فى تهديد جديد لدول القارة السمراء التى تعانى العديد منها من وباء الإرهاب، وفى تطور جديد بشأن مستقبل تنظيم داعش الذى رجحت العديد من دوائر الامن والاستخبارات زواله بشكل تام خلال العام الماضى بعد هزائمه فى سوريا والعراق، كشفت صحيفة "ذا صن" البريطانية فى تقرير لها أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادى لا يزال حيا، وأنه تمكن من الفرار إلى دولة أفريقية.
ورجحت الصحيفة فى تقريرها الذى نشرته اليوم الأربعاء أن يكون البغدادى متواجداً داخل تشاد أو على المناطق الحدودية بين الجزائر والنيجر، وسط مخاوف متصاعدة من ظهور جديد لـ"داعش" بعد إعادة تنظيم صفوفه ، خاصة فى ظل وجود جماعات إرهابية داخل القارة السمراء تدين بالولاء والطاعة للتنظيم داخل ليبيا وبعض الدول الأفريقية.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن سامح عيد خبير شئون الجماعات الجهادية والإسلام السياسى قوله إن البغدادي من المحتمل أن يكون في إفريقيا بعد إن فر أعضاء التنظيم من العراق وسوريا.
ومن ناحية أخرى، قال ناجح إبراهيم، الزعيم السابق للجماعة الإسلامية إن البغدادي يمكن أن يكون فى مكان ما مثل شمال تشاد أو المنطقة الحدودية الخالية من القانون بين الجزائر والنيجر.
أما الخبير هشام الهاشمى، فقال للصحيفة إن البغدادى هو القيادى البارز الوحيد فى تنظيم داعش الذى لا يزال على قيد الحياة موضحا "من بين 43 قيادى رئيسى، البغدادى هو الوحيد الذى لا يزال على قيد الحياة، ومن بين 79 قيادى بارز، لم يعد موجودا منهم سوى 10 أشخاص".
وأضاف "أن قادة المستوى المتوسط يبلغ عددهم 124 شخصا يغيرون مناصبهم وأماكنهم باستمرار بسبب وفاة الأعضاء الآخرين..كل ستة أشهر تتغير أدوارهم، إما أنهم يقتلون أو يستبدلون".
وأشارت "ذا صن" إلى أن وكالات الاستخبارات فى العراق وأوروبا تعتقد أن البغدادى كان مختبئا فى قرية جنوب باعج فى شمالى العراق منذ أكثر من 18 شهرا. كما يعتقدون أنه سافر بين بلدة أبو كمال، على الحدود العراقية السورية، وبين جنوب الموصل.
وأكدت ثلاث وكالات استخباراتية أن البغدادي أصيب بجروح خطيرة في غارة جوية في أوائل عام 2015.
وقال الهاشمي: "لجأ داعش إلى أن تكون حكومة الظل. ما زالوا يسيطرون على أجزاء صغيرة من الأنبار ونهر الفرات لكنهم خلايا نائمة. لا يوجد هيكل للقيادة، فقد تم حله".
وأضاف قائلا – وفقا لـ "ذا صن"- إنهم توقفوا عن عقد الاجتماعات - وإذا قرروا الاجتماع، لا يعقدوه فى المكان نفسه مرتين" مشيراً إلى أنهم حتى توقفوا عن نقل الرسائل الشفوية لبعضهم البعض. ويعكفون على استخدام تطبيقات "سجنال" و"تلجرام" المشفرة فى التواصل".
وقال الهاشمي إن العديد من المقاتلين الجهاديين الذين تعرضوا "لغسل دماغ" يشعرون بالخيانة بعد التخلي عن التسلسل الهرمي للمجموعة، مضيفا "التقيت (مقاتل أجنبي) أبو حمزة البلجيكي، الذي يشعر بالخيانة، شأنه شأن الآخرين"، موضحاً أن التعليمات التى صدرت لهم فى معركة الموصل كانت "قاتلوا حتى الموت".
وأشار إلى انه "عندما اشتدت المعارك في المدينة هرب كبار القادة وأولئك المقربين من البغدادي، تاركين هؤلاء المقاتلين وراءهم..يشعرون أنهم تعرضوا للخداع. وهم خدعوا بالفعل ".
وقالت الصحيفة إن التقييم العسكري الأمريكي يخلص إلى أنه ربما يختبئ في وادي نهر الفرات، على طول الحدود مع سوريا.
ويعتقد أن البغدادي وُلد في مدينة سامراء شمالي بغداد، في عام 1971، بحسب موقع "بى بى سى عربى"، الذى نقل عن تقارير إنه إنه كان إماما لأحد المساجد في المدينة خلال الغزو الأمريكي للعراق في 2003.
ويعتقد البعض أنه كان بالفعل أحد أعضاء الجماعات الجهادية المسلحة إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين. ويقول آخرون إنه أصبح متشددا خلال السنوات الأربع التي أُعتقل فيها في معسكر "بوكا"، وهو معسكر أمريكي جنوبي العراق كان يُعتقل فيه العديد من قادة تنظيم القاعدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة