وسط كل تفاصيل المعركة ضد الإرهاب، وكل المناقشات التى أدارها الرئيس السيسى مع قادة الجيوش والمناطق والأفرع خلال افتتاحه مقر قيادة قوات مكافحة الإرهاب فى قلب سيناء، والمتابعة الدقيقة لعمل أبطال القوات المسلحة فى الميدان، كرر الرئيس مجموعة من الكلمات والتوصيات والإشارات الصريحة حول أوضاع أهالى سيناء، بين كل عرض والآخر، وبين كل شرح من قيادة عسكرية والقيادة التى تليها فى عرض الأوضاع العسكرية والأمنية فى كل المناطق، كان الرئيس يسأل «والأهالى عاملين إيه؟»، «واخدين بالكم من الناس؟»، «شوفوا الأهالى لو سمحتوا لو عاوزين حاجة».
أحد قيادات القوات البارزين فى هذه الملحمة البطولية قال للرئيس: «إحنا نقدر يافندم نخلص الموضوع كله فى تلات ساعات، بس حضرتك عارف أوضاع الناس والمدنيين وأهلنا فى سينا، وحضرتك موصى فى الموضوع ده جامد، وتحركاتنا كلها عينها على ملف الناس»، فشدد الرئيس مرة أخرى: «طبعا، أهل سيناء طبعا، خدوا بالكم من الأهالى».. هذا الإصرار على تخفيف أى أعباء على أهل سيناء خلال العمليات الحربية ضد الإرهاب هو ما دعا إلى تقديم مجموعة بارزة من وزراء الحكومة المعنيين بالخدمات اليومية للناس، عرضا تفصيليا عن جهود الدولة فى توفير السلع والخدمات بالكامل وبوفر كبير لجميع أبناء شمال سيناء.
كان القائد الأعلى ورجال القوات المسلحة، يضعون أعينهم على تصفية الإرهاب وتطهير سيناء بالكامل، فى نفس الوقت الذى يضعون فيه أعينهم على مصالح أهالى سيناء وعلى حياتهم اليومية، وكانت كل ترتيبات المعركة تضع فى الاعتبار ليس عدد الأسلحة والعتاد وخطط الضربات اليومية على البنية التحتية للإرهاب، بل تضع فى أولويات المواجهة أوضاع المستشفيات وخدمات الكهرباء والتموين والأدوية وتوافر الخبز وأنابيب البوتاجاز وكل صور الحياة اليومية للمواطنين فى شمال سيناء.
والحقيقة أننا استمعنا إلى شروح تفصيلية من السادة الوزراء الذين يشاركون أيضا فى هذه المعركة ميدانيا على أرض سيناء، استمعنا إلى السيد الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، وإلى السيد الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، وإلى السيد الدكتور على المصيلحى، وزير التموين، والسيدة الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن، والسيد اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية، وكل ما قدمه الوزراء يؤكد أن الدولة حاضرة بقوة فى سيناء، ليس بالحرب على الإرهاب وتطهير الأرض من التكفيريين فقط، ولكن حاضرة بالخدمات والتنمية التى لم تنقطع يوما عن أهل سيناء.
هذه الحرب أصلا من أجل الناس، هذه الحرب من الأساس لتحقيق أمن هذا الشعب ومن بينه أهلنا فى شمال سيناء، فالحرب هى حربهم وليست حربا عليهم، الحرب هم جيشها وقواتها وليس فقط رجال القوات المسلحة المصرية، ويعرف كل من يتابع تفاصيل المعارك كيف يتعاون أبناء شمال سيناء مع القوات المسلحة للكشف عن الإرهابيين وعن مخازن الأسلحة والتحصينات والمخابئ التى أعدتها القوة التكفيرية لضرب الأمن القومى لهذا البلد.
أهالى سيناء يعرفون الحقيقة أكثر مما تعرفها «هيومان رايتس ووتش» وغيرها من منصات التحريض، وأهالى سيناء يعرفون أن الشعب المصرى بكامله يقدم تضحيات غالية من أجل أن تبقى راية هذا البلد مرفوعة إلى الأبد، وتبقى وحدة هذا البلد مصونة إلى الأبد، رجال الجيش والشرطة يقدمون مئات الشهداء، وجميع سكان مصر من حلايب وشلاتين وحتى أقصى الشمال المصرى يقدمون الشهداء، ويبذلون تضحيات كبيرة من حياتهم، وأمنهم، ومعاشهم، من أجل أن تبقى مصر عصية على السقوط وعلى التقسيم وعلى الصفقات المشبوهة التى تديرها قوى الشر فى الخفاء، وأهل سيناء هم جزء من نسيج هذا الشعب، جزء من تضحياته التاريخية.
أقول ذلك رغم أننى سمعت ورأيت كيف تعمل كل أجهزة الدولة على رعاية أبناء شمال سيناء، أقول ذلك، رغم أننا رأينا بأعيننا كيف تعمل كل الأجهزة والمؤسسات على تخفيف أى آثار جانبية للعمليات القتالية ضد الإرهاب، أذكر نفسى وإياكم بالتضحيات الوطنية العامة، رغم أن مصر كلها تتمنى أن تنتهى هذه المواجهات قريبا، وتصلى لكل عائلات شمال سيناء ألا ينالهم أى سوء.
مصر تحارب حربا حقيقية، مصر تحارب لأن شعبها وجيشها لن يركع أمام خطط التقسيم والفوضى، مصر تحارب وتضحى فى سبيل أمنها الشامل، مصر تحارب نيابة عن العالم أجمع، ولن نسمع للأصوات الوقحة التى تنكر على الشعب تضحياته، ولن نسمع للأصوات الوقحة التى تتعمد التضليل وتنكر الواقع على أرض سيناء، لن نسمع لهؤلاء الذين يهبون اليوم لإنقاذ الإرهابيين على حساب الدولة الوطنية، وحماية فلول الإرهاب من سيطرة جنودنا على ربوع الشمال.
الحرب مستمرة بإذن لله حتى نهاية الإرهاب فى أرضنا.
وتبقى مصر من وراء القصد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة