كتاب "الفيلم المصرى.. الواقع والآفاق" للكاتب الدكتور وليد سيف، والصادر مؤخرا وذلك ضمن سلسلة آفاق السينما، بالهيئة العامة لقصور الثقافة، يتناول بالتحليل والنقد قوائم أفلام دليل السينما، الصادر عن المركز القومى للثقافة السينمائية، وقوائم أفلام بانوراما السينما المصرية من "إصدارات التنمية الثقافية"، وقوائم أفلام مهرجان جمعية الفيلم السنوى، وقوائم أفلام المركز الكاثوليكى للسينما المصرية.
ويؤكد الكاتب بأنه سوف تظل الأفلام التى تنتصر للمستقبل، وللحرية، وللقيم النبيلة بأسلوب فنى راق، هى الأقرب لوجدان المشاهد، والأكثر صموداً أمام الزمن، بينما تتوارى وتندثر الأفكار الرجعية والانهزامية والأساليب الركيكة، ويستمر تيار السينما الجريئة والتقدمية ليصب فى مجرى نهر المجتمع الساعي لتحقيق أهدافه الأساسية التى لا يتخلى عنها أى إنسان حر.
ويقع في 452 صفحة من القطع الصغير. وجاءت الدراسة في شكل موسع ومستفيض لتوضح كم المجهود الذي بذل فيها، لتبدو وكأنها موسوعة شارك في إعدادها عشرات الباحثين. ولعل أبرز ما في الكتاب أن المؤلف يرى من الواجب إلقاء الضوء على فناني الفيلم الجدد فى السينما المصرية في مجال الإخراج بوجه خاص. حيث إنهم وعلى رغم ما تفرض تجارة السينما في مصر من منح النجم مساحة أكبر من التأثير، إلا أن البعض منهم استطاعوا أن يفرضوا بصمتهم وأن يحققوا مستوى متقدماً للفيلم المصري في أعمالهم من الناحية السينمائية والفكرية قدر استطاعتهم.
واحتوى الكتاب على بابين، تضمن الأول، الجانب البحثي والظواهر الجديرة بالتأمل والحلول والمقترحات التي تمهد السبيل لخروج الفيلم المصري من أزمته، والتي بإمكانها أن تجعله يلاحق ثورة مجتمعية وفكرية، أما الثاني، فتضمن القراء التفصيلية التحليلية لأفلام الأعوام الخمسة عشر، وتم تقسيمه إلى أربعة فصول، حيث كانت السنوات الخمس الأولى هى بداية لمرحلة، بينما شكلت السنوات الخمس التالية في رأي المؤلف، «ملامح ومتغيرات جديدة للمرحلة».
ويرى المؤلف أن السينما فى مصر تبدو كامرأة جميلة ضائعة يريد لها بعضنا أن تكون عشيقة تلبي أحط الرغبات، بينما يسعى آخرون الى إجبارها على أن تكون ربة منزل تقدس الحياة الزوجية، فضلاً عن فريق ثالث يريدها صديقة منفتحة ومثقفة وتجيد سبع لغات، حيث يقول: مولوا الأفلام الراقية، وادعموا التجارب الجريئة، وشجعوا الأعمال التجارية المحكمة الصنع، واتركوا للسينما حريتها، ودعوها تتمتع بالتنوع والغزارة والانتشار لترضي أنواع مختلف الأذواق حتى تنضج بالقدر الكافي، وتستطيع أن تحدد مصيرها بنفسها وعلى أيدي فنانيها، سوف تظل الأفلام التي تنتصر للمستقبل وللحرية وللقيم النبيلة بأسلوب فني راق هي الأقرب لوجدان المشاهد، والأكثر صموداً أمام الزمن، بينما تتوارى وتندثر الأفكار الرجعية والانهزامية والأساليب الركيكة، ويستمر تيار السينما الجريئة والتقدمية ليصب في مجرى نهر المجتمع الساعي لتحقيق أهدافه الأساسية التي لا يتخلى عنها أي إنسان حر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة