حالة من الترقب والقلق عاشها الناشرون المصريون خلال الساعات الماضية، بمعرض عمان الدولى للكتاب فى دورته الثامنة عشر، والتى تشارك فيه مصر، كضيف شرف، وتحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، بسبب أزمة حجز ناشر مصرى.
الناشرون المصريون والذين يتطلعون فى مشاركتهم بالمعرض الدولية الخارجية لتحقيق مكاسب تعوض لهم خسائرهم من ارتفاع أسعار خامات الطباعة، بالإضافة إلى القرصنة وتعرض منشوراتهم للتزوير، جاءت مخيبة للآمال هذه المرة، بعدما فوجئوا بوجود أحد المكتبات الشهيرة بعمان ببيع وتزوير كتبهم بأسعار أقل ممن يبيعون هم به فى جناحاتهم.
الكتب المضبوطة (1)
البداية عندما فوجئ محمد شوقى، مدير دار عصير الكتب للنشر والتوزيع، بشكوى الجمهور، من بيعه كتبا للكاتبين الأردنيين أيمن العتوم وديك الجن، بأسعار مرتفعة عما هى عليها بخارج المعرض، وعندما استفسر الناشر من الجمهور، تعرف على أحد المكتبات الشهيرة بالعاصمة الأردنية عمان تقوم ببيع تلك الأعمال بأسعار مخفضة.
على الفور توجه شوقى، ومعه عدد من الناشرين المصريين من المتضررين، بالتوجه إلى اتحاد الناشرين الأردنيين برئاسة الناشر فتحى البس، لشكوى تلك المكتبة، والذى أكد بدوره أنه ليس منوط له اتخاذ أى إجراء مع هذا الناشر، وعليهم التوجه إلى المكتبة الوطنية (إدارة المصنفات).
الكتب المضبوطة (2)
وتوجه الناشرون إلى المكتبة الوطنية، وبالفعل قامت دائرة المكتبة الوطنية مع عدد من الناشرين، بالتعاون مع الناشرين المصريين، بالتوجه إلى المكتبة وضبط كتب مقرصنة، حيث تمكن مكتب حماية حق المؤلف في دائرة المكتبة الوطنية، وبالتعاون مع قسم الملكية الفكرية في إدارة البحث الجنائي مساء يوم الإثنين 1/10/2018 من ضبط أعداد كبيرة من الكتب المقرصنة لدور النشر المصرية، مخالفة لأحكام المادة (9) من قانون حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة رقم (22) لسنة 1992 وتعديلاته والتى تنص على أنه "يتمتع المؤلف أو من يخلفه بالحقوق المالية الاستئثارية التالية على مصنفه ولا يجوز للغير القيام بأي تصرف مما هو مبين أدناه دون إذن كتابي من المؤلف أو من يخلفه.
إلى هذا كانت الأمور تسير على شكل صحيح كما يتصوره الناشرون، لكن ما حدث كان غير ذلك. وبحسب ما يرويه الناشر الذى تم احتجازه محمد شوقى، مدير دار عصير الكتب، فإن المكتبة الوطنية تأكدت بنفسها من وجود كتب مزورة، وطلبت منه بالاشتراك مع أحد الناشرين بعملية فرز، للتأكد من الكتب المزورة والأصلية، ومن بعدها طلبوا منهم المغادرة، وتعيين محام لمتابعة القضية.
وتابع "شوقى"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن بعدها بيومين وجد اتصالا من الجهة الشرطية المسئولة عن مثل هذه القضايا بعمان، بطلبه للحضور، وعندما ذهب فوجئ بتقديم صاحب المكتبة المزورة بتقديم قضية سرقة، وكاد أن يتم حبسه، لولا تدخل عدد اتحاد الناشرين والسفارة المصرية، وتم إخلاء سبيله بضمان شخص.
فى اليوم التالى تم استدعاؤه لكن الشرطة أثرت على وضعه فى عربية الترحيلات ووضع القيود الحديدية فى يده، وكأنه مجرم وليس صاحب حق، ورغم أنه هو المتضرر، والمكتبة الوطنية الأردنية تأكدت من ذلك، لكنهم أصروا، وكاد الأمر يصل إلى الحبس، لولا تدخل الدبلوماسية المصرية، وإصرارها على انتهاء الأمر بصورة لائقة للناشر المصرى، وفى النهاية تم عرضه على النيابة هناك والتى أقرت فى النهاية ببراءته من تهمة السرقة، على أن تستمر التحقيقات مع الناشر الآخر فى قضية سرقته وتزويره لأعمال ليست ملكه.
الكتب المضبوطة (3)
من جانبنا تواصلنا مع محامى اتحاد الناشرين الأردنيين، والذى أكد بدوره، انتهاء أزمة الناشر المصرى بخصوص اتهامه بالسرقة، مشيرا إلى أن الناشر المتهم بالتزوير، يحصل على كتبه المزورة من مصر، وما زالت قضيته مستمرة.
الكتب المضبوطة (4)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة