شهدت مستشفى التأمين الصحى ببنها واقعة مؤسفة راح ضحيتها موظف بسيط أفنى عمره فى العمل بإحدى الإدارات الصحية بمدينة بنها، وعندما جاءه المرض توجه إلى مستشفى التأمين الصحى ببنها لإسعافه، ولكنه وجد فيها الإهمال والتقصير الذى تسبب فى وفاته بلا رحمة.
ويقول نجل المريض رشاد محمد صبحى، لـ"اليوم السابع"، إن إدارة المستشفى تعنتت فى تقديم الخدمة الطبية السليمة لوالدى، حيث إنه كان مصابا بالسرطان فى الرئة الشمال، وكان يتردد على المستشفى للحصول على العلاج، وبناء على حالته الطبية تم حجزه داخل المستشفى لتلقى العلاج اللازم.
وأوضح "رشاد"، أن بداية التردد على المستشفى عند تدهور حالة والده الصحية، ومطالبة الأطباء بسرعة إحضار وتوفير أكياس دم لإسعاف والده، مضيفا أنه تم توفير أكياس الدم المطلوبة، ثم بدأت الحالة الصحية تتدهور فى غياب تام للأطباء وأطقم التمريض داخل المستشفى، وانتظرنا ساعات طويلة لحضور الاطباء ولكن لا حياة لمن تنادى.
وتابع: بعد ساعات من البحث عن الطبيب المسئول عن الحالة اكتشفنا أنه طبيب امتياز لا يمتلك أى خبرات تؤهله لمعالجة، وتشخيص حالة المريض والأدهى من ذلك فوجئنا بان الطبيب كان نائما ولم يهتم بالحالة التى هى من مسئوليته والتى سيحاسب عليها أمام الله.
وأوضح أنه عقب لقائنا بالطبيب طلب منا عناية مركزة لأن حالة المريض تستوجب ذلك، وأخبرنا بعدم توافر سرير عناية مركزة بالمستشفى رغم أن المستشفى جديدة ولم يمض على افتتاحها سوى أسبوعين.
وتابع قائلا: طلبنا من الطبيب المعالج تقرير طبى بحالة والدى لكى نستطيع توفير سرير عناية مركزة بأحد المستشفيات الأخرى، ولكنه رفض فتركته وخرجت لأبحث عن سرير عناية مركزة فى منتصف الليل وتجميع فلوس ثمن ذلك ليتم دفعها فى لمستشفى خاص لإنقاذ والدى، وعند عودتى للمستشفى مرة أخرى وجدت أن إدارة المستشفى وضعت والدى داخل سيارة إسعاف بحجة أن الحالة متأخرة وتحتاج إلى عناية مركزة.
وأضاف نجل المتوفى: شاهدت والدى يصارع الموت داخل سيارة الإسعاف حيث تركوه فى الهواء البارد يرتعش جسمه النحيف، وهو مريض لا حول به ولا قوة، وعندما شاهدت ذلك كان كل همى إنقاذ والدي، وطالبت من الطبيب تقرير طبى بحالته، ولكنه رفض وبعد مناوشات معه قمت باستدعاء النجدة وفور ذلك أغلقت إدارة المستشفى أبوابها بالجنازير، ورفضت خروج والدى وظل متروك داخل سيارة الإسعاف وبعد محاولات منهم لمحاولة اخراج والدى، وفور وصول رجال النجدة تم إقناعهم بخروج المريض بشرط إعطاء التقرير لنا، ولكن يكون هذا التقرير عبارة عن ورقة لا يوجد عليها أى ختم من المستشفى أو اى دليل يثبت أن تلك الورقة صادرة من مستشفى التأمين الصحي، وبالفعل أخذتها ونقلت والدى إلى أحد المستشفيات الخاصة وبعد ساعات قليلة توفى والدى.
وطالب نجل المتوفى تحقيق العدالة واتخاذ إجراءات حاسمة وعاجلة ضد إدارة المستشفى التى قامت بالتشهير بوالده، عن طريق إصدار بيان مغلوط لتبرئة أنفسهم بالباطل، كما أطالب بالتحقيق مع الأطباء لإهمالهم والتقصير فى حق والدى المريض حتى يكونوا عبره لغيرهم ولا يتكرر ذلك مع المرضى.
ومن جانبه أكد الدكتور جمال حجاج مدير فرع التأمين الصحى فى القليوبية، أن المريض "المتوفى" داخل مستشفى التأمين الصحى ببنها يدعى محمد صبحى رشاد 69 عاما من قرية طحلة، مشيرا أنه حضر الى قسم الاستقبال، وهو يعانى من ضعف عام وأنيميا حادة بسبب إصابته بالسرطان المنتشر بالجسم، وتم الكشف عليه بواسطة طبيب الطوارئ الذى قام بدوره باستدعاء أخصائى الباطنه المختص وبفحصه اتضح أن المريض يتردد على المستشفى لأخذ جلسات العلاج الكيماوى، وتم نقل دم للمريض.
وأضاف حجاج، أنه تم استدعاء الطبيب النوبتجى واتضح حدوث تطور فى حالته، ويستدعى دخوله قسم العناية المركزة، ونظرا لعدم وجود أسرة خالية بقسم العناية أو قسم الإنعاش بالاستقبال، تم التنسيق مع مستشفى بنها التعليمى القريبة من التأمين الصحى لتوفير سرير بها ونقل المريض إليها، موضحا أن اسرة المريض قاموا بالتعدى على الأطباء والتمريض المعالجين للحالة وانهالوا عليهم بالسباب والشتائم.
وأوضح أن إدارة المستشفى وفرت سيارة إسعاف لنقل المريض إلى مستشفى بنها التعليمى، ولكن أسرته أجبرت قائد سيارة الإسعاف على التوجه لأحد المستشفيات الخاصة بحجة عدم ثقتهم فى أطباء مستشفى بنها التعليمى التابعة لوزارة الصحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة