يقول كتاب دراسات فى الأخلاق لـ أحمد الريسونى، والصادر عن دار الكلمة للنشر والتوزيع إن للأخلاق مصادر ثلاثة تنبع منها وتتغذى بها، ويكمل بعضها بعضا.
ويتابع الكتاب إن هذه الأشياء هى:
أولها الفطرة:
فالإنسان مجبول ومفطور على حب الأخلاق الحسنة وكره الأخلاق السيئة، ومهما اختلف الناس – أفرادًا أو أممًا – فى تقييم بعض الأفعال وبعض التصرفات، فإن هناك فضائل وأخلاقا يشتركون جميعا فى حبها واحترامها كالصدق والأمانة والإحسان والتواضع والعدل.
وهناك رذائل وأخلاق سيئة يشترك الناس جميعا فى كراهيتها واستهجانها، كالظلم والعدوان والكبر والكذب والخيانة والأثرة والغدر، فاشتراك الناس بمختلف أجناسهم وأديانهم ووطانهم وعصورهم وطبقاتهم وأحوالهم – فى هذه الميول الخلقية وتجذرها فى نفوسهم وسلوكهم، دليل واضح على فطرتها وأصالتها فيهم.
ثانيها الدين:
فمن المعلوم أن الأخلاق والتوجيهات الخلقية، هى الجزء الأعظم من جميع الأديان وتعاليمها.
وفى جميع العصور وجميع الأمم، نجد الأخلاق قرينة الدين والتدين، ونجد الدين والتراث الدينى يشكلان دائما أكبر مدد وأقوى سند للقيم الخلقية وللمعايير الخلقية وللمارسات الخلقية. فأهل الأخلاق ودعاة الأخلاق وحماة الأخلاق هم عادة الأنبياء وأتباع الأنبياء.
وإذا كانت الجبلة هى منبع الأخلاق المفطورة فإن الدين هو مصدر الأخلاق المسطورة.
ثالثها العرف الاجتماعى:
فى كل مجتمع، تتشكل عبر العصور أعراف وقيم، تكون محل تراض وتوافق عام، ومحل احترام والتزام، وتصبح جزءا من المنظومة الأخلاقية للمجتمع، ويصبح انتهاكا والاستخفاف بها سلوكا معيبا وربما معاقبا عليه. كما ان التمسك بها يكون خلقا محمودًا ومقدرًا.