على طريقة جماعة الإخوان الإرهابية، يسعى دوما الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لإلصاق مسميات إسلامية على جرائمه ليصبغها بالصبغة الدينية، وآخرها العدوان التركى على الشمال السورى، إذ وصف الجيش التركى عقب انطلاق العمليات العسكرية لاحتلال شمال سوريا بـ"الجيش المحمدي" الأمر الذى آثار حالة من الجدل الكبير لازال صداها قائما حتى الآن.
الجيش المحمدى.. استغلال لاسم الرسول
أردوغان يغزو شمال سوريا وينتهك سيادتها تحت اسم "الجيش المحمدى" ليبقى السؤال، لماذا اختار هذا الاسم بالتحديد، هل لتجميل غزوه لسوريا؟ أم ليضمن تأييد الجماعات المتطرفة؟ أم أنه يحاول بشكل أو بآخر يحُسن من انتهاكه فى حروب ضد الإنسانية باسم رسول الإسلام.
بجانب تسمية "الجيش المحمدى" أصدرت رئاسة الشئون الدينية التركية قرارا بتلاوة القرآن والدعاء للجيش التركى والجيش السوري الحر، فى 90 ألف مسجد بالبلاد، طوال مدة المعركة التى انطلقت فى شرق الفرات شمال سوريا منذ الأربعاء الماضى، وتستهدف القضاء على القوات الكردية.
وقال رئيس الشئون الدينية الدكتور على أرباش إن جميع المساجد فى البلاد ستبدأ قراءة سورة الفتح والتقرب إلى الله بالدعاء بعد صلاة الفجر من كل يوم طوال مدة عملية نبع السلام العسكرية وذلك طلباً لنصرة جنودنا فى ميدان المعركة.
أردوغان.. استغلال للدين بدون وجه حق
المستشار عماد أبو هاشم القاضى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية والعائد مؤخرا من تركيا أجاب على هذه التساؤلات قائلا : "من الغريب أن يسوق ذلك العدوان بإفراد الجيش التركى بوصف "جيش محمد" و كأن باقى جيوش الدول الإسلامية الأخرى لا تتصف بذلك الوصف؛ وذلك من أجل إصباغ الصفة الدينية - بغير الحق - على ذلك العدوان الذى لا صلة له بأى دين على الإطلاق".
وأضاف "أبو هاشم" السؤال كيف يحارب ذلك الجيش الذى وصفوه بأنه "جيش محمد" فريقا مستضعفا من أمة محمد دون أن يقوم سبب يستدعى تلك الحرب من أجل الاستيلاء على أراضيهم وإبعادهم قسرا عنها ؟ وماذا ترك "جيش محمد" هذا إلى جيش "بنيامين نيتنياهو" ليفعله بالمسلمين ؟ مع العلم أن إسرائيل تدين ذلك العدوان .
حشد الفصائل الإسلامية
من جانبه ، قال الدكتور طه على، الباحث السياسى، إن أردوغان يجيد التلاعب بالدين من أجل تحقيق أهداف سياسية، مشيرا إلى أنه يسعى بشتى الطرق لحشد أنصاره والفصائل الإسلامية من خلال استخدام تلك المصطلحات الإسلامية.
وأضاف الدكتور طه على، أن أردوغان لا يستخدم فقط المصطلحات الإسلامية بل إنه ورجاله يستخدمون وسيلة التحريض على مصر أيضا للتغطية على جرائمهم، حيث إن مهاجمة الدولة المصرية أصبحت إحدى الوسائل التي يحاول المسئولون الأتراك من خلالها التغطية على فشل وتراجع شرعية نظام حزب العدالة والتنمية بقيادة رئيسه الإخواني رجب طيب أردوغان، وهي الخسائر التي عبَّر عنها الأتراك في عدد من الاستحقاقات الانتخابية والتي كانت أخرها انتخابات المحليات في 31 مارس الماضي حيث وجَّه الأتراك لأدروغان لطمةًّ قاسيةًّ عبَّرت عن مدى سخَط الأتراك على حكمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة