قالت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان ،إنه في نفس هذا اليوم 17 أكتوبر من عام 1987 تجمع حشد من الأشخاص في ساحة تروكادير في باريس معبرين عن بؤسهم بسبب الفقر المدقع، حيث قام جوزيف فريزنسكي بعرض لوحته التي خصصها لتكريم ضحايا الفقر المدقع، وفي عام 1992 اعترفت به الأمم المتحدة رسمياً يوماً لمكافحة الفقر المدقع.
وأكدت مؤسسة ماعت أنه برغم مرور 27 عاما على اعتراف الأمم المتحدة رسمياً باليوم العالمي للقضاء على الفقر والذي أصبح على رأس أهداف التنمية المستدامة لايزال هناك حوالي 1.3 مليار شخص يعانون من الفقر متعدد الابعاد من بينهم 663 مليون طفل، ورغم أن أجندة 2030 تهدف إلى خفض نسبة من يعيشون في الفقر المدقع الي 2.5 % في عام 2030، الا انه لايزال 10% من سكان العالم يعيشون في فقر مدقع طبقا للإحصاءات الأخيرة.
وتابعت :" في التقرير الأخير "لمؤشر الفقر متعدد الابعاد " IMP والذي يعد من أبرز المؤشرات لقياس التقدم المحرز في الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة وهو الفقر، أوضحت المؤشرات انه لا يزال حوالي 76% من سكان العالم يعيشون في فقر مدقع.
كما تشير الإحصاءات إلى أن أكثر دول العالم تعرضاً للفقر تقع في قارتي اسيا وأفريقيا جنوب الصحراء وذلك لكونهم أكثر المناطق تعرضا للنزاعات؛ حيث تعد اليمن ضمن خمس دول في اسيا تعاني من الجوع بسبب الحروب والنزاعات، فنتيجة لهجمات الحوثيين وأعمال العنف والتخريب التي تؤدي إلى قطع الامدادات يعيش أكثر من 80 % من السكان اليمنين تحت خط الفقر، ويتوقع ان تصبح اليمن أكثر دول العالم فقراً بحلول عام 2022 إذا لم يتوقف النزاع الذي اندلع منذ خمس سنوات ولايزال مستمرا حتى الآن".
وأوضحت أنه بالنسبة لأفريقيا؛ تحتل دولة جنوب السودان المرتبة الاولي في الفقر داخل القارة فتصل نسبة الفقر فيها 91.9%، بينما تأتي الصومال في المرتبة السابعة وذلك بسبب انتشار النزاع المسلح فيها، وتمركز بؤر الجماعات الإرهابية على رأسها حركة الشباب بالإضافة الي التدخلات الخارجية لاسيما الأذرع القطرية الخفية هناك.
ونوهت ماعت إلى أنه علي الرغم من الجهود الدولية للحد من الفقر الا انه لازالت النسب تتزايد خاصة بسبب انتشار النزاع في العديد من الدول الأفريقية والاسيوية واخفاق الجهود الأممية في احراز نسب نجاح مقبولة لتحقيق الهدف الأول من اهداف التنمية المستدامة على الأقل.
وأوضحت أن القضاء على الفقر المدقع يتطلب قطع شوطاً كبيراً من الإنجازات في الأهداف الأخرى المرتبطة به مثل القضاء على الجوع والحصول على مستويات عالية من الصحة والتعليم بالإضافة الي ضرورة العمل على تحقيق الهدف السادس عشر والخاص بإرساء السلام لاسيما في دول النزاع.
وأوصت مؤسسة ماعت بضرورة تضافر كافة الجهود الأممية للحد من الفقر المدقع والعمل على تحقيق إنجازات ملموسة في أجندة التنمية المستدامة 2030 والحد من اعداد الضحايا المدنيين الذين يموتون جوعاً خاصة في مناطق النزاع في افريقيا واسيا.