قرأت لك.. "الانهمام بالذات".. من يمكنه قول الحقيقة؟

الثلاثاء، 08 مايو 2018 07:00 م
قرأت لك.. "الانهمام بالذات".. من يمكنه  قول الحقيقة؟ الانهمام بالذات
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد ميشيل فوكو (1926 - 1984) واحدًا من أشهر الفلاسفة المعاصرين، ومن كتبه المعمة "الانهمام بالذات.. جمالية الوجود وجرأة قول الحقيقة" والذى صدرت ترجمته محمد أزويته عن دار "أفريقيا الشرق".
 
وفى المقدمة يقول محمد أزويته "فى مقاربة فوكو لشروط تشكل الذات الغربية بما هى موضوع للأخلاق، يكون فوكو قد فتح ممرا جديدا للبحث الفلسفى يقع خارج محورى السلطة والمعرفة".
الانهمام بالذات
 
ويتعلق الأمر بالبحث فى سيرورة التذويت، استنادا إلى التجربة اليونانية الرومانية، هناك حيث سيكتشف الحضور الوازن والمهم لأحد المبادئ الرئيسية وهو "الانهمام بالذات".
 
ويمكن القول بأن المبدأ المذكور، قد اعتبر، فى كامل فلسفة العصور القديمة، واجبا وتقنية والتزاما أساسيا ومجموعة من الطرائق المعدة بعناية. لا يتعلق الأمر إذن بمبدأ ينزع نحو الأنانية والانعزال والتخلى عن كل مسؤولية، مما قد يترتب عنه استبداد ما فى ممارسة السلطة، بالعكس فالذى يهتم بذاته، كما يلزم هو مثال للصريح الصادق الحر، الذى لا يتوانى فى مساعدة الآخرين، وفى تحمل مسؤولياته كاملة كرب أسرة أو كموظف أو كمواطن حقيقي.. ثم فى قدرته على قول الحقيقة، بكل شجاعة، مهما كانت جارحة، بل وفى قبول الموت و "الاستعداد" لها. 
 
ليس الاهتمام بالذات مجرد تحضير مؤقت للحياة، وإنما هو شكل للحياة، لا يمكن فصله عن صيغة جمالية فى الوجود.
 
عندما نقرأ ما كان يقوله سقراط، سيد الانهمام بالذات، للمارة: "إنكم تهتمون بثرواتكم وبسمعتكم وأمجادكم، لكنكم لا تهتمون بفضائلكم وأرواحكم"، معتبرا ما يقوم به رسالة أوكلها الله إليه، أنها مهمة سامية لا يطلب من وراءها أجرا، وهى فى النهاية وظيفة مفيدة للمدينة.. فإننا نعلم فعلا كم نحن بعيدون اليوم عن سقراط وعن الصيغة الحقيقية للانهمام بالذات.
1
 

2

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة