استيقظت قطر اليوم على صفعة قوية ومهينة، أو بالأحرى 6 صفعات، بقرارات مصر والسعودية والإمارات والبحرين وليبيا واليمن، قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية معها، إذا استبعدنا قرار جزر المالديف بقطع علاقاتها أيضا قبل قليل، وهو ما يأتى فى إطار اتخاذ موقف حاسم مع الدوحة بعد مسلسل طويل من دعمها للإرهاب وتهديدها لأمن جاراتها وعدد آخر من الدول العربية، ليبدأ الحديث عن حدود الحماية والأمان التى يمكن أن تعيش فيها الدويلة الخليجية المحدودة، بينما كانت تستند طوال الوقت إلى الحماية العربية، وإلى قاعدة "العديد" الأمريكية التى يتردد أنها فى طريقها لمغادرة أراضيها.
عقب قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، لا وجهة أمام تميم بن حمد آل ثانى إلى الاستناد لجيش لا يتخطى تعداده بضع آلاف من الجنود غير القطريين، الذين يعملون بعقود عمل كأنهم عمالة فى قطاع التجارة أو العقارات، وبدقة أكبر "مرتزقة"، وهو الجيش الضئيل الذى يتولى حماية أمير قطر وأسرته الحاكمة.
ما يميز هذا الجيش هو تعدد الجنسيات المشاركة فيه، ففى فبراير 2016 أعلنت القوات المسلحة القطرية عن فتح باب التجنيد للجاليات المقيمة على أراضيها، لحماية أمن وحدود الدولة على حد قولها، وأوضح مكتب التجنيد فى إعلان رسمى، أنه يتلقى طلبات التجنيد لمواليد العاصمة الدوحة من المقيمين فقط بالدولة، من الجنسيات الهندية والباكستانية والسودانية والصومالية والإيرانية، ويبدو أنه حان الوقت ليجنى "تميم" ثمار هذا القرار، فى الوقت الذى ضربته الدول العربية بقرار قطع العلاقات، ليجد نفسه عاريا إلا من "جيش المرتزقة"، الذى يبلغ تعداده 11800 فرد فقط، ينقسمون إلى 8500 مشاة، و1800 فى القوات البحرية، و1500 فى القوات الجوية، وتتحدث التقديرات السنوية عن وصول 12 ألف قطرى للخدمة سنويا، وفقا لموقع "جلوبال فاير باور" الشهير، وطبقا لهذا العدد المحدود للغاية قررت قطر منح الجنسيات الأخرى حق الالتحاق بالجيش، لتملك فى النهاية جيشا من عدد من الجنسيات، أقليته من أبناء الدولة نفسها.
أستاذ علوم سياسية: قطر لديها 4 مستويات للجيش.. كلهم أجانب
فى هذا الإطار، كشف الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تفاصيل ما يحدث فى الجيش القطرى، موضحا أن بداية نشأة الجيش القطرى كانت من تجميع شخصيات من جنسيات أخرى، ولم يكن هدفه الدخول فى حروب، ولكن كان هدفه حماية الأسرة الحاكمة فقط.
وأضاف "فهمى"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن الجيش القطرى يتكون من 4 مستويات، الأول جنسيات من باكستان وأفغانستان ودول شرق آسيا، والثانى من جنسيات من بوسط وجنوب أفريقيا، والثالث جنسيات دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية، وهؤلاء يعملون مستشارين، والرابع من جنسيات عربية وهم عدد قليل.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فى تصريحه، إلى أن هذا الجيش ميزانيته غير معلومة، ويتم تحديدها من جانب الأسرة الحاكمة فقط، وترعاه شركات أمن أجنبية، وفى الفترة الأخيرة تم تشكيل جيش يدعى النخبة، وهؤلاء من جنسيات أخرى، ويمكن تسميتهم "جيش القطاع الخاص"، هدفه حماية الأمراء المهمين فى الأسرة الحاكمة.
قيادى سابق بالإخوان: تميم يجند المرتزقة.. ولا يسمح لهم بالترقى
فى سياق متصل، قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن معظم جنود الجيش القطرى من المرتزقة، وليسوا من أصول قطرية، خاصة أن قطر تعانى من تهديدات عسكرية محتملة، فلهذا تسمح لبعض الجنسيات الأخرى بالعمل فى قواتها المسلحة، ولكن لا يُسمح لهم بالترقى، بل يكونون مجرد وقود للمعركة، وتدفع الدوحة لهم مقابل تجنيدهم أموالا طائلة، حتى يحموا أميرها تميم بن حمد آل ثانى من أى انقلاب عليه.
وأضاف "أبو السعد"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن هذا هو الفارق بين الدول والجيوش الوطنية، والدولة التى تعيش بلا وطنية، والجيوش النظامية الحقيقية والجيوش المرتزقة، موضحا أن أمير قطر يعتمد على المرتزقة لزيادة عدد جيشه، من أجل حمايته هو وأسرته من أى معارضة قطرية أو أى محاولات للإطاحة به من العرش.
وأوضح القيادى السابق بجماعة الإخوان فى تصريحه، أن الأسرة الاحكمة القطرية تدفع مقابل تأمين نفسها أموالا طائلة من خزينة الشعب القطرى، ولعل هذا أكبر رد على كل المشككين فى القوات المسلحة المصرية، عريقة التاريخ والوطنية، ولماذا التف حولها الشعب المصرى رغم كل الظروف.
خبير فى شؤون الحركات الإسلامية: جيش قطر مرتزقة لحماية الأسرة الحاكمة
من جانبه، قال جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إن قطر من الدول التى تعانى فقرا شدشدا فى السكان، وتعتمد على أساليب الجيوش المرتزقة، فتعمد للتجنيس فى كثير من المجالات، ويتضح هذا بدرجة كبيرة فى الجانب الرياضى، ومن ثم فلا مانع من التجنيس فى الجانب العسكرى، بحسب أفهامهم، وهو ما فعلته الدوحة وأسرتها الحاكمة بالفعل.
وحول طرق تمويل هذا الجيش المرتزق، قال الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية: "المال يصنع الولاء، وقطر تدفع لهم ببذخ، وهو جيش ورقى، وعند الضرورة يدافعون عن تميم والأسرة الحاكمة ضد أى معارضة قطرية أو تهديد داخلى، لذلك هم يرسلون لهم أموالا طائلة لضمان ولائهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة