قالت مجلة "فورين بوليسى" إن علاقة قطر بتنظيم القاعدة الإرهابى توطدت إلى درجة لم يعد فيها الفصل ممكنا، ذلك أن التنظيم المتشدد حظى برعاية استثنائية فى الدوحة طيلة أعوام.
وأشارت إلى أن تنظيم القاعدة فى سوريا تمتع بدعم كبير من جانب قطر، وجرى النظر إليه بمثابة جماعة معارضة "خفيفة التطرف"، تقاتل نظام الرئيس السورى، بشار الأسد.
لكن خطر القاعدة لا يحدق بالنظام السورى فقط، بل أن التنظيم المتشدد لا يزال يمثل تهديدا كبيرا للبلدان الغربية، ونبه تقرير لمجلس الأمن الدولى، صدر فى يوليو 2016، إلى أن فرع تنظيم القاعدة فى سوريا ما زال واحدا من أخطر فروع تنظيم القاعدة حول العالم.
وأضافت المجلة وفقا لأجزاء من التقرير نقلته شبكة سكاى نيوز الإخبارية أن وقف تمويل القاعدة له أهمية بالغة، لاسيما أن عددا من المتشددين انتقلوا من جنوب آسيا إلى سوريا كى يوفروا سندا للتنظيم الإرهابى ودعم له.
ويحصل تنظيم القاعدة فى سوريا على الدعم من خلال تبرعات لأفراد قطريين، كما ينال الإرهابيون أموالا أخرى عبر جمعيات تدعى القيام بالعمل الخيرى، لكنها تتخذه مجرد وسيلة لتمويل المتشددين.
أما مصادر التمويل الأخرى لدى تمويل القاعدة، فتعتمد على الغنائم وفديات تحرير الرهائن، وتشير بعض التقديرات إلى أن ميزانية التنظيم تصل إلى عشرة ملايين دولار فى السنة، إضافة إلى عدة ملايين من الدولارات تصل عن طريق متبرعين ومنصات رقمية مزيفة.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه من الشخصيات القطرية التى نشطت بشكل بارز فى جمع الأموال لتنظيم القاعدة، المتشدد سعد بن سعد الكعبى، الذى حرص على تقديم دعم سخى لفرع تنظيم القاعدة فى سوريا، من خلال المنصات الرقمية.
ودفع هذا الدعم السخى، وزارة الخزينة الأمريكية، فى مارس 2014، إلى انتقاد التساهل القضائى فى قطر مع تمويل الإرهاب، على اعتبار أن تمويل الدوحة لم يقتصر على حركة حماس فقط، وإنما تعداه إلى عدد من الجماعات الإرهابية الأخرى.
وفى العراق وبحسب صحيفة "فاينانشل تايمز" الأمريكية، فإن قطر دفعت مئات الملايين من الدولارات، لجماعات متشددة، لأجل تحرير أفراد من الأسرة الحاكمة جرى اختطافهم فى العراق.
وحال كان الأمر صحيحا، فإن مبلغا ضخما وصل على طبق من ذهب إلى تنظيم يسخر مقدراته فى ترويع المدنيين وبث الفظائع.
واكتفت قطر باتخاذ إجراءات محدودة ضد تنظيم القاعدة، ولم تتحرك إزاء بعض الحالات إلا بعد تعرضها لضغوط أمريكية كبرى، إضافة إلى أن هناك مبادرة تقدم نفسها بمثابة حملة خيرية تسمى "مدد أهل الشام"، استفادت من تبرعات سخية فى قطر، على مرأى من السلطات، قبل أن تذهب إلى فرع القاعدة فى سوريا.
وتخلصت المجلة الأمريكية إلى وجود تلكؤ وممانعة لدى قطر فى وقف تمويل الإرهاب، وهو ما نبه له خبراء آخرون قالوا إن قطر لعبت، أمدا طويلا، على الحبلين، وهو الأمر الذى لم يعد ممكنا، اليوم، فى ظل إبداء دول خليجية وعربية حزما على ردع الدوحة.
وقطعت دول على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، بسبب تمويل الدوحة للإرهاب ودعمه فى مساعى بث الفوضى فى المنطقة وتقويض أمنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة