أكرم القصاص - علا الشافعي

هل قامت الدولة الإسلامية على المنفعة؟ باحث تونسى: الخلفاء الأوائل اهتموا بالمصلحة العامة.. ونظام الحكم كان تقليدا لإمبراطوريات الفرس والروم وليس الدين.. والمسلمون اهتموا فى فتوحاتهم بالغنائم

الجمعة، 16 نوفمبر 2018 06:00 م
هل قامت الدولة الإسلامية على المنفعة؟ باحث تونسى: الخلفاء الأوائل اهتموا بالمصلحة العامة.. ونظام الحكم كان تقليدا لإمبراطوريات الفرس والروم وليس الدين.. والمسلمون اهتموا فى فتوحاتهم بالغنائم غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الإسلام السياسى مفهوم حديث نسبيا لم يكن معروفا فى القديم على كل حال، ولا بد لفهمه من وضعه فى إطار تاريخى لكى نتبين على المدى الطويل ما هى جذوره وما هى خصائصه وما هو مستقبله كذلك؟، هذا ما يقوله عبد المجيد الشرفى فى كتابه "مرجعيات الإسلام السياسي" والصادر عن دار التنوير، ويتابع أنه سيهتم بدراسة الإسلام السياسى نظرا لأنه أثار فى البلدان التى انتشر فيها معارك وخصومات وترتبت عليه نتائج عديدة عندما وصل إلى الحكم، وخاصة فى تونس ومصر.

 

ويقول الكتاب إنه فى المجتمع الإسلامى الأول كانت القوانين التى سنت فى عهد الخلفاء الأوائل قوانين تستند إلى نوع من البراجماتية والنفعية، ولم تكن فى ذهن المعاصرين بحاجة إلى تبرير دينى فى البداية، وهو أمر بديهى، تقريبا، ولذلك نلاحظ أن فتح العراق، مثلا، ترتب عليه دخول أراض زراعية غنية شاسعة إلى دار الإسلام ورأى الخليفة عمر بن الخطاب ألا يسند هذه الأراضى للغزاة كما هو الشأن بالنسبة إلى ما كان معمولا به فى الفترة النبوية وفى الغزوات أو فى عهد أبى بكر أو حتى فى الغزوات الأولى فى فترة خلافته، حيث كانت هذه الغنائم توزع على الغزاة وعندما ارتأى عمر ألا يوزع هذه الأراضى وأن يتركها للأجيال اللاحقة لم يكن فى ذهنه أن العمل الذى يقوم به هو عمل مطابق أو غير مطابق للإسلام وإنما هو مثل إنشاء الدواوين، ديوان العطاء وديوان الجند، مما تقتضيه المصلحة.

 

ويتابع عبد المجيد الشرفي، مثل هذه القرارات إنما كان الهاجس الأول فيها نفعيا ثم فيما بعد مع ما يسمى بمأسسة الدين الإسلامى شيئا فشيئا أصبحت هذه القرارات الأولى التى لم تكن لها صبغة دينية واضحة فى حاجة فى نظر المسلمين إلى تبرير ديني، ومن هنا نشأت ما تسمى بدولة الإسلام.

 

ويرى الكتاب أن دولة الإسلام لم تنشأ فى الحقيقة فى عهد الرسول، وإنما نشأت بصفة تدريجية فى عهد أبى بكر وبالخصوص فى عهد عمر بن الخطاب، والذين أسسوها إنما أسسوها على غرار ما كان موجودا فى القديم كذلك، على غرار الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية، أى أنها لم تكن دولة بالمفهوم الحديث، بل دولة على نحو النظام الإمبراطوري، وهذه الدولة الإسلامية كان الدافع إلى توسعها لدى رعاياها دافعا دينيا من ناحية ولكنه أيضا دافع الغنيمة التى يجنيها الداخلون فى كنف هذه الدولة، وفى ظلها والذين شاركوا فى الفتوحات، أن الذين استقروا فى ما كان يسمى بالامصار الإسلامية كانوا بنسبة هامة من المتحمسين لنشر الدين، ولكن كان الأكثر من بينهم هم الذين ينتظرون مكافأة دنيوية بحتة هى الغنائم التى تدرها الفتوحات، نشأت الدولة الدينية إذن بفضل الإسلام ولكنها لم تكن بالضرورة مما يقتضيه الدين الإسلامي.

 

إن ما اقتضى هذه الدولة الدينية هو مأسسة الدين لا الدين فى حد ذاته، ويمكن أن نستدل على ذلك بمثال بسيط عندما انتشر الإسلام ففى البداية وأنشأ الدولة المركزية الأولى فى التاريخ العربى والإسلامى انتشرت تلك الدول بفض الفتوحات العسكرية لكن بعد سبعة أو ثمانية قرون عندما استقرت رقعة البلاد الإسلامية نسبيا انتشر الإسلام فى مناطق لم تكن تعرف هذا الدين بتاتا وبالخصوص فى آسيا، حيث نجد اليوم أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان وهى إندونيسيا لم تفتح بالسيف، ولم ينتشر فيها الاسلام بفضل الفتوحات وإنما انتشر بفضل التجار والمتصوفة وهى طريقة لا علاقة لها بالدولة الإسلامية.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة