شن المتحدث العسكرى الليبى العميد أحمد المسمارى هجوما شرسا على المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة بسبب موقفه من عمليات الجيش الليبى جنوب البلاد، متهما المبعوث الأممى بعقد اجتماعات مع شخصيات متطرفة فى البلاد ولم يلتقى القاعدة الشعبية الحقيقية فى ليبيا.
وقال المسمارى فى مؤتمر صحفى، مساء اليوم الأربعاء، أن المبعوث الأممى إلى ليبيا يسعى لبناء دولة ميليشيات على غرار النموذج اللبنانى، مؤكدا ان بلاده ترفض أن تتحول ليبيا إلى نموذج دولة الميليشيات، وأَضاف "منزعجون من إنكار غسان سلامة لدور الجيش الليبي في إرساء الاستقرار بالبلاد".
وتعبيرا عن رفضه للسياسات التى يتعاطى بها غسان سلامة وحضوره افتتاح أحد مراكز الشرطة في طرابلس، أكد المسمارى أنه كان من الأجدر بالمبعوث الأممى إلى ليبيا الاحتفال بإعادة بناء مراكز الشرطة في بنغازي بالكامل، مؤكداً أن سلامة يتعامل مع إرهابيين ولم يلتق القاعدة الشعبية الحقيقية".
وأكد العميد أحمد المسمارى أن المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة أصبح جزءا من أزمة ليبيا وليس وسيطا للحل، متهما الأخير بإدارة الدولة الليبية عبر رئيس المجلس الرئاسى فائز السراج، مضيفا "غسان سلامة يدير ليبيا عبر السراج ونحن نرفض ذلك تماما".
وحول العمليات العسكرية للجيش الليبى فى جنوب البلاد، أكد المسمارى أن العملية التي أطلقها الجيش الليبى جنوب البلاد أدت إلى القضاء على إرهابيين مطلوبين دوليا، مشيرا إلى نجاحها أيضا في إعادة الحياة إلى مدينة سبها بعد طرد الميليشيات والعصابات منها.
وكان الجيش الليبي قد أعلن، الأسبوع الماضى، عن انطلاق عملية عسكرية في منطقة الجنوب الليبي لدحر "الجماعات الإرهابية والإجرامية والعصابات العابرة للحدود".
وأضاف المسمارى " تمكنت قواتنا المسلحة من القضاء على إرهابيين كبار، مطلوبين دوليا وعربيا ومحليا، ارتكبوا جرائم فظيعة ضد البشرية".
ومن بين هؤلاء الذين أشار إليهم المسمارى، الإرهابى أبو طلحة الحسناوى، الذى يعتبر أهم قيادات تنظيم القاعدة الإرهابى فى ليبيا، وله سجل حافل بالأعمال الإرهابية تمتد من ليبيا إلى سوريا والعراق.
وأكد المسمارى ان أبرز أحداث العملية العسكرية الجديدة تقع فى الجنوب الغربى والجنوب الشرقى، مؤكدا أن مدن الجنوب الليبى بأكمله "تحت عملية عسكرية شاملة وموحدة لتطهيره من الإرهاب والجريمة والعدو الذى يحاول التغلغل فى هذه المنطقة".
كما أوضح المسمارى أن هناك اشتباكات فى منطقة الكفرة بجنوب شرقى ليبيا، مشيرا إلى أن الجيش الليبى يقوم بدوريات استطلاع فى شمال الكفرة وغربها وجنوبها.
وحذر المسمارى من "الأشخاص الذين ينوون دخول هذه المناطق"، قائلا إنه ينبغي عليهم إبلاغ الجيش الليبى وأخذ الإذن منه قبل دخول المنطقة العسكرية فى الكفرة حتى لا تتعرض للخطر، علما أن المنطقة تخلو من التجمعات السكانية، وباتت أخيرا منفذا للمجرمين والمهربين.
وأكد المسمارى أن قوات الجيش الليبى تتمركز فى مدينة سبها بالجنوب الغربى، مشيرا إلى أن أغلب الأهالى والسكان فى المدينة يقفون إلى جانبه ضد التنظيمات الإرهابية فى مدن الجنوب الليبى، متهما قناة الجزيرة القطرية بالترويج لأكاذيب وبيانات مفبركة حول الجيش الليبى، وأضاف : "لا نريد دولة مليشيات فى بلادنا كما هو الحال بلبنان".
وأوضح المسمارى أن ليبيا لن تترك ليبيا لدول تسعى لتقسيمها والعبث بأمن واستقرارها ومنهم قطر وتركيا، مؤكدا ان "مدن بنغازى والكفرة وسوكنة وهون وزلة أصبحت آمنة وجاهزة لاستقبال الشركات الأجنبية، وإن سبها ستكون جاهزة أيضا قريبا".
وأضاف المسمارى أن القوات المسلحة الليبية بدأت بالتمركز داخل مدينة سبها، مشيرا إلى أنها عملت على تطهير غالبية المواقع التى كانت تتحصن فيها ميليشيات أو عصابات.
وقال المسمارى إن الجيش الوطني الليبي سيطر على أبرز مرافق الخدمات في المدينة مثل مستودع الوقود ومقر الشرطة العسكرية ومديرية الأمن، مضيفا: "بدأت الحياة تعود إلى سبها من الناحية الإدارية، إذ إن كل المؤسسات فيها تعود للعمل".
وأضاف المسمارى أن "حرفية الجيش الليبى تمكنت من كسب السكان إلى جانبه"، معربا عن شكره على بيانات التأييد والترحيب التى صدرت عن الأهالى وأعضاء البرلمان فى المنطقة الجنوبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة