كان المسجد فى الأصل زاوية صغيرة حتى توالت عليها يد الإصلاح والترميم والزيادة حتى وصلت إلى الشكل الحالى، والمسجد الموجود اليوم يرجع إلى سنة 1274هـ، هنا نتحدث عن مسجد الإمام البوصيرى بالإسكندرية.
الإمام البوصيرى هو الشيخ الإمام شرف الدين أبو عبدالله محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبدالله بن صفهاج بن هلال الصنهاجى، كان أحد أبويه من بوصير بالصعيد والثانى من دلاص فركبت النسبة منهما فقيل الدلاصيرى ثم اشتهر بالبوصيرى.
مسجد البوصيرى (1)
وكان البوصيرى فى أول حياته العملية يتولى الكتابة على الجبايات "الضرائب"، ببلدة بلبيس بمحافظة الشرقية، كما ذكر كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، إلا أن عدم أمانة المشتغلين معه فى هذه الوظيفة جعلته يزهد الوظائف الحكومية بل ويزهد متع الحياة ويلجأ إلى حياة التصوف والانقطاع للعبادة، وقد نظم فى ذلك شعرًا عن مستوطفى ذلك العهد جاء فيه : خبرت طوائف المستوطفينا .. فلم اجد فيهم رجلا أمينًا.
نهج البوصيرى الشعر فصار متصوفًا مادحًا لحضرة رسول الله "ص"، واخلص الحب لله ولرسوله وهام بذلك حتى صار لا يبارى، ويقال أن السبب فى نظمه لقصيدته المشهورة بالبردية هو وقوع فالج ألم به أعيا الأطباء علاجه، ففكر البوصيرى فى عمل قصيدة يستشفع بها ولعل الله تعالى فى أن يعافية، فلما اتمها رأى الرسول صلى الله عليه وسلم فى منامه فمسح بيده الكريمة عليه فعوفى لوقته.
مسجد البوصيرى (1)
نعود مرة إلى اخرى إلى مسجد الإمام البوصيرى بالإسكندرية، فهو يتكون من مربعين منفصلين، الأول يشمل صحن المسجد وتتوسطه نافورة وتحيط به الأورقة من جميع الجهات والمربع الثانى وهو ايوان القبلة وهو مرتفع عن مستوى صحن المسجد إذا يصعد إليه بثلاث درجات، ويتقدم الإيوان دهليز مغطى بظلة تؤدى إلى ضريح الامام البوصيرى أولا ثم إلى ايوان القبلة ثانيا، أما الضريح فعبارة عن غرفة مربعة مغطاة بقبة تقوم على مقرنصات فى الأركان والقبة من الصاج وليست من الخشب أو البناء.
مسجد البوصيرى (2)
يتوسط إيوان القبلة ستة أعمدة تقوم عليها قبة مرتفعة من الصاج كذلك، وبه دور ثان مخصص للسيدات يعرف باسم "الصندرة"، وبهذا الايوان يوجد مدخلان رئيسيان أحدهما فى الجهة الشرقية والآخر فى الجهة الجنوبية، كما يوجد مدخل ثالث رئيسى فى الجهة الغربية من صحن الجامع، وخلف الرواق الشرقى للمسجد توجد ثلاث غرف مغطاة بثلاث قباب كانت فى الأصل عبارة عن زاوية ملحقة بالمسجد، وتحتوى على صف من الدعائم تفصلها إلى رواقين ثم جددت الزاوية عام 1308 هـن وسدت أروقتها فتحولت على صف من الدعائم تفصلها إلى رواقين ثم جددت الزاوية عام 1308 هـ وسدت أروقتها فتحولت إلى غرف خصصت للمكتبة وللمشرفين على المسجد، أما فى الركن الشمالى الشرقى لايوان القبلة فتوجد مئذنة المسجد وهى على شكل مسلة بطراز التركى فى القرن التاسع عشر.
مسجد البوصيرى (3)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة