منذ 1108 عام، وبالتحديد فى 15 يناير عام 910 م، تم إعلان قيام الدولة الفاطمية فى المغرب بعد نجاح أبى عبد الله الشيعى فى دعوته وجذب الأعوان والأنصار لها وقيامه بمبايعة عبيد الله المهدى بالخلافة، ليكون بذلك إيذانا ببدء الدولة الفاطمية فى بلاد المغرب ومنها إلى مصر، والتى استمرت نحو 261 عاما.
وتنسب الدولة الفاطمية إلى الإمام عبيد الله المهدى بالله، مؤسس السلالة العبيدية (الفاطمية)، وترجع المراجع الشيعية أن الفاطميين يعود نسبهم إلى محمَد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، أى أنهم من الطائفة العلوية، ومن ذرية النبى محمد (ص)، من ابنته فاطمة الزهراء ورابع الخلفاء الراشدين الإمام على بن أبى طالب، بينما تنكر المراجع الأخرى هذا النسب وأرجعت أصل عبيد الله المهدى إلى الفرس أو اليهود.
وبحسب كتاب "شرح الصدور بأحكام المساجد والقبور" للشيخ على أحمد عبد العال الطهطاوى، فإن الشيعة العبيدية الفاطمية، من الفرق المنحرفة عن الشيعة الإسماعيلية، والتى أسسها ميمون بن قداح الديصانى بالشام، وقد ادعى هذا الرجل أنه من أهل البيت النبوى، رغم أنه من أصل يهودى، فقد ادعى أنه من نسل "إسماعيل بن جعفر الصادق"، فى حين أن "إسماعيل" لم ينجب، ومات فى حياة أبيه جعفر الصادق، ولكن ميمون يدعى كذبا بأنه "إسماعيل" أوصى بالخلافة لابنه محمد الذى يزعم ميمون أنه نسله، وأنه المستحق بالخلافة على الشيعة من بعده، وعلى هذه الكذبة (بحسب وصف المؤلف) أسس ميمون مذهبه الإسماعيلى، الذى انبثقت منه بعد ذلك معظم الحركات مثل العبيديين (الفاطميين، القرامطة، الحشاشين، إخوان الصفا، النصيريين، البهائيين، البوهرة.
ولفت الكتاب إلى أن "يصان" جد ميمون القداح، كان مجوسيا، أما ابنه ميمون فقد تظاهر بالإسلام، ووضع أسس الدعوة الإسماعيلية، ثم جاء من بعده ابنه عبيد الله، فعاونه فى وضع أسس الدعوة.
ويرى المؤرخون أن عبيد الله ابن ميمون، تنسب إليه الدولة العبيدية الفاطمية، ويرى المؤلف أن الأول كانت تملكت نفسه كراهية الإسلام والمسلمين، وأنه صاحب مؤامرة قوية تم تنفيذها، وعمل على إيجاد جمعية سرية كبيرة تلقن الناس مبادئه، ولم يمض وقتا طويلا حتى أصبح للشيعة الإسماعيلية السلطان المطلق على بلاد المغرب، حيث أعلنوا الدولة العبيدية سنة 297 هـ، وسموها بالدولة الفاطمية، نسبة إلى فاطمة الزهراء ابنه النبى محمد (صلى الله عليه وسلم).
فيما يوضح كتاب "موسوعة التشيع" لـ عبد الباسط الناشى، أن شبهة الاتصال بين الشيعة وخاصة الفاطميين وبين اليهود والمجوس قائمة، ولا مجال لدحضها، مما جعل الإمام السيوطى يبطل إمامة العبيديين (الفاطميين)، بسبب أن جدهم مجوسى، كما أن أبو بكر الباقلانى يذكرأن "القداح جد عبيد الله الذى يسمى المهدى كان مجوسيا، ودخل عبيد الله المغرب، وادعى أنه علوى ولم يعرفه أحد من علماء النسب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة