حذر "تيم كوك" المدير التنفيذى لشركة "أبل" خلال حفل تخرج طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فى كامبريدج بولاية ماساتشوستس، من التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعى على وجه الخصوص، إذ قال إن تلك المواقع يمكن أن تقسم المجتمع حتى وإن كان هدفها الأول هو الجمع بين الناس والمساعدة فى التواصل بشكل أفضل.
وقال إن شبكة الإنترنت قد مكنت الكثير من القيام بأشياء هامة ومثيرة للاهتمام، ولكن يمكن أيضا أن تكون مكانا حيث يتم فيه فقدان والتنازل عن القواعد الأساسية للياقة والأخلاق بشكل مخيف.
وأضاف خلال خطابه للطلاب، أن التكنولوجيا كأى شىء آخر لها عيوب علينا الحذر منها لأقصى حد، والتكنولوجيا "ليست الحل دائما"، وهى فى بعض الأحيان جزء من المشكلة، لأن العواقب السلبية المحتملة للتكنولوجيات الحديثة تنتشر بشكل أسرع وأعمق من أى وقت مضى، وهو الأمر الذى يمثل تهديدات لأمن وخصوصية العالم، وضرب "كوك" مثلا بأزمة الأخبار الوهمية، وقال إنها خير دليل على أن وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن تصبح فى بعض الأحيان ضد المجتمع.
وأثناء حديثه أشار إلى أنه ليس قلقا من الذكاء الاصطناعى الذى يتيح للحواسيب القدرة على التفكير مثل البشر، ولكنه أكثر قلقا من أن يفكر الناس مثل أجهزة الكمبيوتر بدون مشاعر وعواطف وأخلاقيات.
وفى نهاية حديثه، أوضح "كوك" أن الانضمام إلى شركة أبل تحت الرؤية القوية للعبقرى ستيف جوبز رفع "العبء النفسى" ودفعه للانغماس فى العمل لخدمة الإنسانية، وهو الأمر الذى يعتبره الهدف الأكبر فى حياته، ولكن السؤال الذى يدور فى عقله دائما هو "كيف سيخدم الإنسانية؟".
كما قال للطلاب، إنه يشاركهم العديد من الأمور مثل حب إيجاد حلول للمشاكل الصعبة، والبحث عن أفكار جديدة، والعثور على الأفكار التى تغير العالم.
وذكر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فى بيان له، أنه تم اختيار "تيم كوك" لإلقاء الخطاب لدوره كرائد فى دعم الابتكار.
ووفقا لموقع "بلومبرج" الأمريكى، فشركة أبل تجنى معظم أموالها من بيع الأجهزة مثل هواتف آيفون، ولكنها اتخذت خطوات مؤقتة فى مجال وسائل الإعلام الاجتماعية، ففى عام 2010، أعلنت عن خدمة تسمى "بينج"، والتى كانت مرتبطة بآى تيونز، تتيح للمستخدمين مشاركة تفضيلاتهم الموسيقية مع جهات الاتصال على هواتفهم، ولكن تم إغلاقها فى عام 2012، والآن تيم كوك نفسه يريد أن يحول خدمة iMessage لتكون اجتماعية.
جدير بالذكر، أن هجوم "تيم كوك" على مواقع التواصل الاجتماعى لم يكن الأول من نوعه، بل أصبحت مواقع السوشيال ميديا المختلفة مثل تويتر وفيس بوك محورا للتدقيق خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث رأى العديد من النقاد أن نشر الأخبار المشكوك فى صحتها قد لعب دورا فى توجيه الأصوات نحو الرئيس الحالى دونالد ترمب، كما عززت تويتر الجهود المبذولة ضد التحرش فى خدمتها، وحظرت مستخدميها من استخدام عبارات سيئة فى التحدث مع بعضهم البعض، وليس هذا فقط بل أن موقع مثل فيس بوك واجه أزمة كبيرة مع حكومات العالم بسبب المحتوى العنيف والمحرض على التطرف والإرهاب، خاصة بعد استغلال خدمة البث المباشر فى تصوير جرائم القتل والاغتصاب ونشرها مباشرة على نطاق واسع، بالإضافة إلى استخدام الموقع من قبل المتطرفين لنشر أفكارهم والتحريض على بعض الفئات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة