جزر البحر الأحمر هى ثروات مصرية متفردة تساوى من ناحية القيمة السياحية والاستثمارية ما هو أكبر من حقول النفط، فالنفط يمكن أن ينضب، لكن هذه الجزر باقية ما بقيت الأرض بإذن الله، ففى مواجهة سواحل الغردقة والجونة عدد كبير من الجزر بمساحات متنوعة، يمكن أن تشكل قاعدة سياحية مذهلة، مثل طويلة وشدوان وجوبال، والمحميات الطبيعية المختلفة، وغيرها من الجزر بأحجام صغيرة ومتوسطة وكبيرة، كل ذلك بخلاف الجزر التى تواجه مدنا ساحلية أخرى على البحر الأحمر ويمكن أن تتحول إلى منتجعات سياحية لا مثيل لها على خريطة العالم.
كانت هذه الجزر بعيدة عن آفاق التخطيط السياحى فى مصر، لأسباب مختلفة ربما يتعلق بعضها بأمن البحر الأحمر، أو بأمن السفن العابرة فى المجرى الملاحى ذهابا أو إيابا من قناة السويس، أو لأى أسباب أخرى من مقتضيات الأمن القومى المصرى، غير أن التفكير والتخطيط والتسليح المتقدم، والقدرات الفائقة للقوات المسلحة المصرية، يمكن أن توفر منظومة حماية كبيرة تمهد لإعادة النظر فى استثمار هذه الجزر وإقامة منتجعات سياحية عالمية تنافس بقوة على خريطة السياحة الدولية.
تعرف أنت أن الدخل القومى لبلد مثل إسبانيا يعتمد بصورة أساسية على السياحة، وربما تعرف أيضا أن جزر البحر المتوسط أمام السواحل الإسبانية تشكل حجر الزاوية فى تدفق السياحة الشاطئية على هذا البلد فى جنوب أوروبا، وإذا قارنا أعظم الجزر الإسبانية من ناحية المساحة والخدمات والطقس الدافئ ونقاء مياه البحر وتوفر البيئة اللازمة للأنشطة المائية، فإن أقل جزيرة فى البحر الأحمر يمكن أن تضاهى أعظم وأكبر الجزر الإسبانية بلا منازع، وبلا مبالغة.
وإذا أضفت إلى ذلك، السمعة التى تحظى بها سواحل البحر الأحمر، الغردقة والجونة وسهل حشيش ومرسى علم وغيرها، وكون هذه المدن والمنتجعات تمثل مقصدا سياحيا مهما على الخريطة السياحية الدولية، فستعرف بسهولة أننا نستطيع تحقيق إنجاز سياحى واستثمارى هائل بجهود ونفقات أقل.
مصر من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة