدر إلى أسواق تمتد من بريطانيا إلى اليابان، فضلا عن أن دخل المواطن الأكبر هو الأعلى كذلك فى العالم.
وربما تنبع كذلك أهمية قطر من استضافتها لقاعدة "العديد" العسكرية الجوية التى استخدمها القوات الأمريكية فى عملياتها أثناء الحروب فى أفغانستان والعراق والتى تعد القيادة المركزية لحملة الولايات المتحدة العسكرية ضد تنظيم داعش.
واعتبر الكاتب أن من أولويات الأمير تميم الآن هو الحفاظ على أن يبقى حليفا جيدا للولايات المتحدة مع عدم مضايقة إيران.
وأضافت الصحيفة، أن واشنطن يمكنها أن تلعب دورًا هامًا فى تخفيف حدة الموقف الذى يمكن أن ينفجر فى أى وقت، وربما يعتقد المسئولون الأمريكيون أن قطر لم تكن منصفة فى توازنها بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن أن يكون هناك صراعًا بين الرياض والدوحة، يدفع بالإمارة إلى أيدى طهران، لن يصب فى مصلحة أحد.
واعتبرت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون يمكنه أن يلعب دورًا مهمًا فى هذا الشأن، لاسيما وإنه كان رئيس شركة "إيكسون موبيل" التنفيذى، وهى أكبر شركة أجنبية تعمل فى قطاع الطاقة فى قطر، ما يعنى أنه يعرف صناع القرار.بالدوحة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة