تستعد إيطاليا لإجراء الانتخابات العامة فى 4 مارس المقبل، وسط مشهد سياسى منقسم، وكان المفترض إجراء الانتخابات بحلول مايو، بيد أن الانهيار الفعلى لائتلاف يسار الوسط الذى يدعم حكومة رئيس الوزراء "باولو جينتيلونى" عجل بالدعوة إلى حل البرلمان تمهيدا لإجراء الانتخابات، ودفع ذلك الرئيس الإيطالى "سيرجيو ماتاريلا" إلى مطالبة الأحزاب بتحمل مسؤولياتها الرئيسة و"دفع عملية التغيير".
رئيس-الوزراء-الإيطالى-باولو-جينتيلونى
ويخوض الانتخابات ثلاثة لاعبين محوريين، هم الائتلاف المحافظ المؤلف من ثلاثة أحزاب بقيادة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكونى، وحركة خمس نجوم المشككة فى أوروبا، وكتلة يسار الوسط بقيادة الحزب الديمقراطى الحاكم، وهناك منافس رابع وهو حزب "أحرار ومتساوون اليسارى" الذى يضم منشقين عن الحزب الديمقراطى، لا يروق لهم رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزى بسبب أسلوبه وإصلاحاته العمالية والتعليمية.
وتتصدر الكتلة المحافظة، التى ينتمى إليها برلسكونى، استطلاعات الرأى بنحو 35% من الأصوات، تليها حركة خمس نجوم والكتلة بقيادة الحزب الديمقراطى بحصولهما على نحو 30 - 25%. أما أحرار ومتساوون، فحصل على 7% من الأصوات.
الرئيس-الإيطالى-سيرجيو-ماتاريلا
وقال برلسكونى أنه ينتظر سريعا حكم المحكمة الأوروبية من أجل العودة للحياة السياسية والمشاركة فى الانتخابات البرلمانية المنتظرة فى مارس المقبل، ونقلت وكالة "آكى" الإيطالية، عن برلسكونى البالغ من العمر 81 عاما، أنه سينافس فى الانتخابات المقبلة من أجل أن يصبح رئيس وزراء للبلاد من جديد، موضحا:" إذا صدر حكم من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ينقض قرار مجلس الشيوخ، لا يمكننى عندها التراجع عن رئاسة الوزراء"، وفى حال فوزه ستكون هى المرة الخامسة التى يتولى فيها هذا المنصب.
برلسكونى مزيج من السياسة والجنس والمافيا
ومن المعروف عن برلسكونى أنه يجمع بين الجنس والسياسة فضلا عن علاقاته مع المافيا الإيطالية، فليس جديدا أن برلسكونى معروف بغرامه مع النساء وفضائحه الجنسية كثيرة وخاصة مع القاصرات. ووفقا لصحيفة "الامبيرثيال" الإيطالية فإن برلسكونى كان أقرب رئيس اوروبى إلى أقدم وأكبر مؤسسة دينية غربية وهى الفاتيكان بروما، وعلى الرغم من ذلك كانت فضائحه الجنسية كثيرة. إلا أن كانت هناك العديد من الأدلة التى تؤكد علاقة برلسكونى بالمافيا، وكانت شهادات جمعها مدعون على مدى سنوات عدة أظهرت أن برلسكونى كان قد التقى فى ميلان فى العام 1974 مع ستيفانو بونتادى الذى كان فى وقتها واحدا من أقوى زعماء المافيا، لطلب الحماية له ولعائلته. كما أن فى عام 2014، قال عضو سابق من المافيا الإيطالية أن برلسكونى كان يدفع بانتظام مبلغ 7 مليار يورو فى العام كضريبة للمافيا.
رئيس-الوزراء-الأسبق-سيلفيو-برلسكونى
وكان هذا العضو الذى يدعى جوفانى بروسكا احد الممثلين أمام المحكمة فى القضية المعروفة إعلاميا ب"المفاوضات بين الدولة والمافيا" والتى يشتبه بوجوده لوقف التفجيرات التى قامت بها المافيا أوائل التسعينيات.
وقال بروسكا أن برلسكونى كان يدفع المبلغ إلى زعيم المافيا ستيفانو بونتادى وبعد موته أصبح يدفعها لسالفيتورى توتو رينا الذى كان يطلق عليه لقب "زعيم الزعماء" والذى اعتقل عام 1993، وادعى أن تلك الأموال كانت تدفع تحت اسم أمور تمت تسويتها، أى عدم التعرض للشخص المعنى، وكشف أن "برلسكونى عندما توقف عن الدفع، أوكلت المافيا لمن يحاول قتله بهدف إجباره على استئناف الدفع، وأشار إلى أنه "لم يكن رئيس الوزراء وحده من يدفع بل كثيرين غيره" أيضا.
ويقول المدعون إنه بعد اللقاء وظف برلسكونى فيتوريو مانجانو، وهو عضو فى المافيا، لإدارة عقارات فاخرة فى أركور خارج ميلان وكان يأخذ أطفال برلسكونى إلى المدرسة، إلا أن المدعين يعتقدون أن مانجانو كان الرجل الذى وفره بونتادى لحراسة برلسكونى وعائلته.
أزمة الهجرة غير الشرعية وبرلسكونى:
ويعتبر برلسكونى أشد الرافضين للهجرة الغير شرعية، ولذلك فهو يحظى بدعم من الإيطاليين الذين يرغبون فى حل سريع لتلك الازمة التى تعانى منها البلاد فى الفترات الأخيرة.
وقال برلسكونى أن جميع المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إيطاليا خلال الأعوام الماضية مجرمون طالما أنه ليس لديهم "إمكانية" للحصول على وظيفة ثابتة.
وقال برلسكونى لصحيفة ال فوليو "وفقا لأكثر التقديرات تحفظا، فى إيطاليا يوجد 500 ألف مهاجر غير شرعى، وصلوا خلال الأعوام الأخيرة، وتهاونت الحكومات اليسارية فى التعامل معهم"، وتساءل" هؤلاء الأشخاص ليس لديهم إمكانية الحصول على وظيفة ثابتة، لذلك من أجل العيش يضطرون لخرق القانون.
وأضاف أن هذا يعنى عمل غير معلن عنه ودعارة وتجارة مخدرات وسرقة وغيرها، وكيف لا يمكن الخوف منهم!". ويشار إلى أنه منذ النصف الأول من عام 2015، تعد إيطاليا نقطة الوصول الرئيسية للمهاجرين المتجهين لأوروبا وقادمين من شمال أفريقيا، ويسعى الكثير منهم للسفر لشمال أوروبا، ولكن القيود الحدودية الأكثر صرامة صعبت من سفرهم لمقصدهم.
وسجلت إيطاليا وصول أكثر من 450 ألف مهاجر فى الفترة من 2015 إلى 2017. مع ذلك، تراجع عدد المهاجرين بنسبة 34% العام الماضى مقارنة بعام 2016، عقب أن توصلت الحكومة لاتفاقات مع السلطات الليبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة