"يعد القلق مشكلة ذائعة الانتشار ومتغلغلة فى المجتمع الحديث، حيث يغلفها الوصف الشائع لعصرنا الحديث بأنه (عصر القلق)"، من هذه الزاوية ينطلق كتاب القلق تأليف موشى زيدنر جيرالد ماثيوس والصادر عن فى سلسلة عالم المعرفة ترجمة محمد سيد عبد الله والحسين محمد عبد المنعم.
ويرى الكتاب أنه على الرغم من التقدم الهائل الذى شهدته المعرفة الطبية فإن المجتمع العلمى لا يزال عاجزا عن الوصول إلى فهم كامل لأسباب الاضطرابات العقلية التى يعانيها الإنسان، والقلق واحد من أكثر الاضطرابات انتشارا وشدة فى المجتمعات الصناعية المعاصرة، والبحث عن علاج له بات يشكل مهمة تتطلب تضافر العديد من الجهات لوضع حد له.
ويقدم الكتاب نظريات مفسرة لأصول القلق، لمعرفة ما إذا كان موروثا أو مجرد استجابة فسيولوجية للبيئة الخارجية، ثم يعرض الآثار الإدراكية والمعرفية لحالة القلق التى تنتاب العقل، وكيف تتدخل فى آليات إنتاج المعرفة وإصدار القرارات والوعى؟ ويتساءل المؤلفان أخيرا عن فرصة التدخل المبكر للوقاية من القلق؟ وعن جدوى البرامج التأهلية والخيارات المتاحة لمن يعانون هذا الاضطراب.
ويرى المترجمان أن الكتاب أحد كتب سلسلة علم النفس "101" التى تصدر عن مؤسسة سبرينجر الأمريكية الشهيرة، وتشمل مجموعة مهمة من الكتب المميزة من بينها الإبداع، والموهبة، واختبار نسبة الذكاء، والقيادة.
والكتاب يأتى فى 7 فصول تهتم بتقديم نظرة عامة تصورية ومفهومية عن مجال القلق، فيقدم تعريفا علميا شاملا لمفهوم القلق، ووصفا لمكوناته الرئيسية، وتحديد جوانبه، كام يلقى الضوء كذلك على الجوانب الجوهرية الخاصة به فى علاقته بغيره من المفاهيم الوثيقة الصلة به مثل الخوف، ويقدم الفصل طرحا مستفيضا ومناقشة ثرية للوظائف الرئيسية للقلق، وبعض أشكال بحوث القلق فى سياقات الحياة الواقعية، ومن بينها أشكال القلق المتعلقة بالتقييم والأداء.
كذلك يهتم الكتاب بتعريفنا عن أفضل طرائق تقييم القلق؟ يركز الفصل على تقييم وقياس القلق. كما يقدم إجراءات نوعية لتقييم الجوانب الظاهراتية، والفسيولوجية والسلوكية للقلق، ويتم فى هذا الفصل كذلك وصف قوائم ومقاييس التقرير الذاتى الرئيسية التى تستخدم لقياس القلق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة