ثار الشعب المصري وقيادته الشعبية، على الحملة الفرنسية بقيادة الجنرال والإمبراطور الأسبق نابليون بونابرت، منذ الأيام الأولى لاحتلال الحملة مصر، ووقف الشعب بصمود ضد المحتل الفرنسي، حتى فشلت حملتهم وعادوا إلى بلدهم.
وتمر اليوم الذكرى الـ221، على انطلاق ثورة القاهرة الأولى، والتي ثار فيها الشعب ومعه مشايخ الأزهر، وعدد كبير من قياداته الشعبية، إذ اندلعت الشرارة الأولى للثورة في 20 أكتوبر 1798م، بعدما فرض الفرنسيون ضرائب باهظة خاصة على التجار على عكس وعود نابليون عند قدومه لمصر.
وبحسب كتاب "إضاءات في الوعي: مداخل أساسية وقضايا شائكة" للكاتب السنوسى محمد السنوسى، فإن بعد ثورة القاهرة الأولى غضب نابليون غضبًا شديدًا، وأمر مدفعية القلعة بأن تسدد نيرانها إلى الأزهر وما حوله من أحياء هى مركز الثورة، ثم دخلت الخيل الأزهر، وأعمل الفرنسيون سيوفهم وبنادقهم فى طلبته وشيوخه، ونهبوا الكتب ومزقوا المخطوطات، ونهب بعضها اليهود الذين كانوا فى خدمة جيش الاحتلال، ثم اتخذوا إسطبلا للخيل، حتى تشفع الشيخ الجوهرى عند نابليون طالبًا خروج الخيل من الأزهر، فأمر بالجلاء ثم ألقى القبض على عدد من المشايخ وقطع رءوسهم، وأعدم معهم شيخ طائفة العميان.
وأوضح كتاب "نابليون بونابارت في مصر" للدكتور أحمد حافظ عوض، أن من بين المشايخ وكبار القوم الذين تم القبض عليهم بتهمة إشعال الثورة، كان الشيخ سليمان الجوسقى شيخ طائفة العميان، والشيخ أحمد الشرقاوى، والشيخ عبد الوهاب الشبراوى، والشيخ يوسف المصيلحى، والشيخ إسماعيل البراوى، وأصدر نابليون أمرًا محفوظًا فى مخاطباته، إلى الجنرال "بون" قومندان القاهرة، "بأن يقتل أولئك المشايخ، ومن قبض عليهم من زعماء الثوار، وذلك بأن يؤخذوا ليلاً إلى شاطئ النيل بين مصر العتيقة وبولاق ثم يقتلوا وتلقى جثثهم فى مياه النهر".
ويذكر الجبرتى، أن أهل القاهرة ظلوا عدة أيام لا يعرفون ماذا جرى لأولئك المشايخ والفرنسيون يخفون عليهم الأمر، موضحًا أن الفرنسيين "أخذوا المشايخ من بيت البكري، وعروهم عن ثيابهم وصعدوا بهم إلى القلعة فسجنوهم إلى الصباح، ثم أخرجوهم وقتلوهم بالبنادق وألقوهم من السور خلف القلعة وتغيب حالهم عن أكثر الناس أياما".
وتابع: وبعد موتهم بعدة أيام طرحت جثثهم على النيل وظهرت الحقيقة أنهم عروهم عن ثيابهم وأخفوا رءوسهم، ويرى الكتاب سالف الذكر أن الحديث عن قيام الفرنسيين بعمل محاكمة قانونية لهؤلاء المشايخ غير صحيح.