لم يكن أحد يتخيل داخل العائلة الأميرية بالإمارة الصغيرة، أن الفتاة ذات الـ18 عامًا التى دخلت القصر الأميرى كزوجة ثالثة لولى العهد – أنذاك - حمد بن خليفة آل ثان، سوف تصبح الأمر الناهى والحكام الفعلى فى قطر، إلا أنه منذ اللحظة الأولى لدخول الشيخة موزة أل مسند للأسرة الحاكمة القطرية، خططت لإنقلابا ناعما تحولت بموجبه إلى المحرك الأساسى لكل خطوات الإمارة الخليجية سواء الداخلية أو الخارجية.
هذا التاريخ الأسود يتعمد النظام القطرى الحالى والسابق إخفائه عن عموم الشعب القطرى، ليظل مخدوعًا بقيادته التى تحكمه امرأة من خلف الستار، وهو ما يتضح من "الهاشتاج" الذى دشنه عدد من القطريين المخدوعين على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، طارحين تساؤلا "من هى موزه بنت ناصر المسند"، ويكتبون عنها آشعار دون أن يعلموا حقيقتها أو يتعمدوا عدم إظهار الحقيقة خوفا من بطشها.
الهاشتاج المتداول
موزة أصبحت خلال السنوات العشر الأخيرة "أمير قطر" وحاكمها الفعلى وهذا ليس مجرد تكهنات ولا استنتاجات وإنما حقائق تثبتها الأيام، منذ أن وقفت خلف زوجها حمد كمحرضة أولى لينقلب على والده ليستولى على العرش فى عام 1995، إلى أن كررت نفس المشهد بوقوفها خلف ابنها تميم ليتولى مقاليد الحكم فى يونيو 2013، ولتكون هى القاسم المشترك بينهما.
استطاعت موزة منذ اللحظة الأولى لدخولها الى العائلة المالكة أن تتغلغل إلى كافة مفاصل الدولة على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والإجتماعية، وذلك على عكس التوقعات حيث كانت ابنه للمعارض السياسى ناصر آل المسند وتزوجها حمد آل خليفة فى صفقة سياسية لوضع حد لطموحات والدها الذى كان منفى إلى الكويت وإنهاء معارضته للشيخ خليفة حاكم قطر والعداء الذى طال بينهما.
وكان متوقعا لها أن تظل على هامش العائلة الملكية لحداثة سنها فضلا عن أنها لاتنتمى للعائلة المالكة، والهم من ذلك أنها الزوجة الثالثة لولى العهد الذى كان مرتبطا بزوجات من العائلة وله منهن أبناء كبار، إلا أنها تسللت فى خفية من الزمن لتصبح هى الزوجة المسيطرة على حمد بن خليفة والأقرب اليه.
الحرباء
نفوذ موزة بدأ فى التوهج منذ منتصف تسعينيات القرن الماضى حيث وقفت خلف زوجها ولعبت دور المحرضة لينقلب على والده ويستولى على الحكم، لتصبح زوجة الحاكم وليس ولى العهد فى خطوة أولى لتحقيق طموحها الذى بدأ يظهر للعلن، وبالفعل انصاع الزوج "لوساوس" الزوجة الطامعة وانقلب على أبيه فى 27 يوليو 1995، عندما غادر الشيخ خليفة قطر إلى أوروبا.
ومنذ تلك اللحظة بدأ التحول الفعلى فى موزة التى بدأت تظهر إلى جانب أمير قطر وكأنها الزوجة الوحيدة له، وكان لافتًا للغاية خلال حضورها إحدى الاجتماعات الخليجية أنها حاولت الظهور بشكل متحرر أمام الكاميرات بخلاف زوجات أمراء الخليج، وهو ما كان بداية التسويق لنفسها على أنها امرأة قطر الحديدية، حيث بدأت فى التخلى عن الزى الخليجى المعتاد بالتدريج، لترتدى من أكبر ماركات أوروبا وفقا لأحدث صيحات الموضة.
تميم وأمه
وبعد أن كرست لمكانتها كسيدة أولى للبلاد وزوجة وحيدة لولى العهد بدأت فى التحرك داخل العائلة المالكة لتطيح بالمنافسين لأبنائها على تولى العرش، ففى العام 1996 أقنعت حمد أن نجله الأكبر الشيخ فهد يخطط لإنقلاب ضده، ما دعا حمد لطرده من سلاح الدروع القطرى واتهامه بأنه "إسلامى متطرف"، ووضع الابن الثانى، الشيخ مشعل بن حمد، قيد الإقامة الجبرية.
وبالفعل في أكتوير عام 1996، تم تعيين جاسم بن حمد الأبن الأكبر للشيخة موزة وليا للعهد، ليحجز السلطة لأخيه الأصغر تميم بن حمد حيث تنازل له في 2003 عن "ولى العهد" ليعيد التاريخ نفسه في يونيو 2013، حيث انقلب الأمير تميم على أبيه حمد، واستلم الحكم بطريقة "ناعمة"، كما وصفتها أكثر من جهة دولية، بمساعدة والدته، الشيخة موزة.
واعتبر المراقبون إن وصول تميم للحكم فى قطر يؤكد مدى نفوذ الشيخة موزة فى هذه الدولة الصغيرة، خاصة أنها ظلت هى السيدة الأولى للدولة والواجهة النسائية الوحيدة للإمارة الخليجية على الرغم من أن تميم له زوجتان ولكن لم يظهرا قط فى أى من الفعاليات، فهى لم تغادر الحكم مع زوجها بل ظلت الحاكمة للإمارة بجانب ابنها تميم، تلعب دورًا رئيسيًا فى سياسات قطر وأجهزتها الإعلامية وفى مقدمتها قناة "الجزيرة"، ليتبين أنها هى من تدير فعليا شئون البلاد من خلف الكواليس.
ويعتبر أحد الأسباب التي دفعت الشيخة موزة للضغط علي زوجها لترك منصبه لابنها فى حياته هو خوفها من نفوذ رئيس الوزراء حمد بن جاسم الذى يمتلك نقاط قوة أهمها انتماؤه لجناح قوى فى العائلة الأميرية
حرباية الدوحة
سيرة تميم ووالدته الذاتية
وقد ولد تميم فى 3 يونيو عام 1980، وحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة "شيربورن" بالمملكة المتحدة عام 1997 وتخرج فى أكاديمية ساندرهيرت العسكرية الملكية ببريطانيا عام 1998 وتولى ولاية العهد فى أغسطس 2003 بعد تنازل أخوه جاسم بن حمد آل ثان له عنها، وتزوج تميم فى 8 يناير 2005 من الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثان.
وقد ولدت أمه موزة بنت ناصر بن عبد الله بن علي المسند، في الثامن من أغسطس عام 1959 في مدينة "الخور" القطرية، وتزوجت من الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عام 1977، وأنجبا سبعة أبناء هم الشيخ تميم الأمير الحالى، والشيخ جاسم والشيخة المياسة والشيخة هند والشيخ جوعان والشيخ محمد والشيخ خليفة.
وتخرجت موزه من جامعة قطر عام 1986 وتولت عدداً من المناصب منها رئاسة مجلس إدارة المؤسسة العربية للديمقراطية ومجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بجانب العديد من المناصب التى استطاعت من خلالها السيطرة على جميع مفاصل الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة