تعد القضية السورية، أحد أكثر القضايا وجعًا وإيلامًا، فخلال سنوات قليلة تحولت بلاد الشام الخضراء، ساحة للمعارك والحروب والنيران، وتحول الأخضر رمز الحياة، للون الأسود الكئيب وآثار الدمار تملأ الأرجاء كافة.
المعارك فى سوريا، قضت على معالم الحياة فى أرض الشام، وخلفت ورائها الآلاف من القتلى، وملايين من اللاجئين، الأزمة الأكبر والتى يقف أمامها العالم عاجز، غير قادر على حلها، وهو ما أدى لتفاقمها، فأصبحت قضية اللاجئين السوريين، هى الشغل الشاغل لدول العالم والأمم المتحدة لإيجاد سبل لدعم الهاربين من نيران الحرب.
فنانون يمتلكون مواهب غنائية ورسم وغيرها قرروا يدعمون القضية السورية بطريقتهم المختلفة، واستغلال الموهبة التى منحهم الله إياهم، لتعضيد وإلقاء الضوء على المعاناة والمآسى التى يلاقيها اللاجئين فى طريقهم للبحث عن مكان آمن والهرب من نيران الحرب فى الأراضى السورية.
أنامل نحات سورى تنفخ حياة فى حجارة "جبل صافون"
نزار على بدر، نحات سورى، تأثر بشدة بما آلم ببلاده، حزن مما أصاب بلده الحبيب من ويلات الحروب، وتحولها لساحة معركة عسكرية، فعبر عن الأزمة السورية على طريقته الخاصة، واستخدام الحجارة فى إيصال مدى الألم والمعاناة التى تعرض لها أهالى بلاد الشام.
الموت يلاحق السوريين
الأزمة السورية في الحجارة
الحجارة تحكى معاناة السوريين
اللوحات التى رسمها بحجارته، سردت المعاناة التى يعانيها السوريين، والتى عجزت كل الأقلام والكلمات أن تحتويها، ورصدت رحلة عائلات فى محاولات العثور على مكان آمن لهم ولأطفالهم، والأهوال التى يلاقونها فى رحلتهم تلك، وتعرضهم للغرق والموت بردًا فى بعض الحالات، والوجع يكمن فى تلك القصص التى لم يكتب لأصحابها النجاح والوصول الأمن للمكان الذى استهدفونه.
سوريا
طفولة مفقودة وسط نيران الحرب
غرق سوريون في محاولة منهم للهرب
معاناة السوريون
هروب عائلات سورية
الفنان السورى نفخ حياة في الحجارة، لتكون خير شاهد على المآسى التي يلقاها السوريون بصورة يومية، وتتحول حجارة "جبل صافون" السورى، لمؤرخ عن الألم الذى عصف بقلب بلاد الشام.
"اللاجئون" ..وطن مفقود ومستقبل مجهول
"لوحات زيتية" تعج بالحياة والألم ايضًا كانت طريقة الطالبة العمانية "إيمان الخاطرى" فى نقل المعاناة التى يعانيها اللاجئون السوريون، بعد تركهم منازلهم وبلادهم، للعثور على مكان آمن.
لوحات زيتية ترصد معاناة اللاجئين
اللوحات التى هى عبارة عن مشروع تخرج للطالبة فى جامعة السلطان قابوس، لفتت الأنظار إليها بقوة، بسبب قوة الرسالة التى اوصلتها اللوحات، والتساؤلات عن مصيرهم، إذ أبرزت اللوحات، حجم الصراع والألم الذى يعصف بأب عاجز عن حماية ذويه، وأم يعتصرها الألم بسبب معاناة أطفالها وعجزها عن إنقاذهم، رسالة عن الإنسانية التى فُقدت مع ضياع طفولة وبراءة الصغار من اللاجئين، وتسرد الصور الحيرة فى الاختيار بين وطن مفقود خلفهم ومستقبل مجهول وغامض أمامهم، وسط انهيار قيم الإنسانية التى تبخرت مع أدخنة المعارك العسكرية التى ملأت سماء بلاد الشام.
اللاجئون
"إيلان" أغنية تحمل اسم الطفل الكردى لتخليد قصته
لعل قصة الطفل الكردى إيلان، والذى كان يبلغ من العمر 3 سنوات، ووجد غارقًا، على أحد الشواطئ التركية بعد إنقلاب القارب الذى كان يقل أسرته إلى جزيرة كوس اليونانية، فى محاولة للعثور على حياة أفضل بعيدًا عن نيران الحروب، أحد أبرز المآسى منذ بدء الحرب السورية وحتى يومنا هذا.
صورة الطفل المسجى على الرمال، كان لها أبلغ الأثر فى إثارة قضية اللاجئين، وهو ما دفع الفنانة اللبنانية هبه الطوجى، من غناء أغنية تحمل "اسمه" إهداءً لروحه الطاهرة، وبدأت كلماتها بـ"أنا إيلان وأنا تعبان، طفل نازح سورى كأنى مش إنسان".
الأغنية تحكى قصة الطفل الهارب من نيران الحرب، وحتى العثور عليه مسجى على الرمال، وروحه فارقت جسده، فقالت: "بالمراكب ضعنا بْنص البحر تِهنا، على الشط ما وصلنا والبحر غرّقنا، أنا مش ايلان أنا مش ايلان، أنا كل الولاد اللى تهجّرو من بلاد، أنا طفل عربى طفل ع الشط غرقان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة