يبدوا أن الأحزاب الإسلامية فى الجزائر والتى تنتمى فكريا للتنظيم الدولى للإخوان مقبلة على عاصفة هجوم عاتية، بعد أن اتهم رئيس المجموعة البرلمانية لحزب التجمع الوطنى الديمقراطى فى الجزائر، بلعباس بلعباس، الإسلاميين فى الجزائر بـ"العمالة للإخوان"، مطالبهم بالكشف عن الجهة التى تمولهم فى ظل دفاعهم عن عدد من المجموعات خارج الجزائر.
تلك العاصفة هبت على الأحزاب الإسلامية خلال الساعات الماضية بعد أن كشفوا عن وجههم القبيح المتشدد وطالبوا بنقل تمثال "عين الفوارة" لسيدة عارية والمتواجد بأحد الميادين منذ 120 عاما الى المتحف بدعوى أنه يخدش حياء المارة، الطلب الإخوانى الذى تم تقديمه لوزير الثقافة عز الدين ميهوبى سبب ضجة على مدار اليومين الماضيين داخل الجزائر بعد أن رد الوزير على مقترحهم بأن أفكارهم هى التى تحتاج لمتحف، لتنطلق حمله ممنهجة من الإسلاميين ضد.
الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة
موقف الأحزاب الإسلامية فى البرلمان الجزائرى أثار غضب كافة الأوساط وقال المنتقدين أن النواب الإخوان تركوا الأزمات التى تشهدها الجزائر مؤخرا سواء الاجتماعية أو الاقتصادية حيث بلغ التضخم فى العام الماضى 5.6 % ، وهبط الاحتياطى الأجنبى للبلاد بمقدار 16.8 مليار دولار عن العام الماضى، ورأوا فى تمثال عين الفوارة ورفض وزير الثقافة لطلبهم أزمة كبرى استدعت إصدار بيانات إدانة وتوجيه اتهامات للحكومة بدفاعها عن الاستعمار الفرنسى حيث تاريخ نحت هذا التمثال ووضعه بأحد الميادين.
وانعكست تلك الأزمة على جلسة المجلس الشعبى الوطنى - البرلمان - مساء أمس حيث تساءل البرلمانى بلعباس المنتمى لحزب رئيس الوزراء احمد اويحيى، عن "ماهية الجهة التى تمول الإسلاميين بالجزائر، فى ظل وجود العديد من الجماعات التى طالما دافع عنها الإسلاميين"، مضيفا أن الإسلاميين دائما ما كانوا يخدمون مصالح الإخوان دون هوادة.
و قالت صحيفة الشروق الجزائرية أن رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطنى الديمقراطي، دافع عن وزير الثقافة بعد الحملة الشرسة التى تعرض لها من قبل الإسلاميين عقب رفضه مطلب أحد النواب بتحويل تمثال يقع وسط مدينة سطيف شرق البلاد، وقال أن "الوزير يعمل وفق ما ينص عليه القانون الجزائري، ولا يخدم أى جهات خارجية مثلما تم الترويج له من قبل نواب وممثلى الأحزاب الإسلامية".
تمثال عين الفوارة
وقال بلعباس: "ألستم من كلّف بالوكالة بتنفيذ أفكار سياسية إخوانية أو شيعية أو جميعها معا؟ وتابع: "يقال إنكم قبضتم نصيبكم بما يعادل هذه المهمة"، أى حصلتم على تمويل خارجى، معتبرا أن ”تخلى الدولة عن محاربة هذه الأفكار المتطرفة فى نهاية الثمانينيات واحتجاز الإسلام من طرف بعض المغامرين، هو من أدى بالجزائر إلى حرب أهلية".
وأعلن بلعباس دعم حزبه لمواقف وزير الثقافة، مشيرا إلى أن علماء سطيف – حيث يتواجد التمثال - الأجلاّء لم يقدموا هذا الطلب المتمثل فى إزالة تمثال المرأة العارية، وتابع أن ”الجزائريين الذين يزورون سطيف لا يترددون فى القدوم إلى عين الفوارة التى يوجد بها نصب المرأة عارية الصدر".
وعمد نواب حزب التجمع فى مداخلتهم إلى الدفاع عن وزير الثقافة ومساندته، وقال النائب حكيم برى، أنه يأسف على التجاذبات السياسية من أجل تمثال داعيا النواب إلى “الاهتمام بانشغالات المواطنين اليومية لأنها كثيرة”، فى حيث أغضبت تلك التصريحات التشكيلات السياسية ذات التوجه الإسلامى فى البرلمان ومن ذلك حركة مجتمع السلم، والاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء.
وكان وزير الثقافة قد رفض لإقحام الدين فى الثقافة وتحدى النواب الإسلاميين مؤكدا أن تمثال عين الفوارة لن يزحزحه أحد، قائلا "هذا الطلب غير ممكن لاسيما أن التمثال موجود منذ عشرات السنين.. مثل هذا الطلب يقودنا إلى نقل كل التماثيل التى تزين شوارع الجزائر إلى المتاحف"، لافتا إلى أنه لا يكمن العمل بمقياس الدين فى الثقافة كى لا نحول الجزائر إلى أفغانستان التى تحطم فيها التحف الأثرية التى تعود إلى آلاف السنين".
رئيس الحكومة أحمد أويحيى
وقالت صحيفة الصوت الآخر الجزائرية فى تقرير لها إن رد الوزير الذى طالب بوضع أفكارها فى المتحف بدل التمثال أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعى، ليعقبها ردود أفعال واسعة من الكتل الإسلامية فى البرلمان – إخوان الجزائر – مصعدين انتقادهم للحكومة ليشمل رئيس الوزراء أحمد أبو يحيى.
وقالت النائب من كتلة الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، خمرى بلدية فى بيان أمس كنت أتوقع من الوزير فى إطار مهامه الحكومية أن يرد ضمن الصلاحيات المخولة له، لكنى تفاجأت وصعقت لطريقة رد الوزير المحترم الأمر الذى أثار ضجة انتقادات وطنية لما جاء على لسانه.
ويبدوا أن تلك الأزمة مرشحه للتصعيد خلال الأيام المقبلة خاصة بعد أن دخلت الأحزاب المدنية فى جدال مع الإسلاميين حول مصادر تمويلهم وعدم ولائهم للوطن، والسعى لتنفيذ أجندات خارجية لا تعنى بمصلحة الجزائريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة