يعد جامع الطباخ واحد من أقدم من المساجد المملوكية، والذى يقع فى شارع الصنافيرى بعابدين، وعرف الشارع بهذا الاسم نسبة لوجود ضريح الشيخ إسماعيل الصنافيرى، وكان الشارع يعرف قبل دفن الشيخ باسم شارع باب اللوق.
ويقول المقريزى، إن جامع الطباخ مسجد قديم أنشأه الأمير جمال الدين آفوش وجدده الحاج على الطباخ، وكان الأمير جمال الدين آفوش يتولى نيابة الكرك فى عهد السلطان الناصر محمد، وكان السلطان يثق به ويطمئن إليه ولذلك فإنه عندما فكر فى ترك السلطنة لبيبرس جاشنكير لم يجد غير الكرك للاعتكاف بها ومن هناك أرسل خطاب تخليه عن كرسى السلطنة.
جامع الطباخ
قام الأمير جمال الدين آفوش ببناء مجموعة من العمائر منها مستشفى بحى الصاغة، وجامع فى ميدان اللوق الذى عرف فيما بعد بجامع الطباخ، من ماله الخاص.
ونتيجة لسوء العلاقة بين السلطان وبين الأمير جمال الدين آفوش فى آخر أيامه، وذلك نتيجة للوشايات والوقيعة التى كان يدس بها حساده مما جعل السلطان يأمر بزجه فى سجن الإسكندرية حيث توفى عام 736 هـ.
وحول سبب تسمية الجامع فيما بعد بجامع الطباخ، هو أنه عندما تهدم مسجد الأمير آفوش جدد بناءه الحاج على الطباخ الذى كان يعمل طباخًا لدى قصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ونشأ على الطباخ بمصر وخدم الملك الناصر محمد مده عزله عن السلطنة فى مدينة الكرك، فلما قدم إلى مصر جعله المشرف على مائدة السلطان وسلمه المطبخ السلطانى، فكثر ماله بسبب كثرة الأفراح وصنع الولائم والأعراس لدى الأمراء والملوك، حسب ما يقول المقريزى.
جامع الطباخ
ويقول كتاب مساجد مصر وأولياءها الصالحون، إن الجامع الموجود حاليًا بشارع الصنافيرى أقيم مكان الجامع القديم، فقد أزالت وزارة الأوقاف الجامع القديم عام 1350 هـ وأنشأت مكانه مسجدًا جديدًا، غير منتظم الأضلاع يتوسطة 4 دعائم كبيرة يقوم عليها السقف الخشبى المنقوش بالزخارف الزيتية الجميلة، ويعلو الدعائم الأربع رقبة مثمنة بها ثمانى نوافذ يعلوها قبة ضخمة. وأضلاع المسجد المتعدد تحتوى على فتحات مملوءه بالزجاج المعشق، وهذه الفتحات تكون كل ثلاث منها نافذة قنديلية الشكل.
جامع الطباخ
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة