نشرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية تقريرا يفيد بأن شركة أمن إلكترونية روسية يشتبه فى صلتها بالكرملين كشفت عن برنامج أمريكى مضاد للإرهاب يستهدف المتطرفين.
وحذرت شركة كاسبرسكي لاب ، وهي شركة برمجيات لمكافحة الفيروسات- منعت برامجها مؤخرًا من أجهزة الكمبيوتر الحكومية في الولايات المتحدة - المستخدمين من شفرات تسمى "Slingshot" قادرة على اختراق أجهزة التوجيه "الراوتر" للتجسس على نشاط الإنترنت.
وحذرت من أن البرمجيات الخبيثة تم اكتشافها في أفغانستان والعراق وكينيا والسودان والصومال وتركيا واليمن وحثت المستهلكين على استخدام منتجاتها لفحص الفيروس وإزالته. ولكن يبدو أن Slingshot في الواقع جزء من برنامج يديره برنامج توظيف عسكري أمريكي لمراقبة التكفيريين الذين يستخدمون مقاهي الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضحت "ذا تايمز" أن كشف شركة كاسبرسكي الروسية عن أن البرمجيات الخبيثة كانت مبادرة دفاعية أمريكية، من المحتمل أن يثير الشكوك بشأن تعمدها الإفصاح عن هذا البرنامج الدفاعى، ولكن حينها سيكون الدافع غير واضح حيث أن روسيا تتعرض لهجمات من قبل المتشددين.
وقال جيك ويليامز ، الباحث في شركة Rendition Infosec ، وهي شركة أمريكية للأمن السيبراني: "سأفاجأ إذا لم يتم تقييم كاسبرسكي والمخابرات الروسية بأن مجموعة Slingshot تابعة للولايات المتحدة. لا أعتقد أننا نستطيع أن نثبت أن التقرير قد تم إصداره لأغراض مكافحة التجسس ، ولكن إذا عرفت الاستخبارات الروسية أو قيمت بأن Slingshot تابع لأمريكا، فإن الكشف عنها من خلال طرف ثالث هو بالتأكيد طريقة عمل روسية".
ومنعت وزارة الأمن الوطني الوكالات الفيدرالية من استخدام شركة "كاسبرسكي لاب" في سبتمبر ، وقالت إنها "قلقة بشأن العلاقات بين بعض المسئولين في كاسبرسكي والمخابرات الروسية وغيرها من الوكالات الحكومية". ووقع الرئيس ترامب على القانون في ديسمبر ، رغم أن الشركة تحاربه في المحكمة.
وقال موقع "سيبرسكووب" الأمنى إن Slingshot تعمل منذ ست سنوات وتستهدف أجهزة الكمبيوتر في مقاهي الإنترنت التي يعتقد أن داعش وأعضاء القاعدة يستخدمونها لإرسال الرسائل وتلقيها.
ويتشابه هذا الرمز مع البرمجيات التي وضعتها وكالة الأمن القومي (NSA) وكشفت في مذكرات تسربت من قبل إدوارد سنودن ، الذي كشف عن برنامج حكومي سيبرانى ضخم للحكومة في عام 2013.
ويعتقد أن البرنامج يخضع لقيادة لجنة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC) فى البنتاجون، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكل من وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي.
ونقل موقع " سيبرسكووب " عن مصادره الاستخبارية إن الكشف عن برنامج Slingshot "قد يعرقل إمكانية الولايات المتحدة للوصول إلى برنامج مراقبة قيم مستمر منذ فترة بل ويعرض حياة الجنود للخطر".
وأضافت المصادر أن الجيش الامريكي اضطر للتخلي عن بعض "البنية التحتية الرقمية" المستخدمة في إدارة برنامج المراقبة. وامتنعت وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي و JSOC عن التعليق. وقال البنتاجون إنه لأسباب "أمن العمليات" لم "يناقش تفاصيل عمليات الشبكة أو مسائل الذكاء".
وأوضح بعض الخبراء أن عملية الكشف عن البرنامج جاءت بتوجيه من حكومة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة