كاتبة أرجنتينية: اليهود يشكلون أزمة للكاتب العربى المقيم لدينا.. كلاوديا بينيرو: لنقرأ الأدب المصرى نذهب إلى إسبانيا.. وشعرت أننى عمياء فى شوارع القاهرة.. وهذه تفاصيل طرائف ماركيز.. ولأول مرة أزور معرض مصر

الأربعاء، 07 فبراير 2018 08:44 م
كاتبة أرجنتينية: اليهود يشكلون أزمة للكاتب العربى المقيم لدينا.. كلاوديا بينيرو: لنقرأ الأدب المصرى نذهب إلى إسبانيا.. وشعرت أننى عمياء فى شوارع القاهرة.. وهذه تفاصيل طرائف ماركيز.. ولأول مرة أزور معرض مصر الكاتبة الأرجنتينية كلاوديا بينيرو
حاورها بلال رمضان - تصوير محمد فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كلاوديا بينيرو، كاتبة أرجنتينية، زارت معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ49، بعد أن أصدرت دار العربى للنشر، الترجمة العربية لرواية "أرامل الخميس" و"كلى لك" لها مؤخرًا، وقامت بمناقشتها ضمن فعاليات المعرض.

تعرف كلاوديا بينيرو بأن أعمالها هى الأكثر مبيعًا دومًا، كما أن السينما دائمًا ما تنتظر أى رواية جديدة لها لتقوم بتحويلها على الفور إلى فيلم سينمائي، فقد سبق وأن تم تحويل أربع روايات لها إلى أفلام.

"اليوم السابع" التقى الكاتبة الأرجنتينية كلادويا بينيرو، وكان هذا الحوار.. 

WhatsApp-Image-2018-02-06-at-13.09.07
 

 

فى البداية.. هل هذه هى أول مرة تزورين فيها مصر؟
 

بالفعل هذه أول مرة أزور معرض القاهرة الدولى للكتاب، وأول مرة أزور مصر، وأول مرة في أفريقيا، وهو شعور غريب ومشوق، خاصة أنه لا يمكننى قراءة لوحات الإعلانات فى الشوارع إلا إذا كانت مترجمة، فشعرت وكأننى عمياء.

 

وما  مخاوفك من ترجمة رواياتك إلى اللغة العربية؟  
 

هى فى الأساس تعتمد على المترجم، فإذا كان جيدًا فى عمله فهو أمر يدعو للسعادة، ولكن المخاوف الحقيقية تأتى من رؤية قراءة الروايات فى سياق ثقافى آخر مختلف عن التى كتبته عنه وفيه، وهو ما يجعلنى أشعر بالتوجس حيال رد فعل القارئ الجديد، فهى مكتوبة بشكل موجه إلى القارئ الأرجنتينى.

 

ولكن ألا ترى أن السياق الدرامى للروايات التى ترجمت للعربية شديدة القرب من المجتمع المصرى؟
 

من المؤكد أن هذا التقارب يسعدنى وأتمنى أن أكون على اطلاع بانطباعات القارئ العربى بعد قراءة الروايات المترجمة.

 

هل أنت مهتمة بإبراز الأوضاع الاقتصادية فى الأرجنتين من خلال روايتك؟
 

فى رواية "أرامل الخميس" تتعرض الرواية لجزء يتعلق بالوضع الاقتصادى فى سياق أحداث الرواية، فالأثرياء الذين تتعرض لهم الرواية، ترصد حالتهم من الشعور بالثراء وعدم الاكتراث للمستقبل، وكيف كانت حياتهم زهيدة يصرفون أموالهم ولا يفكرون فى الغد، حتى سقطت كذبة الأغنياء، فاكتشفوا أنهم فقراء، ولكن هذا التناول للأوضاع الاقتصادية ليس هو المحور الرئيسي أو الهدف من الرواية التى تسعى لتشريح المجتمع فى المقام الأول، وحالة الذعر التى شعر بها الناس بعد زوال هذه الكذبة.

WhatsApp-Image-2018-02-06-at-13.09.06
 

 

فى رواياتك تتجلى الجريمة كعامل لتشريح المجتمع.. فهل ترين نفسك كاتبة أدب بوليسي؟
 

حينما أبدأ كتابة رواية، لا يكون فى ذهنى إطلاقًا الاعتماد على الجريمة، فكل ما أفكر فيه، هو حكاية قصة أو واقعة معينة، وأثناء ذلك تظهر شخصية تقوم بجريمة ما، ولهذا فلا أعتقد أننى كاتبة أدب بوليسى، ففى الحقيقة أنا لدى اهتمام كبير بفكرة الموت، موت الإنسان سواءً كان طبيعيًا أو جريمة، من خلال الجريمة يمكننى العمل على تشريح المجتمع.

 

ما  أنواع الجريمة التى تجذب القارئ الأرجنتينى فى الأدب وتجعله حريصًا على قراءة الرواية مثلاً؟
 

نوعية الجرائم التى تحدث فى الأرجنتين مختلفة تمامًا عن نوعية الجرائم نفسها التى قد تحدث فى بلد آخر، فإذا ما قام شخص ما بإطلاق النار على حشد من الناس أو الأطفال فى مدرسة أو تجمع تجارى مثلا، فقد يعامل على أنه مريض نفسي، وينظر إليه الأرجنتين على أنه أمر طبيعى، أما الجرائم التى تثير طبيعة مجتمع الأرجنتين فهى جريمة القتل بسبب الحب، أو الأوضاع الاقتصادية للفرد، وجرائم خطف الأطفال، هذه الأنواع قريبة جدًا من القارئ الأرجنتينى، ولهذا فأنا أعتمد على هذه الأنواع الثلاثة لجذب القارئ لتشريح المجتمع.

 

بما أننا نحتفل بترجمة رواياتك.. ما  أبزر الأسماء الأدبية المصرية أو العربية التى يقرأها لها المواطن الأرجنتينى؟
 

فى الحقيقة يؤسفنى القول إننى لم أقرأ عملاً أدبيًا مصريًا أو عربيًا، وهذا خارج عن إرادتى، وعن إرادة أى مواطن أرجنتينى، لأن الأمر يتعلق بالترجمة، فوصول الأعمال المترجمة لدينا فى الأرجنتين أمر صعب، بسبب عامل المسافة، ولكى تحصل على كتاب مترجم فعليك أن تذهب إلى إسبانيا لتقوم بشراء ما تريد، لأن دور النشر التى تقوم بترجمة الأعمال الأدبية المصرية أو العربية موجودة فى إسبانيا، وما يعنى أننا نعانى من أجل الإطلاع على آدابكم، ومن النادر جدًا أن تجد كتابًا لأى أديب مصرى مترجم فى الأرجنتين، ولكن هذا لا يعنى أن الأرجنتين أو أمريكا اللاتينية لا تهتم بالأدب العربى، ولكن كما قلت الصعوبة فى وجود الأعمال المترجمة.

WhatsApp-Image-2018-02-06-at-13.09.05
 

 

قلت إن هناك اهتمامًا بالأدب العربى فى الأرجنتين وأمريكا اللاتينية.. فكيف ترينه؟
 

أنا مثلا على تواصل مع كاتبتين من أصل عربى، الأولى تكتب وتمكث فى شيلى، والثانية فى الأرجنتين، والتى تمكث فى شيلى لديها كتاب بعنوان "أن تكون عربيًا فى أمريكا اللاتينية" وهذا نوع من أنواع الاهتمام الذى يبحث عنه القارئ، أما الكاتبة الثانية فتكتب عن فكرة أن تكون امرأة عربية فى أمريكا اللاتينية، ولكن هناك ثمة أزمة، وهى أن نسبة اليهود تفوق نسبة العرب، وهو ما يشكل نوعًا من أنواع الحساسية والحذر، لأن النسبة الأكبر من السكان يهود، وبالتالى يجد الكاتب نفسه أمام صعوبة فى النشر، والتعرض لفقدان نسبة من القراء، ولهذا نجد الكاتب العربى المقيم فى الأرجنتين يكتب بحساسية شديدة، على العكس فى شيلى، فالعرب واليهود هناك متساوية، فالكاتب العربى هناك لا يهتم بهذه المعضلة.

 

نعود إلى رواياتك.. هل ستصدر لك ترجمة عربية جديدة؟
 

نعم، هناك رواية تم تحويلها إلى فيلم سينمائى، وتم التعاقد على ترجمتها، وسوف تصدر خلال الأيام المقبلة، وفيها أتناول الهوس بالسوق العقارى، وكيف أصبح الهوس بالمكسب السريع أحد مسببات المشكلات الاجتماعية، وهو ما يتجلى من خلال شخصيات الرواية.

 

تحويل رواياتك إلى أفلام سينمائية.. كيف ترين أثر هذه التجربة على انتشارك؟
 

لدى أربع روايات تم تحويلها إلى أفلام سينمائية، من بينها "أرامل الخميس"، و"كلى لك"، وبالفعل تم التعاقد مع دار العربى للنشر، لترجمتهما، وصدرتا بالفعل، أما عن تأثير ذلك، فمن المؤكد أنه يعمل على انتشار الرواية، ولكن ما لمسته خلال ذلك، هو أن السينما تشبه إعادة الروح للرواية، فحينما كتبت الرواية، وصدرت، ودارت حولها المناقشات، وقمت بالعمل على رواية جديدة، تأتى السينما بعد عشر سنوات مثلا، وتعيد الروح للرواية، وتذكرنى بما عشته أثناء كتابتها، ومن هنا فأنا لدى حيوات كثيرة أعيشها مع كل رواية.

وهل لديك أى رواية جديدة تعملين على كتابتها الآن؟
 

لدى مشروعان، الأول هو إعادة كتابة مجموعة من القصص القصيرة التى سبق وأن نشرته فى الصحف الأرجنتينية، وتأتى إعادة الكتابة من منطلق رفضى لتجميع الكتابات التى سبق وأن نشرت فى الصحف، وجمعها فى كتاب واحد، وتقديمها للقارئ، ولهذا فأنا أقوم بجمع القصص وإعادة كتابتها، وخلق رابط بينهم، أما المشروع الثانى، فيتعلق برواية جديدة، حيث أعيش مرحلة اختمار الفكرة الآن، وتتبع مراحلها، ثم العمل على كتابتها.

يقال إن هناك واقعة طريفة للكاتب جابريل جارسيا ماركيز تتعلق بالأرجنتين فى بداية مشواره الأدبى.. فهل لنا أن نعرفها؟
 

المعروف أن جابريل جارسيا ماركيز من كولومبيا، وله حكاية طريفة بالفعل تتعلق بالأرجنتين، وهى أنه فى بداية مشواره الأدبى حينما أراد أن ينشر روايته "مائة عام من العزلة" لم يكن لديه أية أموال ليتمكن من نشرها، حيث كان فقيرًا آنذاك، وتتعلق الحكاية بأن أول ظهور لروايته كان في الأرجنتين، حيث أن ناشرها أرجنتينى، والطريف فى الأمر، أنه حينما أراد أن يرسل الرواية للناشر، ذهب لمكتب البريد، وطبقا لما هو معروف كان يتم وزن حجم الأوراق المراد إرسالها، وبناء على ذلك يتم تحديد تكلفة الإرسال، إلا أن ماركيز آنذاك لم يكن يملك من المال إلا ما يسمح له بإرسال نصف كمية أوراق الرواية، وبعدما أرسلها، حدثه الناشر، وأبلغه بأنه معجب بالرواية، ولكنه فوجئ بأن ماركيز أرسل له النصف الثانى من الرواية، فطالبه بإرسال النصف الأول، وهى حكاية طريفة معروفة لدينا بالفعل.

إضاءة

ولدت الكاتبة كلاوديا بينيرو، فى بوينوس آيرس، الأرجنتين، عام 1960. تخرجت فى كلية التجارة عام 1983 لتبدأ حياتها العملية محاسب لمدة 10 سنوات. ثم تغير مسار حياتها فاتجهت إلى الصحافة، وعملت صحفية لسنوات طويلة حتى فازت عام 1992 بجائزة بيلياد الصحفية. ثم اتجهت مؤخرًا للكتابة الأدبية والفنية، حيث ألفت العديد من الروايات والمسرحيات، وكتبت السيناريو للتليفزيون، وكانت رواية "لص بيننا" أول عمل إبداعى صدر لها عام 2004، وفى العام نفسه كتبت مسرحية "الكثير فى الثلاجة".

حصدت بعض أعمالها على جوائز أدبية كبيرة، مثل جائزة كلارين الأدبية عن رواياتها الأكثر مبيعا "آرامل الخميس"، والتى تم تحويلها إلى فيلم يحمل نفس الاسم عام 2009، كما نالت الجائزة الأدبية الألمانية عن رواية "إلينا تعرف"، وجائزة سور خوانا إنيس دو لاكروز عن رواية "شقوق جارار، ووصلت روايتها "كلى لك" التى نشرت فى بوينوس عام 2006 إلى التصنيفات النهائية لجائزة بلانيتا، وحققت أعلى المبيعات فى الأرجنتين، إسبانيا، ألمانيا، وتحولت إلى فيلم سينمائى عام 2015، وكان بعنوان "tuya".

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة