أجابت دراسة حديثة صادرة عن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، عن سؤال، هل تتغير قواعد الاشتباك فى الصراع السورى؟ وتوصلت إلى أن هذه القواعد تغيرت بالفعل فى غضون الأسابيع القليلة الماضية.
ورأت الدراسة أن الدوافع التى دعت إسرائيل لتوجيه ضربات جوية لمواقع متعددة على الساحة السورية، فى 10 فبراير 2018، لم تتراجع عقب إسقاط دفاعات جوية فى سوريا لمقاتلة "F-16" إسرائيلية اخترقت الأجواء فى اليوم التالى لإعلان تل أبيب إسقاط طائرة من دون طيار إيرانية فى مجالها الجوى.
وأوضحت الدراسة أنه بالاعتماد على التصريحات الرسمية والتقديرات العسكرية الإسرائيلية، فإن المواجهة المقبلة باتت مجرد "مسألة وقت"، وبالرغم من أن المواقف الرسمية الإسرائيلية تؤكد عدم تغير قواعد الاشتباك، إلا أن مستويات رسمية أخرى أشارت إلى أن حدود الاشتباك ترسمها أربعة "خطوط حمراء".
وفى المقابل، فإن استثمار المحور الثلاثى الذى تقوده إيران، ويضم النظام السورى وحزب لله، للحادث باعتبار أنه أدى إلى إنهاء التفوق الجوى الإسرائيلى، رغم تداعياته المكلفة على البنى العسكرية داخل سوريا، يعنى أن الجولة الماضية كانت مجرد اختبار لحدود القوة وردود الفعل بين هذه الأطراف.
ولفتت الدراسة إلى أن المواقع الإيرانية التى تم استهدافها كانت متحركة، بما يزيد من احتمال اتجاه طهران لرفع مستوى قدراتها مرة أخرى، تحسبًا لأى تصعيد جديد خلال الفترة المقبلة.
وخلصت الدراسة إلى أن قواعد الاشتباك بين إسرائيل والمحور الثلاثى فى سوريا قد تغيرت، ومع ذلك فإن نقطة انطلاق المواجهة مجددًا سترتبط بهوية الطرف الذى سيبدأ باختراق القواعد المحددة، ومدى اقترابه من "الخطوط الحمراء" التى حددها كل طرف خلال المرحلة الماضية، وهو ما يمثل متغيرًا سوف يكون له دور بارز فى تحديد المسارات المحتملة لانخراط تلك الأطراف فى الصراع السورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة