أعلنت إدارة مهرجان "زيوريخ" السينمائى الدولى الذى افتتح فى سويسرا، أمس الأربعاء، ويستمر حتى 8 أكتوبر المقبل، عرض فيلم "كأس العمال" للمخرج الأمريكى آدم سوبيل، الذى يرصد الظروف المعيشية القاسية لآلاف العمال فى منشآت مونديال قطر 2022.
ويبدأ الفيلم الذى سيتم عرضه يوم الأحد المقبل فى المهرجان الدولى، بعبارة "هى العبودية بعينها، إنه الأمل الذى تحول إلى كابوس فى عيون الفقراء"، كما أن الفكرة التى قام عليها الفيلم تنتمى إلى ما يسمى بدراما الواقع التى تفوق الخيال.
وقالت وسائل إعلام إماراتية إن جمهور المهرجان الذى تتوقع الصحافة السويسرية أن يبلغ 100 ألف زائر شغوف بمعرفة "دراما الواقع" التى ترصد حياة آلاف العمال الذين عادوا إلى زمن العبودية فى قطر، أو بالأحرى فى "دوحة السراب"، التى تحول فيها حلم الحياة إلى كابوس يطارد الفقراء الذين أتوا من الهند وبنجلاديش وباكستان والفلبين وكينيا وغانا وغيرها من الدول التى تعانى ظروفاً اقتصادية سيئة، تدفع البعض من أبنائها للرحيل بحثاً عن نافذة أمل.
ويقوم "كأس العمال" على فكرة وصفتها الصحف العالمية بـ"العبقرية"، حيث يرصد المخرج الأمريكى تفاصيل حياة 4 عمال أتوا من 4 دول مختلفة، بحثاً عن تحسين ظروفهم المعيشية القاسية، والمثير فى الأمر أن المخرج تعمد المزج بين مشاركة هؤلاء العمال فى دورة كروية أطلقتها اللجنة القطرية المنظمة لمونديال 2022 بالشراكة مع شركات المقاولات التى يعمل هؤلاء تحت مظلتها، وبين تفاصيل يومهم فى مواقع العمل والنوم، حيث يعانى هؤلاء فى بيئة عمل قاسية، ويعيشون فى أماكن معزولة، وبعيدة عن الدوحة أو غيرها من المناطق المأهولة بالسكان، مما يجعل مقر إقامتهم أقرب ما يكون إلى السجن، كما أنه عبارة عن معسكرات لا تتوافر بها أبسط مقومات الحياة الآدمية، وذلك وفقاً لما رصدته منظمات حقوقية عالمية، ولم يأتِ به المخرج من الخيال.
والعمال الذين رصدهم الفيلم يشاركون فى دورة كروية، تهدف اللجنة المنظمة لمونديال قطر 2022 من وراء تنظيمها للرد على التقارير التى تدين قطر بارتكاب جرائم فى حق هؤلاء العمال، ومع وميض الفلاشات التى تصور مسئولاً قطرياً كبيراً يبتسم ويصافح العمال الذين يشاركون فى الدورة الكروية يسير الفيلم فى اتجاه آخر، حيث الجانب المظلم فى مكان العمل، ومقرات الإقامة والسكن.
ويسلط الفيلم الضوء على "كينيث" هو أحد أبطال فيلم "كأس العمال"، وهو شاب يبلغ 21 عاماً جاء من غانا أرض المواهب الكروية فى القارة السمراء، أتى إلى الدوحة بالتنسيق مع أحد وكلاء اللاعبين لكى يحقق حلمه باحتراف كرة القدم وتحقيق الثروة التى تحلم بها عائلته، والمفارقة أن كينيث دفع مبلغاً مالياً لهذا الوكيل لتحقيق حلمه.
الشاب القادم من غرب أفريقيا حينما جاء إلى قطر لم يجد أن هناك عرضاً كروياً فى انتظاره، ولأنه لا يملك المال لكى يعود إلى بلاده سعى للعثور على فرصة عمل، فكان مصيره الانضمام إلى الآلاف ممن يعملون فى تشييد الملاعب والبنية التحتية لمونديال 2022، فعل ذلك جبراً لا طواعية، وفى ظل معاناته من الظروف المعيشية القاسية فى معسكرات العمال، وتدنى الدخل المالى هرع كينيث للمشاركة فى دورة "كأس العمال" لكى يحقق حلمه الكروى، ويقول للجميع، إنه ليس عامل بناء بل لاعب كرة قدم مات حلمه فى "دوحة السراب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة