أطفال المريوطية.. استيقظت مصر اليوم، الثلاثاء، على مشهد العثور على جثث 3 أطفال مذبوحين بجوار فيلا مهجورة فى منطقة المريوطية بالهرم، الأمر الذى ألقى بظلاله على تجارة الأعضاء البشرية، بعدما كشفت مناظرة الجثث عن وجود فتحة بمنطقة البطن لدى طفلين، من الثلاثة.
هذه الواقعة على خطورتها، لم يغفلها الأدب، ففى رواية "مخيلة الخندريس" للكاتب السودانى عبد العزيز بركة ساكن، ركز على قضية المهمشين، الذين لم يختاروا قط ظروفهم السيئة، بل كأنها هى التى بحثت عنهم وفرضت عليهم القهر فرضًا.
يحدثنا عبد العزيز بركة ستاكن فى رواية "مخيلة الخندريس" عن شريحة كبيرة من هؤلاء الذين طالما لفظهم المجتمع كأنهم وباء؛ إنهم أطفال الشوارع المشردين فى مدن السودان بلا أى تطلع إلا إلى مواصلة الحياة ليوم آخر، على الرغم من أن حياتهم ليس بها ما يغرى بالعيش؛ فالطعام شحيح والملابس لا تكاد تستر عريانا وليست لأجسادهم حرمة، فالقهر هو اسم اللعبة وإن اختلف شكله ما بين اغتصاب وتعذيب وقتل.
وفى رواية "مخيلة الخندريس" نتعرف من خلال البطلة "سلوى" على تاريخ السودان، والمشردين، والمؤسسات التى تسعى لحماية الأطفال، وما يعانون منه من بؤس، كل هذا من خلال متابعة تفاصيل أحداثهم اليومية فنرى الحب والجنس راسما ومجسدا صورة الألم اليومى المعاش.
وفى فصل بعنوان "منطق الجسد" يحدثنا عبد العزيز بركة ساكن عن "فرقة الموت" المنوط بها اغتيال الأطفال المشردين، فى البرازيل، والتى يوجد عنها كتاب بعنوان "الحرب ضد الأطفال فى شوارع أمريكا"، ومن بين الاحصائيات التى يشير إليها الكتاب، أنه فى نهاية عام 1991، قامت لجنة فى برلمان البرازيل، بإحصائية، أشارت إلى مقتل 7000 طفل خلال الخمس سنوات المنصرمة، وفى أوساط عام 1992 ازداد عدد الأطفال القتلى ليصل إلى 16414، وحسب الإحصائية الحكومية البرازيلية فإن عدد الأطفال المشردين فى السبعينيات فى القرن الماضى بلغ 1.5 مليون طفل.
يشار إلى أن عبد العزيز بركة ساكن، أديب وروائى سودانى، حائز على جائزة الطيب صالح للرواية فى دورتها السابعة، وفيما حظيت أعماله باهتمام القراء والنقاد فكثيرًا ما أغضبت الرقيب.
بعد فازت رواية "الجنقو مسامير الأرض" على جائزة الطيب صالح للرواية عام 2009م، ليصدر بعد قليل قرار وزارة الثقافة السودانية بحظر الرواية ومنع تداولها، وقبل ذلك صودرت مجموعته «امرأة من كمبو كديس» عام 2005م.
وفى 2012م قامت السلطات بمنع عرض كتبه فى معرض الخرطوم الدولى للكتاب، فيما رأى ساكن تعنت الرقابة تضييقا غير مقبول، فى المقابل، توفرت لأعماله قراءات تنبهت إلى رسالته وإبداعيته ونبهت إليها، فمنح جائزة "بى بى سى" للقصة القصيرة على مستوى العالم العربى 1993م عن قصته: "امرأة من كمبو كديس"، وجائزة "قصص على الهواء" التى تنظمها "بى بى سى" بالتعاون مع مجلة العربى عن قصتيه: "موسيقى العظام" و"فيزياء اللون".
وفى 2013م قرر المعهد العالى الفنى بمدينة سالفدن سالسبورج بالنمسا أن يدرج فى مناهجه الدراسية روايته "مخيلة الخندريس" فى نسختها الألمانية التى ترجمتها الدكتورة "إشراقة مصطفى" عام 2001.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة