ينتمى الثوم لعائلة الأبصال، وهى عائلة تضم البصل أيضًا، وورد ذكر الثوم فى القرآن الكريم حيث قال تعالى: وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقيثائها وفومها، (البقرة، 61 )، والفوم هنا هو الثوم .
المصريون أول من زرع الثوم وفطن لفوائده، ولقد وجد منقوشا على جدران معابد الفراعنة، وكان الملوك المصريون يأمرون بتغذية عمالهم بالبصل والثوم لضمان تمتعهم بالصحة والعافية والنشاط، وفى العصور الوسطى كان الثوم يستخدم للوقاية من الطاعون، ويرتديه الناس مثل القلائد !
استخدم الثوم كمطهر لمنع الغرغرينا خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، ويستخدم للوقاية من الإنفلونزا فى مدارس الصين خلال الأوبئة، حيث يتم تناوله فى طوابير الصباح مع المدرسين، ولوحظ فى أوروبا أن المطاعم التى تكثر من إستخدام الثوم فى الوجبات تقل معدلات الإنفلونزا فى روادها .
الثوم قليل جدا فى الدهون والصوديوم، ومصدر جيد للكالسيوم والفوسفور والسيلينيوم، ومصدر جيد جدا لفيتامين سى وفيتامين ب6 والمنجنيز. ويحتوى الثوم على ثمانية فيتامينات هى فيتامين أ، وفيتامين ب 1، وفيتامين ب 2، وفيتامين ب 3، وفيتامين ب 5، وفيتامين ب 6، وفيتامين ب 9، وفيتامين سى. تبلغ نسبة الكربوهيدرات فى الثوم 33%، والسكريات 1%، والألياف الغذائية 2 %، والبروتينات 6.39 %. معادن الثوم هى الحديد، والماغنيسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والزنك، والمنجنيز، والسيلينيوم.
الثوم من أفضل الأغذية الصحية لرفع المناعة يفيد فى الوقاية من أمراض القلب، ومكافحة ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، والوقاية من تكلس الأوعية الدموية، وارتفاع الكولسترول فى الدم، وخفض تراكم الكولسترول على جدران الأوعية الدموية .
الثوم به 19 من مضادات الأكسدة التى تقى الأنسجة من التدمير بفعل الشوارد الحرة، وتحافظ على سلامة الأوعية الدموية وتقلل من احتمالات حدوث الجلطات داخلها .هناك 16 مادة تحتوى على الكبريت مضادة للأكسدة فى الثوم مثل الأليين والأليسين والأليكسين، وثلاثة عناصر مضادة للأكسدة هى المنجنيز والسيلينيوم وفيتامين سى . الثوم به 18 حمضا أمينيا تفيد فى عمليات تخليق البروتينات داخل الجسم . حمض السيستين حمض أمينى يتواجد فى الثوم، وهو يحتوى على الكبريت، ويدخل فى تكوين البروتينات والإنزيمات خاصة مضادة الأكسدة مثل الجلوتاثيون. الجلوتاثيون مايسترو مضادات الأكسدة الذى تحتاجه كل خلية فى الجسم، وهو مهم للمناعة والتخلص من السموم، ومضاد للتوتر.
الثوم صديق الجهاز التنفسى، إذ يكافح نزلات البرد، ويهدئ الكحة ويطرد البلغم إذ به صابونينات تذيب البلغم وتخرج السموم أيضًا، كما يفيد الثوم فى الوقاية من 14 نوعًا من أمراض السرطان مثل سرطانات الفم والبلعوم والحنجرة والمرىء والمعدة.
الثوم الطازج يحتوى على مادة الأليسين الذى يعمل كمضاد حيوى طبيعى، إضافة لكونه مضاد للفطريات، ومضاد للفيروسات، وطارد للبلغم، ومانع للتجلط، ويقى من السرطانات. مادة الأليسين تختفى بعد 6 ساعات من الحفظ فى الماء، وساعة من الحفظ فى الزيت. يقلل التسخين من تركيز مادة الأليسين، لذا يفضل الثوم النيئ والإقلال من التسخين . يفضل الثوم الطازج أو المحفوظ فى الثلاجة عند درجة حرارة 6 مئوية .
الثوم يعالج الفطريات خاصة فطريات الكانديدا، وهى أكثر أنواع الفطريات انتشارًا فى مرضى نقص المناعة، وتوجد فى الطبقات السطحية للأغشية المخاطية كبطانة الفم والمريء والأمعاء والقناة التناسلية، وتنمو فى المناطق الرطبة المظلمة مثل الفوط والملابس الرطبة . تنتهز الكانديدا فرص نقص المناعة، خاصة مع الاصابة بالتوتر أو الايدز أو السرطان وسوء التغذية وتناول المضادات الحيوية، فتتكاثر وتنتج سمومًا تهدم الجدار المعوى فتتسلل إلى الدم ومنه إلى كل أنحاء الجسم. سموم الكاندريدا تعمل على الشعور الدائم بالتعب، وفقدان الشهية، وانتفاخ البطن، والحساسية، ومعاناة المصابين بالأوتيزم .
تتعدد الفوائد الصحية للثوم فتشمل رفع المناعة، فهو منشط للبكتيريا الصديقة التى تعضد المناعة وتقى من الحساسية، ويخلص الجسم من السموم، وبه سلة من المواد الرافعة للمناعة المخاطية ما يعنى حماية أفضل خاصة للجهاز الهضمى والجهاز التنفسى. يستخدم الثوم بنجاح فى علاج الفطريات صعبة العلاج فى مرضى الايدز .
للاستفاده بالثوم كمضاد للميكروبات يحتاج الشخص البالغ إلى حوالى 200مجم أليسين، أى مايعادل عشرة فصوص كبيرة من الثوم يوميًا، فالفص الواحد يحتوى من 5 الى 20مجم . للحصول على أفضل كمية من الأليسين، انتظر خمس دقائق إلى عشرة دقائق قبل تناول الثوم أو طهيه بعد تقشيره، وقبل إضافته لوسط حمضى كالليمون، مع عدم التسخين لدرجات حرارة عالية لإتاحة الفرصة لعمل إنزيمات تكوين الأليسين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة