لا بديل عن المشاركة الجماهيرية الكثيفة فى انتخابات الرئاسة المرتقبة، لا بديل عن إصرار المصريين بأن يعلنوا إلى العالم رسالة واضحة تستكمل ما بدأته هذه الأمة فى ثورة 30 يونيو. أنت تعرف ما أحاط بهذه الثورة من ظروف داخلية وإقليمية ودولية، وتعلم أنت كيف طاردت قوى دولية قرار الشعب المصرى، واعتبرت أن ما جرى كان انقلابا عسكريا دبرته القوات المسلحة، فى حين تؤمن كل امرأة ورجل نزلوا إلى الشارع هذا اليوم أن الثورة كانت كاسحة، وأن الجيش ساند هذه الثورة دفاعا عن الناس، ودفاعا عن مقدرات الأمة، وحماية لقرار الجماهير.
حاربوا هذه الثورة، وما تزال الحرب مستمرة، حاربوها إعلاميا وحاصروها اقتصاديا، وتآمروا بالسلاح فى سيناء، وفى مواضع متفرقة من أرض مصر، وحين كنا نعبر كل حاجز من حواجز الموت التى زرعوها على طريق بلادنا كان الغضب يتصاعد والانتقام يشتد والحرب تتواصل بعنف، وإذا كانت الحرب مستمرة فينبغى على روح هذه الثورة أن تبقى مستمرة أيضا، وينبغى على كل الجماهير التى تقاسمت محنة عام الإخوان الأسود، وتحملت بكل الصبر مشقة الإصلاحات الاقتصادية، وصمدت أمام كل أحزان الدم والفقد لأبنائها فى سيناء والواحات والكنائس والمساجد والطائرات، ينبغى عليها أن تعلن أمام العالم أنها لن تنكسر ولن تركع ولن تتردد فى مواصلة طريق الاستقلال الوطنى حتى نهايته، بمشيئة الله.
لا تسند ظهرك إلى الحائط وتطمئن بأن كل شىء على ما يرام، ولا تعتقد بأن الانتخابات محسومة أو أن الأوضاع آمنة، وأن مشاركتك أو عدم مشاركتك لن تغير من الأمر شيئا، مشاركتك حتمية، وكلمتك هى التى تحدد مصير هذا البلد ليس فقط خلال السنوات الأربع المقبلة، لكنها ستحدد مصير بلادنا لخمسين عاما أخرى، ينبغى على كل قوى الشر التى تحارب مصر أن تعرف أن كل ما جرى فى 30 يونيو وما بعدها لم يكن عملا فرديا لمؤسسة أو لفرد، يجب على العالم أن يعرف أن الشعب الذى خرج فى هذه المواجهة الكبرى مع تنظيم دولى مسلح كان يدرك الثمن الذى سيدفعه لهذا الموقف التاريخى، وكان على اطلاع بالفاتورة الكبيرة التى تحقق للأمة استقرارها الاقتصادى حتى لا تبقى رهينة للقوى الدولية، أو تحت رحمة من يدفع المعونات ويقدم التبرعات والهبات أو يفاوضنا على أرضنا الغالية فى سيناء، المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة لا تقل أهمية عن المشاركة فى ثورة يونيو، أو فى 3 يوليو أو فى الانتخابات الأولى التى نصبت الرئيس السيسى بأغلبية شعبية كاسحة، نحتاج إلى الجماهير فى الشارع هذه الجولة أيضا، ونحتاج إلى رسالة وطنية تؤكد أن القرار للشعب، وأن الخطة التى سرنا عليها هى للناس، وأن مواجهة الإرهاب ومجابهة الأزمة الاقتصادية وتحمل الأعباء والِمحن الحياتية هى اختيار أمة وليس اختيار فرد أو حكومة أو نظام، الاختيار كان للناس بأن تنتهى معاناة مصر إلى الأبد، والخطة كانت تحت رعاية الجماهير التى لم تشأ لبلادها أن تكون تحت رحمة قوى الشر من جديد.
إذا كانت قوى الشر تلك تسعى لتضليل العالم، وتشويه الثورة، وتعطيل مسيرة مصر، وتنتظر أن تنهش فى أمتنا خلال الانتخابات المقبلة، فإننا نعلن أننا «هنشارك» بروح 30 يونيو، هنشارك لأن هذا قرار الأمة، وهنشارك لأن مستقبل كل أولادنا مرهون بهذه الرسالة الأخيرة والحاسمة.
مصر من وراء القصد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة