انظر يا أخى إلى كل هذه الكلمات الجميلة فى الإسلام، وكل هذه المعانى الرائعة فى أحاديث النبى محمد، صلوات الله عليه، وانظر يا أخى كيف نحفظ هذا الكلام بيننا عن ظهر قلب، ونتداوله بيننا ليلا ونهارا، ونتلوه على أنفسنا فى حواراتنا اليومية!
ثم انظر يا أخى مساحة الفجوة بين الكلام والفعل، وبين القول والعمل..
انظر يا أخى إلى ما تقدسه أفواهنا ولا تصل معانيه إلى القلوب..
وما تقدسه ألسنتنا ولا يتجسد عملا حقيقيا بيننا على الأرض:
• «كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله وعرضه»، قل لى يا أخى، هل هو حرام فعلا اليوم؟! هل نحرمه بيننا، ونحرمه على أنفسنا؟! هل ترى فى العالم سوى مسلمين يقتلون مسلمين آخرين فى كل عاصمة إسلامية على وجه الأرض؟ وهل ترى قتلا إلا باسم الدين نفسه الذى جعل كل المسلم على المسلم حراما، فاستباح المسلمون قتل كل منهم الآخر؟
• «إماطة الأذى عن الطريق صدقة»، تعرف يا أخى أن هذه صدقة لا يقدم عليها أحد حتى هؤلاء الذين تعينهم الحكومة لرفع الأذى من الطرقات.
• «تبسمك فى وجه أخيك صدقة»، تضحك معى طبعا، لأن هذه القاعدة الآن هو أن تضحك على أخيك فى ظهره، ولا تبتسم فى وجهه أبدا.
• «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك»، نحن فى زمن يصور فيه الناس الخطايا بالكاميرات وينشرونها بأنفسهم على «إنستجرام».
• «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم»، لكن إنسان هذا العصر لا يرى سوى الجاه والمال، كم تملك! ما هى خزائنك من الذهب والفضة؟! القلوب لا تعنى شيئا على الأرض، حتى وإن كانت محل نظر الله تعالى.
• «البر حسن الخلق، والإثم ما حاك فى الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس»، يكفيك جولة واحدة على بوستات أصدقائك فى أى يوم لا تعرف أن حسن الخلق لم يعد من ثقافة هذا العصر، وأن الصدور لم تعد تضيق بما تأثم، لأن الآثام صارت مسجلة على «سيرفرات» الـ«فيس بوك».
• «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه»
• «إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أنا فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»
• المسيح عليه السلام يقول أيضا:
• «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر»، قل لى يا أخى، بالله عليك، كم من الآثمين يتبادلون الحجارة كل يوم؟! وكم من مرتكبى الخطايا يرمون الأبرياء من الناس بالباطل؟!
أذكر نفسى وإياكم فى صباح الجمعة..
ستبقى مصر من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة